أين يوسف؟

لماذا أراد الله للنبي يوسف -عليه وعلى نبينا السلام- أن يعيش قرب فرعون ورجال الدولة في حينها؟ هل كان فقط لإبعاده عن خطر إخوته؟ أم لتمكينه في الدولة فقط؟
نعتقد الأمر لا يحتاج إلى كل هذا العناء، وبمقدور رب العالمين أن يفعل ذلك بسهولة جداً.
الجواب سنحاول أن نعكسه من خلال وضع ما يمر به العراق تحت مجهر الواقع، ونحاول ان نأخذ فترة ما بعد 2003 مع ملاحظة ما نقوله هنا ينطبق على الفترة التي سبقت التاريخ أعلاه.

كيف كان حكم نبي الله يوسف لمصر؟ وهل هو مشابه للحكم اليوم في البلاد العربية؟

تسليط الضوء على الحكم في العراق، وما أسباب فشل الحكم في العراق؟

بعد تغير النظام، جاءت إلينا من الخارج أسماء وألقاب كبيرة (البرفسور، الدكتور، العالم النووي والذري، وغيرها من الألقاب) -على قول إخوتنا المصريين “الي تشرح النفس”- لتمسك زمام الأمور السياسية والمالية والتشريعية في البلد.

ناهيك عن كثير من الشخصيات الداخلة تحت يافطة شيخ عشيرة ملتزم، متدين، معروف، خوش ولد وغيرها.. لتشارك الفئات أعلاه في حكم العراق.
لكنها للأسف فشلت! مع فرض حسن النوايا لجميع من ذكرنا، لماذا؟
كان من المفروض عند جمع هذه الأسماء، مع الخيرات الموجودة في البلد، نخرج بثورة صناعية لم يسبقها أحد في التاريخ، خصوصاً أن في هذا الوقت، حدثت زيادة كبيرة في أسعار النفط، الذي يعتبر المصدر الرئيس لاقتصاد البلد.

الفساد بأشكاله سبب رئيس لفشل الحكم في الدولة

 تجربة خمسة عشر عام أثبتت سقوط الكثيرين ممن كانوا متدينين وهم فقراء، في فخ الفساد، ما إن تهيأت الفرصة، في حين إن أفشل الوزرات، هي تلك التي أدارها أشخاص لديهم ألقاب وأسماء كبيرة “وزارة الكهرباء مثلاً”, فأما الوزير يفسد، أو تمرر من خلاله عقود فاسدة هو يجهل سياقاتها.

أما رئاسة الوزراء، فنستطيع ان نعرف تفكير شخوصها، وحنكتهم السياسية والإدارية من خلال تمسّك أحدهم بمكتبه عند انتزاع كرسي الرئاسة منه.
مما تقدم نستطيع القول “عالم، متدين، خبير، الى غير ذلك” من دون تهيئة مسبقة للقيادة محكومة بالفشل، مهما كان اسم ذلك الشخص، حتى وإن كان نبياً. 

نستطيع القول “عالم، متدين، خبير، الى غير ذلك” من دون تهيئة مسبقة للقيادة محكومة بالفشل، مهما كان اسم ذلك الشخص، حتى وإن كان نبياً.

متى تكون قيادة الدولة ناجحة؟ 

عودة على ما بدأنا به مقالنا، لماذا أراد الله للنبي يوسف أن يعيش منذ صباه بالقرب من مركز القرار؟
الجواب:
أراد الله أن يصنع من النبي قائداً مؤهلاً لإدارة شؤون بلد، وهذا لا يمكن أن يحصل من خلال بيئة غير البيئة التي عاش فيها النبي، كذلك لا يمكن أن يحصل فقط دون معايشة فعلية، بالإضافة إلى الصفات الموجودة في النبي، حدث تكامل الشخصية.

كيف يتم اختيار القائد العادل؟وأين يمكن أن يوجد؟

إذن العراق ماذا يحتاج في المرحلة المقبلة ليجتاز محنته؟ هل يحتاج الى خبير، دكتور، برفسور، شيخ عشيرة، متدين ..؟
باختصار يحتاج إلى قائد تغذى القيادة منذ صباه، فصقلت شخصية ليصبح صلباً، عادلاً، يعرف أين يسير في البلاد.

السؤال:
هل هذا الشخص موجود؟
نعم موجود، لكن يحتاج منا أن نبحث جيداً ونمعن النظر، ومن ثم يلتف الشعب من حوله ويدعمه بكل قوة، ليعبر بهم إلى بر الأمان.

فيديو مقال أين يوسف؟

أضف تعليقك هنا