الجدل و إثارته

السبق الصحفي

الصحف و المواقع و برامج التواصل الاجتماعي كلها صارت تعج بالأخبار، و صار السباق محموماً نحو حيازة السبق و لفت الأنظار، الجميع يكتب تقريباً الشيء نفسه، و في الوقت ذاته يتردد خبر حقق الشهرة و الانتشار.

في خضم هذا الزحام و الغليان الخبري يتمايز من بين كل الوسائل صنفان، الأول مجتهد صاغ الخبر بطريقته الصحيحة و نسقه السليم و قدمه في قالب جذاب مريح و واضح للعيان، و الثاني هو موضوع مقالنا و مانبتغي له التمحيص و التبيان. و هو مضاد للأول معاكس له قي كل ما تقدم.

فما يصنعه هو الإبهار بأي ثمن، يبتذل الكلمات الكبيرة و يضخم الكلمات المبتذلة و يصنع من اللاشيء شيئاً له قيمة زائفة و إن كلنت مجرد صورة لا يربطها بالخبر المكتوب إلا خيط يسير، له أثر عكسي شديد السلبية على الرأي العام خصوصاً في أخبار المجتمع و أحداثه فضلاً عن المشاهير و أهل الفنون، لأنه بمانشيتاته العريضة يجعل الكثير من أصحاب الرأي السقيم و المتطرف ممت يعوزهم من المنطق الكثير الكثير يدلون بدلوهم تعليقاً و تفاعلاً، فتأتي ردودهم اللامنطقية تلك و تتوسع إلى مواقف و أفعال منحازة أو متسلطة فتجد لها جيشاً آخر لا يقل ضراوة عن الأول في الانحياز و التسلط.

مصداقية الخبر

و تنشأ بذلك معركة تبدأ في العالم الافتراضي و قد تكون مقيتة و مقذعة في أحايين كثيرة. يقيني شديد أن تلك الأخبار هي فوهات كبيرة لفتن خامدة ثار بعضها و الآخر قد يلحقها إن لم تجد عوامل لتهدئتها بالقانون و الوعي الشعبي، لأن تلك الأخبار ذات أثر مؤجل الدفع كما يقال، فهم يبيعون الناس جدلاً لم يحصل من الأصل و يتركوهم ليشعلوه فيما بينهم و هذا ما يقتاتون عليه، إثارة المستغرب و المستهجن و الإشارة له من لما يعتقده هو أموراً لا تقبل الجدل و ما أكثرها، فيتهافتون منافحين عن قضية سرابية ليس لها وجود و تدور دائرة النقاش المترصد الذي لا يمت للحوار الحقيقي بشس و يأتي من بحاول الإصلاح بينهم فتتحول القضية السرابية قضية لها أطراف متعددة.. فتنجح في إثارة الجدل.

فيديو مقال الجدل و إثارته

أضف تعليقك هنا