لحظة آنيّة في إطار الشغف

بقلم: سهام سايح

اللحظات الآنيّة التي نمر بها في حياتنا

يا إلهي متى ينتهي الخريف… هناك لحظات تمر في حياتك، ربما تمر مرور الكرام وربما تترك أثراً لكنها بنهاية المطاف تمر، ولكن هنالك لحظات آنية تأتي من تلقاء نفسها وتشعرك بوجودها، تتمسك بك فلا تستطيع الإفلات منها بأي حال من الأحوال، ولا يوجد هناك أي دواء قادر على تفتيت تلك الحالة التي تعيشها في تلك اللحظة، تتمنى لو أن تلك اللحظة فتاة لتقبل يدها وتقول لها أرجوكي كفى معاناة، فأنت هنا متشتت بين الألم والعصيان تتهافت عليك الأصوات من جميع الإتجاهات ثم ترميك في زاوية مؤلمة لأنها تعلم أنك وصلت في أعلى مرحلة من  مراحل فقدان النفس، ووقتها لا يفيدك عمق الخبرة ولا عمق الثقافة ولا عمق المنطق.

لحظات الانعزال

هنا حقاً تحتاج إلى مواساة حقيقية، لأن أي عاطفة مبهمة سيترجمها القلب بصورة غير واضحة، ستشعر أنك منفي خارج المشاعر، كأن جميع الأمواج تجف بداخلك، تفقد خلالها التوازن ويتبعثر الإلهام داخلك، ثم ستصيبك عاصفة من الهدوء وتبقى مخيلتك فارغة إلا من شيء واحد فقط، وذلك لأنا أضعنا الرابط الذي يصل بين العقل الباطن والواقع، تمشي طريقك وحدك… هي هكذا لحظات الانعزال متعبة خلالها لا تستطيع ترسيخ أي فكرة كأن المسافات لا تقاس بداخلك لأنك لم تستطع أن تخرج من إطار دائرة الشغف.

نحن بحاجة لثقافة الاحتواء

هناك أمور لا تزول حتى بعد الموت لأنها قد وصلت إلى حدها الأعظم، ستبقى هائم الفكر… يا إلهي إن طغيان الملامح على القلب يقتل، نعم هي لحظة آنية يصل بها القلب إلى أعلى درجات الحرارة ربما ثواني وسيحترق، نعم لكل شيء نهاية ولكل أمراً حل، إن لم تجده فهذا لا يعني أنه غير موجود.. ربما يحتاج إلى  عمق أكبر من البحث، أو بحاجة إلى إزالة رواسب نقية من الماضي، كم نحن بحاجة إلى ثقافة الاحتواء.

بقلم: سهام سايح

 

أضف تعليقك هنا