برستيج السيد المسؤول

نسمعها كثيرا

كثيرا ما نسمع كلمة “بريستيج” تتردد في الأوساط التي تعتبر نفسها أعلى مرتبة من عامة الشعب، وربما كثير من الذين يرددونها يعتقدون أن معناها يختلف عن الآخرين، لذلك يعتبر كل شيء يخالف به العامة من الشعب هو “بريستيج”, لا يجب أن تتوقف سيارته عند نقاط التفتيش, ولا يجب أن يمشي في الأسواق من دون أن يجلب الأنظار إليه من عدد الحماية التي تسير بجانبيه, ولا يجب أن يقود سيارة, ولا يجب أن يقف بالطابور, باختصار يجب أن لا يقوم بأي عمل يفعله الإنسان الطبيعي.

إن ” بريستيج” المسؤول، الذي يعيشه هو جاهلية ما قبل الإسلام، حينما استكثروا الرسالة على نبينا الأكرم” عليه وعلى آله الصلاة والسلام” فقالوا كيف تنزل الرسالة على محمد، ولم تنزل على سيد من أسياد قريش وأكابرها؟!

المعنى الحقيقي للبرستيج

في حين معنى هذه الكلمة يختلف تماما عن المعنى الذي يفهمه هؤلاء، فهي تعني التصرف الذي يتلاءم والمكان الذي أنت فيه، وقد حدد أطرها العامة الإسلام الحنيف، حين وضع ضوابط لكل شيء، وحتى طريقة الأكل والشرب.

يا سيادة المسؤول عندما رشحت لهذا المنصب، ليس لكي تركب سيارة مصفحة ثمنها (500) ألف دولار، ولا لكي تلبس بدله ثمنها كذا ألف دولار، ولا لكي تجلس خلف مكتب طوله (4) متر، فهذا كله يسمى شراهة، وليس بريستيجا. البريستيج أن تعرف الطريق إلى النجاح في عملك، أن تحس بمعاناة شعبك، أن تنزل من برجك العاجي، وتعيش مثلما يعيش الآخرون، أن تتكلم كلاما علميا، لا كلاما فلسفيا دون معنى، أن تحول كلامك إلى أفعال، فقد سئمنا من الكلمات التي تسبقها (سين).

الذي يريده المواطن من المسؤول

المواطن لا يريد أن يشم رائحة عطرك الفرنسي الغالي الثمن، بل يريد أن يشم رائحة عرقك النتنة التي تخفيها خلف عطرك، لا يريد أن يصافح يدك التي ذهبت خشونتها منذ أن وطأت قدمك المنصب، يريد أن يستشعر رجولتك من خلال يديك التي لا زالت آثار المعول باقية فيها.

تأكد يا سيدي هذا هو البريستيج الذي نبحث عنه، لا الذي أوهمتك به الحاشية التي تحيط بك، فهم يبعدونك عن الشعب، ويعزلونك عنهم، ليتنعموا بمكاسب هم يحصلون عليها من خلال إبعادك، وبالتالي أنت الوحيد من يحمل وزر كل شيء دون سواك، انزل إلى الميدان، وتقرب من الشعب، واسمع منهم، واسمعهم وشاركهم همومك، التي يجب أن تكون هموم وطن، وقتها ستكون في قمة البريستيج الحقيقي والواقعي.

فيديو مقال برستيج السيد المسؤول

أضف تعليقك هنا