فقر العقول. و القتل العمد للإبداع و الابتكار

يرتبط دائما اسم الفقر بالجوع، والحاجة لتلبية الاحتياجات الأساسية للفرد من مسكن وطعام و دواء وإلى غير ذلك من احتياجات الفرد، وتقيس المؤسسات الاقتصادية الدولية نسبة الفقر بدولة ما أو حول العالم بالدخل اليومي للفرد، ولكننا هنا سوف نستعرض طريقة جديدة مختلفة لقياس نسبة الفقر الحقيقي، وربما تجد الطريق لتكون مقياس جديد في مؤشر الفقر الحقيقي و ليس المادي فقط.

أسئلة وأجوبة نتعرف من خلالها على علاقة فقر العقول بالفقر المادي

قبل أن نتطرق لموضوعنا ارجو أن استعرض معكم مجموعة من الأسئلة لنفكر في إجابتها سويا خلال الدقائق المقبلة:

  • كيف يتم تحديد وظيفة الفرد التي يمتهنها؟
  • كيف يتم تحديد مقدار الراتب أو الدخل الذي يحصل عليه الفرد؟
  • هل بطنك هي التي تحركك ام عقلك هو مفتاح ادارة حياتك؟
  • إذا أردت أن تطور حياتك الوظيفية و مهنتك للحصول على مزيد من الدخل هل تستعمل عقلك أم بطنك؟
  • هل تترقي في وظيفتك ويزداد دخلك بحسب كمية الطعام التي تتناولها أم بحسب قدراتك التعليمية و العقلية ومهاراتك الوظيفية؟

اسمحوا لي أن أقوم بعملية عصف ذهني في محاولة للوصول لإجابات لتلك الأسئلة من منظوري الشخصي –الذي ربما تتفقون أو تختلفون معه– فإذا دربت عقلك جيدا ووسعت معارفك وقدراتك وتلقيت القدر المناسب من التعليم حتى المرحلة الدراسية التي تناسب قدراتك المادية و الذهنية وطورت مهاراتك التكنولوجية و الفنية، عند تلك النقطة اعتقد أنها قد جاءت مرحلة البحث عن الوظيفة التي تناسب مهاراتك و إمكانياتك العقلية و الذهنية، وبالتالي سيتحدد معها راتبك ودخلك بحسب مستوى تعليمك ومهاراتك، إن دخلك هنا سوف يرتبط بقدراتك التعليمية و المهنية، فهناك علاقة طردية بين مستوى الكفاءة المهنية و الدخل فكلما زادت مهاراتك زاد راتبك و العكس.

ماذا قدم العمل الحر، وماذا تطلب؟

ولا ننسى أننا نعيش الآن في عصر العمل عن بعد – العمل الحر- الذي فتح أسواق العمل لأي طالب عمل من أي مكان بالعالم ليلتحق بوظيفة في أي دولة كانت، أي تستطيع أن تلتحق بعمل في أي مكان حول العالم وأنت في منزلك، وبالتالي أصبحت المنافسة في سوق العمل تتطلب المزيد من تطوير الذات و التدريب المستمر .

فقر العقول وما ترتب عليه من فقر مادي

البعض عندما يقرأ كلماتي سيقول أن بها جزء كبير لا يتناسب مع الواقع و الظروف التي تعيشها بعض الدول.. ولكنى سأسرد هنا بعدد من الحقائق التي ربما تغير طريقة نظرة البعض للأمور.

حقيقة توضح العلاقة بين الأمية والفقر

في المجتمع المصري وصلت نسبة الأمية ـ عدم معرفة القراءة و الكتابةـ في آخر إحصاء حكومي رسمي بمصر إلى 29.7% من عدد السكان البالغين حوالى 104 مليون مواطن، ووصلت نسبة الفقر الى 27%. فهل لاحظتم هنا التشابه و التقارب الشديد بين كلا النسبتان ( الأمية و الفقر ).

بطرقة أخرى فمشكلتنا الأساسية في مصر هي أن الأمية تقتل الابداع و الابتكار و القدرة على التفكير الصحيح و اتخاذ القرار المناسب، ولذلك تجد أن أغلب الأزمات الاقتصادية و السياسية و الاجتماعية و الثقافية بسبب اتخاذ قرارات غير مناسبة، أو عدم الاهتمام الشعبي بموضوعات اقتصادية أو ثقافية تمثل عصب الحياة له ولأسرته بدعوى أنها لا تخصه، أو يوجد لديه ما يشغل تفكيره من متاعب الحياة اليومية، أو وجود ضغط شعبي في مواضيع معينة مبنية على خبرات و معلومات غير صحيحة أو أكيدة.

فالأمية هنا صنعت أزمات سياسية و اقتصادية و غيرها من المشاكل اليومية التي تولد عنها الفقر و قلة الدخل وهروب الاستثمارات و التأثير بالسلب على العديد من القطاعات الحيوية بالبلاد، فالفقر في تلك الحالة لم يكن فاعل بل هو نتيجة لتفكير غير صحيح و قراءة خاطئة للواقع الحالي ونظرة غير دقيقة للأمور الحياتية التي تسبب في النهاية للفقر وقلة الفرص الاقتصادية.

توجيهات لإغناء العقول، والذي يؤدي بالضرورة إلى القضاء على الفقر المادي

أعزائي القراء أمامكم جهاز كمبيوتر و مدخل لشبكة الأنترنت، أو تستطيع التوجه لمؤسسات خيرية تدعم تقديم تلك الخدمات بأسعار مخفضة أو مجانية لبعض الفئات للحصول عليها، ماذا ينقصك لتتعلم لغة جديدة لتصبح مترجم أو كاتب أو مراسل عن بعد أو تقتحم عالم أسوق المال  و تتعلم كيفية تحقيق ربح منها من خلال شبكة الانترنت ؟!، تستطيع أيضا أن تتطور مهاراتك وخبرتك بالصوت أو الصورة وتتواصل مع أكبر خبراء حول العالم وأنت جالس في منزلك.

الفرص موجودة حولنا بكل مكان ولكن المشكلة الأساسية هنا ليست ندرة ما تبحث عنه بل رغبة البعض في المشي في الطريق المباشر بدون البحث عن طريق جديدة مبتكرة ومبدعة.

إذا أردت النجاح اكسر الصندوق المغلق الذى في عقلك، وتعلم الجديد من الأمور ثم انطلق وأبدع، وتحرك للأمام ولا تجعل اليأس يتملكك أو يحيط بك مهما حدث، ولا تنسى أن النجاح وقوده التعب و الإصرار على النجاح.

وتذكر أن أول الخطوات الفعلية للقضاء على الفقر هي “التعليم و التدريب والتفكير المبدع”.

فيديو مقال فقر العقول. و القتل العمد للإبداع و الابتكار.

أضف تعليقك هنا