اتباع نقطة واحدة نحو الماضي ينتهي باتباع نقطتين

اتباع نقطة واحدة على الخط المستقيم تنتهي حتما إلى نقطة أخرى

إن من الأمور ما هو بدهي معروف كبدهية أن الخط المستقيم هو أقصر مسافة بين نقطتين، وبالتالي فإن أي حركة تبدأ من تلك النقطة على مسار الخط المستقيم تنتهي حتما إلى النقطة الأخرى للخط المستقيم نفسه، أما لو تخيلنا أننا نتبع نقطة متحركة وبطريقة عشوائية وبأي مسار تسلكهُ تلك النقطة وإذا انتهينا حيث تنتهي حركة تلك النقطة فإننا سنجد أنفسنا قد وقفنا على نقطة نهاية واحدة أيضاً كما في الخط المستقيم في الحالة الأولى وهذا أمر منطقي بعد ملاحظة أننا تتبعنا مسار نقطة واحدة فقط وانتهينا بنهاية حركة تلك النقطة الواحدة.

 اتباع نقطة نحو الماضي ينتهي بنقطتين

لكن ماذا لو تتبعنا حركة نقطة واحدة نحو الماضي، فهل ينتهي بنا الأمر بنقطة واحدة؟ من الناحية المنطقية فإن الأمر لا يتغير، إن تلك النقطة تنتهي بنقطة واحدة، لكن يمكن أن نفكر بطريقة مختلفة من الناحية الفلسفية وهي أن تلك النقطة تكون أعلى قوة وجودية في الزمن الحاضر التي هي فيه الآن دائماً لأنها إنما وجدت من جذور بشكل نقاط مُتعددة لا نقطة واحدة فصارت قوتها إنما هي حاصل جمع قوى أكثر من نقطة واحدة فيها، حتى لو قلنا أنها إنما هي نقطة واحدة وتطورت وتكاملت قوتها فهي أيضاً ترجع إلى إضافة حصلت عليها من مكان آخر أقل ما يقال عن ذلك المكان الآخر أنه نقطة أخرى، فإذن لابد أن ننتهي فيما لو انطلقنا من نقطة واحدة نحو الماضي إلى نقطتين حتى نحصل على قوة أي نقطة في زماننا.

 إننا في حاضرنا نمتلك جميع قوى الماضين بأضعاف

وفائدة هذه الفكرة للناس هي فهمهم بأن ما موجود حالياً يحتوي على قوى هائلة من نقاط الماضي لكننا لا نعلمها ولا نلتفت لها، ويترتب عليه أن كل موهبة ماتت وكل فكر رحل عن هذا العالم فهو موجود الآن بيننا لكننا لا نراه، فنحن الآن  في حاضرنا نمتلك جميع قوى الماضين بأضعاف مُضاعفة من دون أن نعلم بذلك، وبالتالي فاتنا الكثير من قوة التاريخ وفاتنا الكثير من تلمس قوى الماضي في حاضرنا وفي حياتنا الآتية.

فيديو مقال اتباع نقطة واحدة نحو الماضي ينتهي باتباع نقطتين

 

 

 

 

أضف تعليقك هنا