أنا السجين والطّب سجّاني.

أنا وغرفتي ودراسة الطب

أنا هنا .. قابع في ركن من أركان غرفتي.. أتنقل من مكان لآخر ..من غرفتي إلي شرفتي، إلى، إلى… علي أجد متنفسا..تضيق الدنيا بي وتتسع.

الوقت يطول ولا يطول .. ولكنه في أغلب الأحيان طويلا.. طويلا رغم انفلاته السريع.

أنظر هنا وهنا.. لأجد كتب حاملة معها أمراض الباطنة .. إنها متناثرة بكل الأماكن.. أكاد لأتعثر بها في طريقي.

وكل الكتب منفتحة علي مصراعيها .. والعقل يريد تمردا علي ذلك الكم من المعلومات التي لا تريد أن تنتهي ..وقد ينتهي العمر ولكنها قد لا تنتهي.!

كأنما نسابق الزمن .. نسابقه مع زمننا المتبقي .. مع عمرنا المهدور بين تلك الكتب.

وتلك الوريقات التي تحمل شخبطاتي .. إنها كثيرة . .للحد الذي قد يجعلني أن أصنع منها مجلدات ذات يوم.

أما عن ليلي .. فما كان مؤنسي إلا أنني أتجول ما بين كوب شاي أو آخر فنجان قهوة .. لم يعد لي منفذا سوي السماء..وهي حاملة معها تلك النجمات الساطعة ليلا.. أتطلع إليها علها تحملني معها ..علها تنتشلني مما أنا فيه.

سحقا لكل الاشياء التي تسلبنا معني الحياة ..لتخرجنا من دائرة الحياة إلي دائرة أخري معلقة بين السماء والأرض .. لا هي تلمس الأرض ولا قادرة أن تصل إلي السماء!

الإختيار شرط على كل طالب طب بين الحياة والحرية وبين دراسة الطب

كأنما أنت معلقا في الفضاء ..موجود ولا موجود.. حاضرا وغائبا في آن واحد .. كذلك هو الطب ..يسلبك الحياة لتعطيها لأحدهم.

ولما كانت أعظم الأعمال أن تعطي حياة لغيرك .. فلابد وفي طريقك أن تفقد جزء تلو الآخر من حياتك .. أن تذوب بكل بطء.

فأكاد أحس كأنما أنا السجين ..سجينا يقضي فترة عقوبته ..وكانت عقوبته الطب!

الآن فقط.. أدركت معني أن تصبح سجينا وأنت حرا. وأن كلمة الحرية لا تتضمن فقط البقاء خارج الأسوار..والجدران!

وإنما معناها كان أوسع وأعمق ..معناها أن تصبح هائما ..حيث لا توجد ضغوطات ولا حواجز ولا عقبات.

أن تكون موجودا بقلبك وعقلك في كل الأوقات التي تحبها.. وتفعل ما تحب.. .لاشئ يرغمك علي شئ..ولكنها الحياة مليئة بالحواجز!

أما الآن .. نحن نحاول عبور الحواجز ..عبور مغمروا بدموع.. ولكننا سنعبر يوما..سنعبر كغيرنا ممن قد عبروا..حينها سنري هوان كل شئ ظنناه يوما لن يعبر

بقلمي: إيمــان فايد، الفرقة الخامسة – طب طنطا – الأحد: 12 أغسطس 2018

فيديو مقال أنا السجين والطب سجاني.

أضف تعليقك هنا

إيمان فايد

طالبة بكلية طب طنطا .. وكاتبة مقال في اليوم السابع والجمهورية