أفعى الغضب السامّة

دائما ما يتردد داخلي قول الشاعر “أنام غاضباً، أحلم غاضباً، أستيقظ غاضباً، أغسل وجهي غاضباً، أفرش أسناني غاضباً، أخرج من البيت غاضباً، أتحدث مع أصدقائي غاضباً، أمشي في الشارع غاضباً، أجلس في المقهى غاضباً، أعود من المقهى غاضباً، أتشاجر مع من حولي غاضباً، أتناول العشاء غاضباً، أغلق هاتفي غاضباً”

الغضب الذي ينتابني ومايتركه من أثر

أنا حقاً غاضب جداً وأصبحت شخصاً غير السابق وكأن جميع مداخل الطاقة داخلي اتخذت شكلا واحدا للعبور لمنفذ الخروج، شكل أفعى كبيرة غاضبة.
أصبحت شخصاً متقلب المزاج، عاصف دائماً، شخص منحوس، أشعر أنني أمكث في مكانٍ لايتحتم عليّ المكوث بِهِ، ولكن لا ينبغي أن يحدث كُل هذا لشخصٍ مثلي يخشى على نملة أن تتعثر طريقها وهي تمشي.

الحب الذي بداخلي لايتبع قانون حفظ الطاقة

إنني في المُطلق أحمل زاخر الحب والعطف للجميع سواء عرفتهم أم لم أعرفهم أو سوف أعرفهم فيما بعد، ولكن لماذا لا يتبع حُبي هذا قانون حفظ الطاقة للفيزياء وأن الطاقة لا تفنى؟ ولكن أشعر أن طاقتي هذه سوف تظل كامنة شفافة لا يراها أحد سواي لدرجة أنها باتت تُثقل كاهلي، وكأنها عبوة ناسفة أو قُنبلة موقوتة لا يمكنها أن تصمد طويلاً تتبدد ببطء شديد وفي هدوء وصمت قاتل.

حُبي كبُحيرة فهل أستحق أن تتلقف كل هذا الكم من الصخور أو لا تتلاقها على الإطلاق؟
أحيانا أفكر أن لو تحول كل منا إلى مقابله في الطبيعة، فسوف أكون بحيرة يمكنك أن ترى نفسك داخلها بكل صدق وشفافية.

الشيء الوحيد الذي أراه جيدا ويحسب لصالحي

أنا أحيانا أجهل كيف أخفي ما بداخلي فيبدو للناظر إليّ مالا أستطيع رؤيتُهُ على وجهي. يخبرونني بانبهار وموجات ضحك أن الكلمات تخرج رقراقة بيسر وتدفُق من فمي، ويبدو أيضا عليها حسا فكاهيا يتقبلها مَن حولي تماما، وإن كانت في حقيقتها قد تبدو جارحه إذا نطق بها آخرون، ولكن معي يأخذ الحديث مسار الضحك وفقط أحسبُ هذا شيئا جيدا لصالحي، ولكن ما يضايقني حقا هو أنني أُسلم نفسي للعزلة كثيرا.

شتات التفكير

في الحقيقة لا أعلم جيدا هل هذا شيء يضايقني حقا؟ لا أعلم أيضا هل أنا من أُسلم نفسي للعزلة أم هي حقا العزلة التي تتسلمني؟ في الحقيقة أعتقد أن هذا لا يدوم طويلا. أقول لنفسي لا ينبغي لكُل هذا أن يحدث… أنا حتى تصيبني نوبات تُشعرني بأني لا أُريدُ شيئاً في المطلق، وأني أكره وأزهد كُل الأشياء، وأشعر بالشفقة على الآخرين لتهافتهم عليها، أنا شخص يُرهقه عقله من شتات التفكير ونوبات القلق والحزن الهاطل كالسيل المُباغت، لماذا أبدو بكل هذا التماسك والمرح وأحيانا جعل الأشخاص حولي يسقطون من الضحك بينما أنا أسقط في دواخل نفسي المعتمة؟!… أنا حقاً لا أعلم متى سينتهي كُلَ هذا يا إلهي!

فيديو مقال أفعى الغضب السامة

أضف تعليقك هنا