خواطر للمعلمين في بداية العام الدراسي

أهمية دور المعلم في تطوير المجتمع والنهوض به 

مع اقتراب العام الدراسي الجديد في بلدي سورية الحبيبة، من المفترض أن المدرسين قد أنهوا خلال فترة الصيف دورات التطوير لقدراتهم التدريسية والتي تطرحها العديد من المنظمات المهتمة بالتعليم، فالمعلمون اليوم هم على ثغر عظيم من ثغور الإسلام، والعلم ركيزة أساسية في بناء الحياة، فلا مكان للكسل والمتكاسلين بيننا، فجيل سورية الضائع يحتاج لمعلمين يحملون همّ هذا الجيل، وإننا نريد النهوض بوطننا وأبنائه، لذلك على كل معلم أن يُشمِّر عن ساعد الجدِّ والاجتهاد لنقطف الثمار يانعةً في المستقبل القريب، فطلاب اليوم هم قادة المستقبل.

الصعوبات والتحديات التي تواجه المعلم في التعليم 

ومع انخفاض رواتب المدرسين والمعلمين في مناطق الداخل مقارنة بارتفاع الأسعار، يجد المدرس نفسه مضطرًا للعمل في أكثر من مكان وعلى مدار الأسبوع ليحصل على لقمة عيشٍ تكفيه هو وأبناؤه، مما ينعكس سلبًا بكل تأكيد على أبنائنا في بلد مدمر من أثر الحرب، وفي وقت تحولت المدارس إلى أماكن لإيواء النازحين، وأصبح التعليم ما بين خيمة أو غرفة مسبقة الصنع، بالإضافة إلى تدمير آلاف المدارس.

أهمية التعليم في المرحلة الابتدائية 

يقول الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله في كتابه الذكريات عن أهمية التعليم الابتدائي:

لقد وجدت أن ليس شيء أبرك ولا أنفع للناس ولا أجمع للثواب من تعليم تلاميذ المدارس الابتدائية“، ويضيف على كلامه قائلًا:
معلم الابتدائي هو الأساس والبناء الذي حدثونا عنه في أميركا، وقالوا إن فيه مئة دور بعضها فوق بعض لا يقوم ولا ينتفع به إن لم يحمله أساس متين غائص في الأرض، والأساس لا يرى ولكن البناء لا يقوم إلا عليه، هذا الأساس هو التعليم الابتدائي، لا يراه الناس على حقيقته ولا يقدرونه قدره“.

هذا وقد كثر التسرب المدرسي للأطفال من المدارس، لذلك أنصح الجمعيات الإغاثية جعل الغذاء مقابل التعليم، فكل طفل يذهب للمدرسة يستحق سلة غذائية وغيره لا، وبالتالي يتشجع الأهل لإرسال أطفالهم إلى المدارس.

ومما سبق جاءت هذه الخواطر للمعلمين في بداية العام الدراسي ومنها:

  • استشعار المسؤولية العظيمة أمام الله عز وجل بأهمية العلم والتعليم فالتدريس رسالة.
  • العناية بالطلبة أخلاقيًا وإيمانيًا مع العناية بالتربية فليس العلم فقط حقنٌ للذهن بالمعلومات.
  • القوة العلمية وذلك بتحضير المادة تحضيرًا قويًا وعرضها بأسلوب جذاب للطلبة.
  • كن المربي والأب الحنون والأخ الكبير لطلابك.
  • نشر الوعي بين الطلبة بما يجري حولهم من مؤامرات تحيط ببلدنا.
  • الاهتمام بتعليم البنات فهن من يقمن بتربية الأبناء في البيوت فتعليم امرأة واحدة يعني مستقبلًا تعليم أسرة كاملة.
  • الاستعانة بالتعليم الالكتروني عبر المدرسة الرقمية لتشجيع الطلبة على الإقبال على الدروس والتعلم والتحفيز.
  • التعليم بالقول والفعل فالمعلم هو المربي الروحي للطالب، فينبغي أن يكون ذا أخلاق فاضلة وسمة حسن حتى يتأسى به طلابه، وما أجمل قول الشاعر حينما قال:

يا أيها الرجل المعلِّمُ غيرَه … هلا لنفسك كان ذا التعليم

تصفُ الدواءَ لذي السقام وذي الضنى … كيما يصحُّ به وأنت سقيم

ابدأ بنفسك فانهها عن غيِّها … فإذا انتهت عنه فأنت حكيم

  • خلق روح الإبداع في الطفل عبر المشاركة في الدرس وهذا أمر مهم، وهو متعلق بشيء من التجديد والابتكار.
  • الاهتمام بالنشاطات المدرسية والرحلات.
  • توجيه الطلبة والتلاميذ لضرورة حضور النشاط المسائي في المساجد عبر حلقات تعليم القرآن والقراءة العربية فهي رافد ودعم مهم للطلبة في تحصيلهم وتكوينهم فأعظم العلم أن تحفظه كتاب الله عز وجل.
  • اصبر على طلابك وكن عونًا لهم على الدراسة بهذه الظروف الصعبة ولا تكن سلطويًا
  • الاجتماع بأولياء الأمور بشكل دوري فالتربية والتعليم ليس مقتصرًا على المدرسة بل مهمة البيت قبل ذلك وبعده.
  • من حق كل طفل الحصول على التعليم، وعلى الجمعيات والمنظمات الاهتمام بذلك وجعله أولى الأولويات ليكون لدينا جيل مؤمن بقضية الحرية والعدالة والمساواة.

المسؤوليات التي تقع على عاتق المعلم اتجاه الطلاب 

وأخيرًا

تذكر أيها المعلم فأنت الأساس في العملية التعليمية وأنك مرابط على ثغر عظيم من ثغور الإسلام ألا وهو ثغر التعليم تحاول فيه جاهدًا تصحيح أخطاء المجتمع عبر تربية أبنائه التربية الصالحة.

فأنت أيها المعلم في مهمة التربية والتعليم، تقوم بمهمة جسيمة، إنها صناعة الإنسان، وصياغة الفكر، وتهذيب النفس، وتطهير القلب، وتقويم الفكر، وتهذيب السلوك، مهمة بها مفتاح التغيير في المجتمعات وفي سائر جوانب الحياة فاجعل المادة التي تدرسها للطلبة سلمًا للوصول إلى الله عز وجل ونيل الأجر والثواب منه.

فيديو مقال خواطر للمعلمين في بداية العام الدراسي

أضف تعليقك هنا