“طموحنا عنان السماء”

الشركات العالمية وسبب تقدمها

عندما ننظر إلى أرقى الشركات في العالم، ممن يملكون أنظمة فعالة لإدارة أداء الموظفين، سوف نلاحظ أنهم يكرسون الوقت في تأهيل موظفيهم في أن يعملوا كفريق عمل من أجل أن تكون جهودهم وإنجازاتهم تسير إلى تحقيق أهداف الشركة، وليس نحو مصالح شخصية فقط. يدربون الموظف على أن يربط تطلعاته الشخصية مع تحقيق أهداف الشركة.

هذه الأنظمة الجبارة تركز على إرسال رسالة لجميع الموظفين، أن لهم قيمة حقيقية في هذه الشركة، وأن الشركة تسعى دائما لخلق بيئة ملائمة لهم. من هنا موظفي هذه الشركات يتحدثون عن بيئة عملهم بصدق وأمانة وحب. يبدءون بالإحساس بالمسؤولية الأخلاقية تجاه العمل. بالإضافة إلى الشعور أنهم شركاء في تنمية وتطوير هذه الشركات.

شركة أبل

هذا النوع من الشركات يكون لهم دور رئيسي وبناء في تنمية وازدهار اقتصاد بلدانهم. فمثلا لو تطرقنا إلى شركة أبل، شركة عملاقة ومن أقوى الشركات في العالم. موظفيها دائما يقولون أنها شركة عظيمة وهم سعيدون كونهم أحد موظفي هذه الشركة! هذه الشركة في سباق مع أوائل الشركات لتصبح قيمتها السوقية تريليون دولار. لو تمعنا جيدا في هذا الرقم، لوجدنا أن قيمة شركة أبل الحقيقية هو اقتصاد عدة دول! يا ترى ما الذي جعل هذه الشركة وغيرها من الشركات بهذه القوة؟ ماهي المقومات التي أعطت هذه الشركات القدرة في السيطرة على الأسواق العالمية؟

الشركات التقليدية وسبب فشلها

بينما عندما ننظر إلى الشركات التقليدية التي لاتسعَ إلا لتحقيق مصالحها وأرباحها وتركن موظفيها في زاوية، نرى أن موظفيها غير مهتمين في أداء عملهم بالشكل الصحيح. بالإضافة إلى أن ليس هناك انسجام مع بعضهم البعض، والأغلب يشعرون أنهم في ساحة حرب، وهذا طبعا سوف يؤدي إلى تدني هذه الشركات وخروجهم من السوق في أي لحظة.

صدق الفيلسوف الغامض هرقليطس عندما قال: “There is nothing permanent except change” بمعنى ليس هناك شيء دائم ما عدى التغيير.
هذه الكلمات البسيطة والتي تحمل المعاني الكثيرة، تنطبق على أغلب الشركات في المملكة التي خسرت حصصها السوقية في فترة وجيزة واضطرت إلى الخروج من السوق, وأنا متأكد تماما أن الدور آتٍ على باقي الشركات ممن لا يملكون القدرة على الصمود، ووجودهم في السوق سابقا هو بسبب القوة الشرائية. بالإضافة إلى أن الشركات القوية والمنافسة سوف تقول لهم بكل بساطة “كش ملك”

القيمة الحقيقية للشركات العالمية الضخمة

القيمة الحقيقية لشركة أبل وغيرها من الشركات الضخمة هو الإنسان. عندما ننظر إلى الإبداع والابتكار في هذه الشركات، لنرى أنه ناتج ليس من عباقرة فقط، بل من موظفين يملكون الحس الإداري وعندهم القدرة على توظيف هذه العقول في المكان الصحيح. يملكون موظفين يعملون ليلا نهارا من أجل قراءة المستقبل. هذه الشركات لا تتطلع إلى عمل خطة لسنة أوسنتين فقط، بل يحلمون ويرسمون خطط لعشرات السنوات، وفي الأخير يتم تنفيذها بشكل دقيق جدا.

الطموح في المملكة العربية السعودية

أصبحنا وللأسف نتوهم أن هؤلاء من الناس يعيشون في كوكب أخر!، أصبحنا دائما نشعر أننا أقل منهم!، والسبب أنهم هم متقدمون علينا في جميع المجالات.

يا ترى هل سوف نرى شركات ضخمة في بلدنا تملك رؤية عظيمة؟ إذا نحن فعلا نريد أن يكون طموحنا وتطلعاتنا تتقدم على البلدان الأخرى، يجب أن نهتم في تطوير الأنسان، السعي في أن نخلق بيئة عملية ملائمة لأبنائنا، من أجل أن نكون قادرين على إنشاء جيل جديد يسعى إلى تحدي العالم في مجال التطور التقني وغيره من المجالات.

السبب الكبير وراء فشل الكثير من الشركات في المملكة، أنهم لا يعملون بشكل احترافي، وليس هناك خطط مستدامة تسعى إلى تطوير الموظفين من المواطنين. دائما ما نراه من هذه الشركات هو وضع شبابنا في زاوية من أجل أن لا يكتسبوا خبرات العمل. وهذا وللأسف أدى إلى فقدان هؤلاء الشباب الثقة في أنفسهم واللجوء إلى أعمال أقل من مؤهلاتهم العلمية.

المملكة العربية السعودية(طموحات كبيرة ورجل عظيم)

حان الوقت أن نسعى إلى بناء كفاءات عالية، تكون قادرة على مواجهة التحديات والقدرة على التخطيط في إنشاء شركات ناشئة تسعى إلى توفير الوظائف لأبنائنا وبناتنا، بالإضافة من ضمن خطط رؤية ٢٠٣٠ هو التنوع في الاقتصاد والتنوع في مصادر الدخل، بالتأكيد أن هذه الشركات الناشئة التي سوف تقوم على أكتاف أبنائنا من ذوي الكفاءات العالية سوف تساعد في ازدهار هذا البلد الغالي وسوف تساعد أيضا في تحقيق هذه الرؤية الطموحة.

وطنيتنا لن تكتمل إلا إذا كرسنا وقتنا في نهضة بلدنا. رؤيتنا عظيمة، تبناها رجل عظيم. شكرا محمد بن سلمان “طموحنا عنان السماء”.

فيديو مقال “طموحنا عنان السماء”

أضف تعليقك هنا