الفقر في اليمن في أحضان السياسة

الكل صار فقيرا

يتوزع الفقر في اليمن على جميع الطبقات وخاصة في السنين الأخيرة, إلى درجة الوفاة من حالة الجوع وأصبح الجميع مشردين في الشوارع وبيوت عفيفة تستحي أن تمد يدها للآخرين وأطفال تصيبهم الأمراض والمجاعة, وهذا ما ظهر في أكثر من منطقة في ربوع اليمن بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية للدّولة وكلما زادت مشاكل الدولة زاد تشرد الناس في الشوارع.

كنا في السابق ثلاث طبقات غنية ومتوسطة وفقيرة: أما الطبقة الغنية هم سياسيو الدولة وتجارها بنفس الوقت تجد الشخص موظفا في إحدى وزارات الدولة يتقاضى رواتب عالية وبنفس الوقت يكون له نشاط تجاري واسع لان درجة الوظيفة هي غطاء لتجارته
ومنهم من لم يحالفة الحّظ لدخول أي وزارة في الدولة. فيكون أمامة الباب الاخير وهو مجلس الشعب للحصول على الحصانة الدبلوماسية حتى يتهرب من المسؤولية، وانتقل الفقر من أحضان المواطن إلى أحضان الدولة والساسيين.

الطبقة الثانية في مستوى الفقر كانت عند أصحاب الدخل المحدود واعتمادهم على رواتب ضعيفة ودخل يومي وتحويلات المغتربين، كانت أمورهم تسير بشكل يومي حسب حركة اقتصاد البلد ومنتوجهم الزراعي، وعند تدهور أوضاع البلاد أصبح وضعهم تحت الصفر وأصبح الجميع يتكبد عناء المعيشة، وكثر الديون لعل الله يفرجها عما قريب فمن يواجه منهم مشكلة مرَضية يضطر أن يبيع جزءاً من ممتلكاتة حتى يداوي الألم.

الطبقة الثالثة وهي الفقيرة كانت في السابق تنطوي على المهمشين في البلد والمشردين في الشوارع، وكانوا يمارسون حياتهم بفتات خبز تسد جوعهم بما تبقى من الطبقة الوسطى، وانتهى بهم المطاف عند تدهور الأوضاع إلى النوم على الارصفة في الشوارع والبحث عمّا تبقى من مخلفات حول براميل القمامة.

حال الأكاديميين الصعب

الأصعب من هذا كله في ظل أوضاع صعبة هناك طبقة كانت تعتمد على الراوتب وهم جزء من الدولة كموظفين تربويين وأكاديميين في الجامعات وفي شتى القطاعات الحكومية، أصبحوا في مهب الريح وخصوصاً في المناطق الشمالية عندما انقطعت رواتبهم من حوالي سنتين. لا يوجد لهم دخل آخر أو مصدر بديل وهم طبقة متعلمة ذات نفوس عزيزة لا يستطيع أن يمد يده لأحد حتى لا ينجرح
مما فاقم الوضع بشكل أكبر.

القات والرشوة بلاء خطير

هناك مشكلة أساسية تهدر الثروة والمال وهي شجرة القات، ولو نظرنا لها من جانب اقتصادي سنجدها مدمرة تماما للمال والجسد والأرض كانت اليمن تشتهر بالبن والبن ثروة اقتصادية كبيرة، ولكن تحولت الأرض إلى مزارع قات تستهلك الماء والمال وتجد المواطن ينفق ما يعادل في الشهر 1000 دولار لطبقة فوق المتوسط، 500 دولار للمتوسط مبالغ خيالية ينفقها المواطن دون توعية إعلامية أو ثقافية. تجد المواطن يشتري شجرة القات اقل يوم ب1500 ريال يمني وهنا تجدة ينفق في القات أكثر من صرفه على بيتة.

القات وسلب المال من جيب المواطن يعتبر مرضا خطيرا بغطاء الدولة التي هي ملزمة بتوعية المواطن بأضرار القات لأن المواطن لا يحسب كم يخسر في الشهر، ومع ذلك هناك غياب أماكن التنزة كالحدائق وجلسات العوائل، بخلاف الدول الأخرى. إذا فكرت كمواطن ان لا أتعاطى القات ليس أمامي سوى النوم في البيت، لأنه لا يوجد مكان أذهب إليه وهذة مشكلة أساسية.

في الأخير

نحن كمواطنين نساعد الدولة في انتشار الفقر، والرشوة في الدوائر الحكومية هي الاكثر انتشاراً، وكلها بحجة حق القات وإن لم تدفع فلن تتيسر أمورك. هناك أمراض خطيرة وهي سوء التغذية وتنتشر بشكل مخيف في الوطن، ولكن الاكثر انتشاراً الرشوة وهي مرض أخطر والوساطة القبلية في المجتمع جعلت المواطن في أشد أزماتة، وبلدنا جميلة بذات الطبيعة الخلابة وتميزها بالأمطار الموسمية إلا أننا مظلومون.

فيديو مقال الفقر في اليمن في أحضان السياسة

أضف تعليقك هنا

عبدالعزيز الحصباني

عبدالعزيز الحصباني