التعليم التقليدي مهدرة للمال والجهد

بقلم: عيسى الشلاق

المدرسة لا تعلم

مرورا بنكهة الحلويات التي فاحت في المقررات الجديدة والتي أثارت ضجة واسعة بالمغرب يمكن وضع عنوان “المدرسة لا تعلم” ، بل وقبل ذلك ومنذ مدة طويلة أقر الكثير بصدق العبارة أن التعلم في الصف هو أسلوب تدجين وليس تدريسا.

من عاش تجربة المدرسة يفهم جيدا أسلوب الحفظ الركيك، والالتزام الحثيث بشكليات لا تضيف لنا الكثير، بصيغة أخرى ماذا استفدت من حفظك لدروس نسيتها مع نهاية أول امتحان؟، وهل فكرت أن مادة الرياضيات التي لا تطيقها كم أخذت من وقتك؟ وفي ماذا ينفعك التاريخ والجغرافية إذا كنت مضطرا لحظورها مخافة أن يوضع إسمك قائمة الغياب؟.

لبنة لاكتشاف الذات

فالمدرسة هي المسار الوحيد للتعلم وإنما يمكن اعتبارها لبنة لاكتشاف الذات، وهذه اللبنة لا يمكن أن تتوفر في ظل وجود تعليم هزيل أصلا، فإذا كان التعليم الجيد قلب الرسائل الإيديولوجية الموجهة لطالب، فماذا عن التعليم الذي يتغذى على مفاهيم ” تكليخية “؟ هنا أجد قاسما مشتركا بين الاثنين، كلاهما له رسائل إيديولوجية لكن ليست نفس الرسائل طبعا، فالتعليم الجيد والقائم على ضوابط عملية معقولة واضح من رسالته التي تبتغي النجاح والتثقيف، ولا نبل من رسائل التعليم الفاشل الذي يسعى لإرضاء غريزة الفشل الكائنة في أعماق مقرراته وأسلوبه.

التعليم المنزلي

وتظل الأسرة هي التعليم البديل ما لم تتأثر من الإديولوجية الخسيسة الداعمة للاستحمار، وفي ظل التطور الكبير لوسائل الاتصال والمعلومات لم يعد من السهل تدجين المتعلم في قوالب من صخر يصعب الخروج منها، بل أصبح معه الأمر ميسرا لمن أراد التحرر من أغلال العبودية، ويسهل معه فهم الأمور بمنظار العقل لا المكتسب.

بقلم: عيسى الشلاق

 

أضف تعليقك هنا