حرب التختة الأولى

مع بداية العام الدراسي الجديد يظهر كل عام حرب تسمى حرب التختة (المقعد) الأولى فكل تلميذ وولي أمر يصارع ويحارب من أجل الفوز بالمقعد الأول وكأن هذا المقعد هو الضمان الوحيد لنجاح وتفوق الطالب.

حيث يذهب الآباء في الصباح الباكر من أول أيام الدراسة بصحبة أبنائهم والدخول إلى المدرسة والصعود مباشرة إلى الفصول وحجز المقاعد في انتظار باقي طلاب الفصل، بل تعدى الأمر إلى  أكثر من ذلك في بحث الآباء عن (واسطة ) داخل المدرسة من أجل فوز الابن بالمقعد الأول.

وفي هذا المقال سنستعرض أهم الأسباب التي جعلت المقاعد الأولى ذات أهمية قصوى بالنسبة للطلاب وأولياء الأمور، وأن بعض الطلاب لا يقبلون على الدراسة إلا من خلال الحصول على مقعد في الصف الأمامي.

أسباب الصراع

أولا: تركيز اهتمام المعلم بالصفوف الأولى

نجد أن أغلب المعلمين يركزون اهتمامهم على طلاب الصف الأول مع إهمال باقي الفصل سواء في شرح المادة العلمية أو الأنشطة والتمارين وخلافه، الأمر الذي يؤدي إلى ضعف مستويات التلاميذ في الصفوف المتأخرة.

ثانيا: عدم تنويع المعلم في الوقفات والتحرك في الفصل

ففي بعض الحالات لا ينوع المدرس من وقفاته داخل الفصل، الأمر الذي يؤدي إلى السكون في مكان واحد وهو أمام السبورة وبالقرب من الصفوف الأولى وبالتالي تركيز كل الاهتمام على الصف الأول.

ثالثا: طبيعة النظام داخل الفصول

قديما في أغلب المدارس يكون نظام المقاعد علي شكل عمود المقعد تلو الآخر، وهذا النظام يجعل المقاعد في انفصال عن غيرها، ويميز الصفوف الأولى عن غيرها من حيث الرؤية والاستماع والتفاعل مع المدرس.

رابعا: تركز الطلاب المتفوقين بالصف الأول

نظرا لما يتمتع به الصف الأول من مميزات يتركز الطلاب المتفوقون به الأمر الذي يؤدي إلى اختلاف مستوى تحصيل الطلاب باختلاف المناطق داخل الفصل الواحد، الذي يترتب عليه إهمال كبير للتعليم التعاوني داخل الفصل.

من الجاني؟

كل هذه الأسباب وغيرها تجعل من الصفوف الأولى موقعا مميزا ومهما يتصارع عليه الطلاب والآباء، ومما لا شك فيه أنه لا مشكلة في بحث الآباء عن المكان الأفضل الذي يساعد أبناءهم في التعليم. ولكن الجاني في هذه الحالة هو معلم غير واعٍ بأهمية الحرص على كل التلاميذ داخل الفصل دون تمييز. وهو المعلم غير المدرك لأساسيات التدريس وأهمية التغيير في أماكن وقوفه داخل الفصل، وهي الطريقة القديمة التي تنظم بها الفصول.

فيديو مقال حرب التختة الأولى

أضف تعليقك هنا