الحدود و الحواجز

حواجز النفس

كثيراً ما يتسبب الفاشل بفشله ويضع أمام نفسه ما يعيقه، في الحقيقة هذا ما يحدث غالباً، نضع الحدود أمام أنفسنا ونحترم التزامنا بعدم تخطيها فيتراكم مكونها، وتزداد صلابته ويظل يكبر بتقادم الزمن، وتمر على أحدنا أيام يثور فيها الطُموح على تلك الحدود التي غدت حواجز ليجدها كما لو صُبت صبا. ويعتقد أنه قادر على تحطيم ما برعت في عَماره السنين. بضربة واحدة قاضية كما الأبطال الخارقين. في محاولة لكسر جزء يمَكنه من النفاذ. نحو حياته التي يستحق. إلى أن يرتطم باليقين. ويتحطم الحلم حتى إشعار آخر.

الناس في مواجهة تلك الحواجز

 وكلما تقدم به العمر صعُب الأمر وقلت الحيلة. فيزداد الضغط وتتسارع المحاولات، ويسمع داخله صوتا هامساً ما يلبث أن يرفع عقيرته منادياً وبكل تحدٍ “فإما الحياة وإما الردى”. فيعيدالكرة مرة ومرات متجاوزاً الآلام والعثرات. وعند نهاية سلسلة المحاولات. هاهو يقف متعافياً بكل ثبات. منتصراً على حدود الذات. منطلقاً في صناعة الأمنيات وما ستمضي به الذكريات.

  وأما الوجه الآخر فملؤه الدموع. ولُبابه خنوع وخضوع ورضىً واه وادعاءُ قُنوع كلما أثار الطموح الموضوع. وكما نبرع في خلق الحدود  لذواتنا  فإننا قد نبرع أكثر في  تنصيبها كجدران عازلة أو هدمها كأن لم يكن لها أثر، بل نتجاوز في البراعة الحرفة حتى لا يتجاوز الأمر أحيانا ثوانٍ معدودة لما قد يدوم العمر كله، فقد تكره أحدهم من أول نظرة بلاسبب.

فيقام ذلك الحائل الحاجز بينكما على عجل وقد تحبه لكي يزال من أساسه. ونحن كذلك نضع حدوداً للأمور، فقد يبلغ أحدهم حده من أمر مله لتكراره، وقد يبلغه كذلك لحماقة ارتُكبت وأثرت على مساره، وقد يضع حداً استباقيا لما يراه مظنة إزعاج ومكاره، كذلك الشعوب، تبلغ حدها من ظاهرة اجتماعية دخيلة، أو فساد ظاهر فتعبر بطريقتها عن الرفض بين السلم والشغب ولكل شعب طريقة. فاعرف أين تقف من كل ذلك ومتى تتحرك بالإضافة لكيفية الإزالة والبناء المتعقل.

أضف تعليقك هنا