إشراقات

تمهيد

مع تباشيرِ الشمسِ المشرقةِ تتباهى أشواقُ التهاني فرحاً بالأبناءِ الذين حازوا العلمَ جنياً لثمارِ الصبر والتفاني، ومعها تُبعثُ إشراقةُ الأملِ في ابتسامةِ الشفاهِ، وحُداءُ الأمِ يلامسُ الأفئدةَ الظامئةَ إلى الحنانِ والحب، وشموخُ العزةِ يرتقي سلَّمَ المجدِ درجةً درجة، والإشراقاتُ تملأُ الأنفاسَ بالعافيةِ التي جاءتْ من عالمِ الفلاحِ تُعانِقُ السَّحاب، والتفكرُ في صنعِ اللهِ يحييِ القلوبَ والعقولَ ويعيدُها إلى رشدِها الذي ما فتئتْ تفتِشُ عنه، وبشائرِ النورِ في خيوطِ تلكَ الشمسِ تصوغُ أناشيدَ الفرحِ ببناتِ العزِ من صنعنَ لأنفسهنَّ مجداً ورقياً بالعلمِ الذي كانَ وما زالَ مطلباً لهنَّ، ومن تلك الأشعةُ تأتيكَ هذه الأبياتُ لتكونَ شهداً تحيا يوماً بيوم وتصافِحَ السرور والرضا وتقنعَ بما وهبكَ اللهُ من أسبابِ الحياةِ الطيبة، ومنها تُرسمُ بيننا ألحانُ الوداعِ المرِ أملاً أن تعودَ أيامُنا كما كانت يوماً منَ الأيامِ.

همسات

1)   أشواقُ التهاني: عندما يمشي الأبناءُ في ركابِ العلمِ مجدينَ مجتهدينَ تتسابقُ أبياتُ التهاني في أجملِ الحللِ لتفوزَ ببثِ الحماسةِ في نفوسهمِ والسعيَ إلى شحذِ الهممِ فيهم ليصلوا إلى مُبتغاهُم منَ العلمِ ويصيروا رموزاً تشتاقُ إلى معانقتهم كُلُّ الأماني.

2)   إشراقةُ أمل: هيَ آمالٌ عذبةُ الإيحاءِ تتسآلُ فيما بينها عن الأسبابِ التي تهدي إلى الحياةِ السعيدةِ ، فتجدُ ذلكَ في بعضِ الأمورِ التي إن أحسنا استغلالها عادتْ علينا بالنفع والخيرِ العميم.

3)   أُماه: أُمي يا أحلى أُم ، يا أحلى لحنٍ في شفتي ألقاهُ ، يا أعذبَ همسٍ في سمعي يغشاهُ ، يا أندى كلماتٍ أنطِقُها ، يا كُلَّ حنانٍ في الدنيا أشتاقُ إليهِ بحياتي ، واُخاطِرُ بالنفسِ فداهُ ، أُماهُ فديتُكِ بكياني.

4)   شموخُ العِزة: للعزةِ شموخٌ يتصابى في ثوبِ شبابٍ مؤمنينَ صالحين ، عقدوا العزمَ على أن يسيروا بهِ في طريقِ الحقِ والدينِ القويم ناصحينَ ، دعاةَ خيرٍ وهدىً ورشاد ، يرجونَ رحمةَ ربهم ويخشونَ عذابه.

5)   إشراقات: أعودُ إلى الحياةِ من جديد وكُلي شوقٌ إلى أن تُشرِقَ نفسي بطمأنينةٍ تُعيدني إلى عالمِ الفلاحِ والصلاحِ ، تاركاً كلَّ الماضي الأثيمِ الذي كنتُ أحيا فيهِ بذلٍ وسوءٍ لا يعرِفُ مني غيرَ الحسراتِ والندامةِ ، راجياً أن يقبلني ربي ويعفو عني ويُحيطَني برعايةٍ منه ومنْ.

6)   صنعُ الله: هل نظرتَ إلى عظيمِ خلقِ الله ؟ إلى هذه الأرض التي نسيرُ فيها بكلِ ما فيها من صحارٍ ووديان وجناتٍ وأنهار وجبالٍ وقفار ، وإلى الهواءِ الذي نتنفسُه في صدورِنا ، والسماءِ التي زينها اللهُ بالنجومِ والقمرِ المنير ، أليستْ تشهدُ أنَّ اللهَ خالقُ كلِّ شيء سبحانه.

7)   بشائرُ النور: بشائرٌ تسوقُ النورَ فرحاً وحبوراً ببناتٍ صنعوا لأنفسهنَّ مقامَ العزِ والكرامةِ في فضاءِ التعليمِ ، ما تركنَ مجالاً للعلمِ إلا طلبنَ أنبلَهُ وأحسنه ، وما يُناسِبُ قدراتِهنَّ وتركيبة خلقهِن ، فكانَ لِزاماً علينا أن نُشارِكهُنَّ بهذهِ النشيدةَ سعادةً بما صنعن ، وتقديراً للاتي بلغنَ منهنَّ سُدةَ الأمرِ خريجاتٍ ناجحاتِ بشرى من نور.

8)   كُنْ شهداً: اصنعْ من أيامِكَ حياةً للسعادةِ والرضا ، واجعلْ في نفسِكَ ملاذاً لكلِ خير ، ولا ترضى أن تكونَ قابعاً في ظلِ الحياةِ مع الساخطين الحانقينَ البائسين ، وكُن دائماً السباق لكلِ معروف ، تنلْ خيريِ الدنيا والآخرة.

9)   وداعاً: وداعاً يا أخي فالذكرياتُ ستجمعُنا من قريب ، والدمعاتُ العابثةُ في المآقي والمحاجر ستمضي بنا في بوحِ الأماني إلى لقاءاتٍ في الخيالِ تحيينا من جديد ، والرجاءُ لن يتركنا فهو فينا يحيا ويعيش وينتظرُ موعدَ لقائنا القادمِ لكل شوقٍ وهمةٍ لا ترضى بيننا البعد والجفاء الذي خلفتهُ الأعوام بيننا ، وهيَ لا بدَ ستجِد الطريق لذلك مهما كانت صعوبةُ اللقاءِ.

الخاتمة

وهكذا هي دائماً إشراقاتُ النفسِ تحنو على الضمائرِ الحيةِ الحفيةِ بالمعاني الناضجةِ بالإيمانِ والخيرِ والهدى ، وتستولي على كلِ مواطنِ الهيبةِ في الروحِ الأبيةِ فتشمخُ بالعزةِ والكبرياءِ فوقَ هاماتِ السحابِ عنواناً براقاً يشهدُ أنها العافيةُ التي تسري في أنحاءِ الجسد فينعَمُ بالطهرِ والنقاءِ والصفاءِ ، ويبوحُ بأسرارهِ للناسِ ليسيروا على نفسِ النهجِ والسيرةِ فتطمئنَ نفوسهم وأفئدتُهم وترضى بكلِ ما كتبَ الله لها.

فيديو مقال إشراقات

أضف تعليقك هنا