مغامرات ( حمّود ) / الجوال ـ 1

حمود والمراهقة

حمّود ولد شارف على مرحلة الشباب إلا أنه لم يزل في مرحلة المراهقة، هو فتى ككل الفتيان غير أن المشاكل التي يسببها دوماً ما تعود عليه بالضرر وعلى الآخرين أيضاً، وعلى هذا فضّلنا أن نختار حمّود من بين الفتيان لنروي قصص مغامراته وهي في أغلبها إن لم تكن كلها مما يحدث في هذه الحياة، فالخيال لا يجمح كثيراً في أحداثنا القادمة بل نراه يلامس الواقع وما يعتمل فيه، وحتى يمكننا أن نستفيد من قصص حمّود، ونسقطها على ما يجترحه الكثير من الشباب والصغار في هذا العمر الخطير.

سيقول الكثير أو سيتساءلون من هو حمّود ولماذا اخترت هذا الاسم بالذات، وهنا أجيب عن السؤال بسؤال آخر : هل يمكن لنا أن نسأل الراوي لما اختار أسماء شخصيات روايته ؟ وكاتب سيناريو المسلسلات والأفلام لِمَ سمّى بطله باسم معين، فالأمر خاضع لاعتبارات الكاتب نفسه، وتقمصه لروح الشخصية نفسها التي يكتب عنها.

أسباب شراء الجوال

بدأت القصة يوم أن رغب حمّود بشراء جوال، لذا فقد نصحه أبوه بأنه لا يزال صغيراً على مثل هذه الأمور إلا أنه أصرّ ، اقترح أبوه أن يشتري له جوالاً أبو أزرار إلا أن حمّود رفض بشدّة رغم العذر الذي قدمه لأبويه أن الجوال أصبح شيئاً مهماً في حياة الناس، وبه يستطيع أن يتواصل مع أهله وأن يتواصلوا معه إن كان خارج البيت في الغيل مثلاً أو في رحلة للغسلة في موسم البدلة أو مع أصحابه في جلستهم ، وإمعاناً في الإقناع أوضح لوالديه كذلك أن أصحابه يملكون جوالات متطورة ويجلسون في المساجد وفي الساحة أمام المدرسة يتبادلون الملفات والصور والأشياء المفيدة! وهو ينظر إليهم كل يوم كالأبله بينما هم يتضاحكون ويتغامزون.

كانت رغبة حمود في جوال ( أبو لمس )، واستمات في إقناع أهله برغبته حتى رضخ الوالدين لا سيما الأم أولاً ومن ثمّ أقنعت الوالد بالأمر فتنازل عن كبريائه المعهود أمام سيطرة المرأة ( القوة الناعمة )، سألوا عن ثمن الجوال في محل سويلم ثم محلات مخير فكان السعر مرتفعاً، إلا أن الوالد لم يرتضِ أن يشتري الجوال بدفع تكاليفه كلها، فهو يريد لابنه أن يعرف مقدار النعمة التي في يديه إن شارك في ثمنها، لذا وافق على دفع جزء على أن يتدبر حمّود دفع بقية التكاليف.

حمود في مرحلة التوفير

وبالفعل أخذ حمّود يوفر من مصروفه اليومي، ويجمع الريال فوق الريال، ومن أجل ذلك أخذ يرفع الحجارة إلى الطوابق العليا من البيوت ويجر زفات الكثيب، ويسرح مع معلم البناء في بعض الأحيان فجسمه ينمو وقوته في تصاعد، وفي رمضان أخذ يبيع في بعض الدكاكين، هجر سندويتشات المائة ريال رغم أن بطنه تقرقر إن مرّ أمام بسطة عوض بامعيبد الذي يصنع ساندويتش لذيذ الطعم للغاية، وقاوم نفسه في الذهاب للغيل لتناول الشربة أو المرق أو الشيبس إلى أن تكللت تقشفاته بالنجاح.

جمع عدّة آلاف من الريالات بما يكفي لشراء جوال يجعل أصحابه يفغرون أفواههم عجباً، سأل عن أفضلها وبحث في النت، وقارن بين المميزات والعيوب لكل منها إلى أن اختار جهازه الذي كان يحلم به.

شراء الجوال

استعدّ لكل شيء وقف في جولة المحضار بانتظار سيارة ( يابوري ) التي أقلته فرحاً إلى برع السدة ومنها إلى محل مخير للجوال، وهنا دخل منتشياً إلى المحل واختار جواله المفضل من شركة فيرايزون من فئات الجالكسي، طلب منه البائع المبلغ المطلوب، دسّ يده في جيبه .. خفق قلبه واحمرّ وجهه وتلعثمت لسانه، بانت في عينيه بعض الدموع نظر إليه البائع في إشفاق وهو يفتش جميع أكياس بنطاله وشميزه .. وهنا كانت المفاجأة الأليمة.

… تابعونا في الحلقة القادمة …

فيديو مقال مغامرات ( حمّود ) / الجوال ـ 1

 

أضف تعليقك هنا

أحمد عمر باحمادي

أحمد عمر أحمد باحمادي

كاتب يمني

خرّيج كلية الآداب ـ صحافة وإعلام حضرموت ـ اليمن