مغامرات ( حمّود ) / الجوال ـ 4 #قصة

شراء الجوال والشريحة

بعد التمحيص والتنقيب والتفتيش نال الجوال رضا حمّود ومن ثم كان على البائع أن يعرف ذلك ويركّب له حماية الشاشة والباقي على حساب حمّود إن أراد بهبهة الجوال.

عاد حمّود إلى المحل مجدداً وفعل المطلوب، وفي طريق تجواله لم ينسَ شراء شريحة اتصال، انتابته الدهشة حينما وجد أن شرائح ( 71 ) كادت أن تنقرض، وارتفع سعرها فوق العلالي، بينما كانت في الماضي متوفرة مثل حبات الرز، أما شرائح يمن موبايل فحدّث ولا حرج فإضافة إلى تردي الخدمة وسوء التغطية فالشرائح كذلك باتت مرتفعة القيمة ككل شيء في هذا البلد المتهاوي.

تفعيل الواتس اب

وبعد لأي وبحث قرّر  حمّود شراء شريحة سبأ فون، طلب منه صاحب المحل صورة من البطاقة الشخصية ولكن نظراً لأن حمّود كان صغيراً  في السن ولم يقطع بطاقة شخصية بعد؛ فقد أخذ صورة من البطاقة الشخصية لوالده، أُدخلت البيانات المطلوبة وعبأ الرصيد بما بقي معه من مال قليل قسّمه على الرصيد وشيئاً من المأكولات التي طالما اشتاق لها، ولم ينسَ تفعيل الواتساب بكتابة رسالة الكود بعد إرسالها في رسالة بريدية، فالتغطية في النقعة بالكاد تكفي لإنجاز تلك المهمة المملة في تفعيل برنامج التواصل الاجتماعي الذي يحظى باهتمام الجميع وخاصة الشباب.

حمود في طريق العودة

أمضى حمّود فترة العصر والمغرب في مدينة الغيل، وقبيل أذان العشاء عاد إلى النقعة مجدداً، وقد قضى في الغيل هذا الوقت الكثير ليعوّض ما كان قد حرم نفسه منه من قبل حينما كان يوفّر تكلفة الجوال، فقد انتقم من الشيبس انتقاماً عجيباً، وتناول كنتورة من الشربة باللحم والأصح أن تكون شربة بالشحم لأنه لا يُضاف لها إلا قطعاً من الشحم لخداع الناس بالنكهة على أنها باللحم، وعرّج على صاحب بوفيه الساندويتش واشترى واحداً بالفلافل، ففي النقعة لا توجد الفطائر بالفلافل كأنها محرمة أو تسبب تحسساً لهم ولو صنعوها بفلافل عدس الإغاثة  لكان الحال أفضل!!

وطيلة الطريق إلى النقعة لم يتلفّت حمّود كعادته حينما يكون فوق أعلى سطحة سيارة ديهاتسو ليتأمل النخيل اليابسة والجذوع المنخورة، وبقايا العلوب والأراك ويدقق النظر في المارين لكنه كان مشغولاً في هذه الحالة بالنظر إلى جواله المرعوش والتأمل فيه، والتفكير بخطة عمل دقيقة، فوالدته قد نصحته أن يستغل الجوال في الخير، ووالده أكد عليه أن يجتنب الأمور السيئة خلال استخدامه له لكنه لا يعلم بالضبط ماهية تلك الأمور السيئة وما الذي كانوا يقصدونه. لقد أورثته النصائح والتوجيهات الغامضة فضولاً أكثر لكي يعرف.

رؤية حمود لأصدقائه ومعه الجوال الجديد

وصل حمّود إلى أصحابه وأصدقائه متباهياً بجواله الجديد، هنأوه واحتفلوا بدخوله عالم التقنية واللمس، وكلٌّ طلب منه أن يرسل له ما لذّ وطاب من البرامج والصور ومقاطع الفيديو المضحكة بعد أن يثبّت برنامج الشيرت، أرسلوا لـ حمّود برنامج المتجر ( قوقل بلاي ) ليتمكن مستقبلاً من تثبيت البرامج التي يريدها، لكنه وجده مثبتاً بالجهاز ولا يحتاج سوى للتحديث.

وفي غمرة الإرسال الكثيف للصور والمقاطع التي انهالت على جوال حمّود بات على حمّود قبل المنام أن يأخذ جولة فيما تلقاه من أصحابه، أعجبه ما أرسلوه له من صور وخلفيات لكن شدّته واجهة مقطع فيديو لم يكن قد رآه، استغرب منظر الفيديو الذي لم يكن قد ألفه من قبل،  وبعد كثير من التردد نقر على هذا المقطع الغريب وكانت المفاجأة التي شلّت أعضاء حمّود عن الحركة.

ماذا رأى حمّود في ذلك المقطع الغريب ؟ وكيف تصرّف تجاه الموقف؟

تابعونا في الحلقة القادمة بإذن الله.

فيديو مقال مغامرات ( حمّود ) / الجوال ـ 4 #قصة

أضف تعليقك هنا

أحمد عمر باحمادي

أحمد عمر أحمد باحمادي

كاتب يمني

خرّيج كلية الآداب ـ صحافة وإعلام حضرموت ـ اليمن