حكايتي مع جوجل

20 عاما من الإبداع وإعادة ترتيب معلومات العالم

جاءني صوته عبر الهاتف وكأنه يحاول إخفاء حزن ظهر فى مفرداته، بعد كلمات المجاملة المعتادة والإشادة بما كتبته في مقال عن نجاح محرك البحث العملاق جوجل قال: أين نحن إذن؟

أجبته علي الفور: أنتم شيء وجوجل شيء آخر.

قال: ولكنك جعلته الأشهر والأكبر والأهم، هذه كلماتك في مقالك ياسيدى لا تنسانا ضعنا على الأقل بجواره.

قلت له: لقد كتبت عنكم من قبل، أما اليوم فالموضوع عن جوجل.

قال: ماكتبته يشعر القارئ بأن جوجل هو كل شيء الآن، ولا أحد غيرها في عالم التقنيات الحديثة.

قلت: هذا هو إحساسك الشخصي بحكم عملك، أما القراء فيعرفون أنّ جوجل هو المنافس الأكبر لكم.

جوجل والعربية

كان ذلك في صيف عام 2010، وكان المتحدث معى مسؤول بشركة مايكروسوفت مصر. يعد تقريرا عن حال تكنولوجيا المعلومات في القاهرة لإرساله إلى الشركة الأم في سياتل بالولايات المتحدة الأمريكية، وكانت قناعته في ذلك الوقت أن شركته تكتسح السوق المصري، وكنت عائدا لتوي من زيارة شاركت خلالها فى موتمر كومدكس الدولي للتقنيات الحديثة في لوس أنجلوس، الذى افتتحه لأول مرة بيل جيتس المؤسس الأسطورة لأكبر شركة البرمجيات في العالم، والتي نجحت في أن يكون برنامجها ويندوز في 90 بالمائة من أجهزة الكمبيوتر في العالم.

كتبت كل تفاصيل هذه الزيارة واللقاء مع بيل جيتس على صفحات جريدة الجمهورية، وكان صديقي معجبا بما كتبته عن الرحلة التي استغرقت إسبوعين، ولكن موضوع جوجل كان هو المفاجأة التي صدمته، فلم يتصور أن جوجل قد وصلت إلى هذه المكانة في العالم العربي. لأن اللغة الإنجليزية كانت تحتل نسبة أكثر من 95 بالمائه من محتوى الإنترنت في ذاك الوقت، وكانت اللغة العربية تسارع الخطى لتشق طريقها إليه.

وهذا هو الصراع الذى كان ومازال دائرا بين عملاقي تكنولوجيا المعلومات مايكروسوفت وجوجل، الذي راهنت جوجل عليه وسعت لأن تأخذ فرصة أكبر وتسيطر علي ملايين البشر، ومن هنا كانت البداية مع جوجل.

نجاح مدهش

كنا في ذاك الوقت نتعامل بإيميل( هوتميل)، ويومها أنشأت إيميلا احتياطيا في (جيميل ) صار بمرور الوقت هو الأساسي، وأصبح هوتميل هو الثاني في الترتيب بعد أن نجح جوجل في التربع على قمة محركات البحث. جوجل نجح بشكل مدهش خلال السنوات الماضية، ويوم 27سبتمبر 2018 يكون قد مر على إنشائه 20 عاما.

أعوام من الإبداع والابتكار عاشتها الشركة التى غيرت حياة البشر في العصر الحديث. وصار محرك بحثها لا غنى عنه في حياة المليارات من البشر الذين يعيشون فيما يمكن أن نطلق عليه (عصر جوجل). ويعود انطلاق شركة جوجل إلى لقاء تم بالمصادفة بين مؤسسيْها لاري بيج وسيرجي برين في عام 1997 في جامعة ستانفورد بكاليفورنيا، حيث كانا يسعيان للحصول على درجة دكتوراه في علوم الكمبيوتر. واتفق الرجلان على ابتكار خدمة تنظم المعلومات في العالم وجعلها مفيدة، وفي متناول الجميع.

بداية التأسيس

وبدأا مسيرتهما نحو النجاح من مكتب صغير قريب من الجامعة استأجراه مقابل 1700 دولار في الشهر. كان ذلك أول مكتب لجوجل. في عام 1999 حاول مؤسسا جوجل بيع شركتهما بمليون دولار، واقترحا بعد ذلك على ياهو شراءها، إلا أن الأخيرة رفضت. لكن في 2002 سعت ياهو إلى شراء جوجل مقابل ثلاثة ملايين دولار، وقوبل طلبها بالرفض. في مايو 2017 أصبحت قيمة جوجل  تقدر بـ101.8 مليار دولار.

اسم محرك البحث  google مقتبس من رقم وهو رقم 1 يتبعه مئة صفر، وهو يوفر خدماته بـ123 لغة حول العالم، وقد اشترت جوجل عددا من الشركات العملاقة بينها يوتيوب. وللحديث بقية…
https://www.goodreads.com/sharkawy11

فيديو مقال حكايتي مع جوجل

أضف تعليقك هنا