لحظة بين واقعين

لحظتان!

إنهما لحظتان في واقعين يندر أن يعيشهما كل إنسان ومن عاشهما فلربما يعيش المعاناة في داخله فاللحظة الأولى هي عمرك الذي يمتد بحياتك، وواقعها هو واقعك في تلك الحياة. أما عن تلك اللحظة الثانية، فهى لحظة سامية واقعها غريب وفريد. فقد تكون تلك اللحظة، هي اللحظة التي تتكبد فيها قمة عنائك أو تهنأ فيها قمة هنائك.
تلك اللحظة هي معنى آخر، يختلف عن كل المعاني لحظة علينا أن نقف عندها. ونحاول أن نعيشها. فهي اللحظة التي تعيشها بداخلك بشعورك وإحساسك ويأولها لك عقلك وفق أفكاره وتصوراته، إنها لحظة حياتك مع نفسك التي تخاطبها وتخاطبك في عالم من الصمت والوحدة والعزلة، إنها الحياة التي بداخلك وبين جوارحك حياة تخاطبٍ بداخلك، تحكى بين القلب والنفس والعقل.
إنه وصف غريب إلا أنه وصف قد يحياه البعض، فنحن نتكلم عن لحظة تشعر فيها كأن واقعك قد اختلف وإنك تعيش في واقع آخر لا يطابق واقع دنياك، واقع قد يكون كواقع الحلم مثلا، الذي تعيشه في منامك، فالحلم شعور ورؤية في واقع النائم، وليس في واقع المستيقظ. هذا الواقع هو واقع عقلك الباطن ودنياه التي يعيش فيها.
إنها لحظة لإدراك معجزة إلهية تجعل كل عقل يذعن بالوحدانية وهي لحظة لا يكابر فيها إلا جاحد وملحد، هذه اللحظة يحاول الكثير الوصول إليها رغم أنها شاقةٌ عليهم فنجد من يتمرن لها اليوجا، ومن يعيش من أجلها بخاطر التأمل، إنهم يحاولون أن يعيشوا في ذلك الوقت الذي يحدث فيه التحاما بين عقلك الظاهر وعقلك الباطن.

الاتصال بالجوارح

وهذا هو الواقع الذي الذي يجعلك تشعر بالخطاب بين جوارحك، يريدون أن يصلوا الواقع الذي يتصل فيه الإنسان اتصالا شعوريا بجوارحه. نعم، إنهم يحاولون أن يصلوا إلى واقع حقيقي بداخلهم، فهذا الواقع هو واقع ذاتك ونفسك وجوارحك وملكات تلك الجوارح. والسؤال هنا: هل وعى كل إنسان منا بهذين الواقعين أم وعى بواقع ظاهره فقط ؟ الله أعلم.
الأمر الذي أراه غريبا أنا في هذه اللحظة وليس بعادل، هو أن من يعيش بين هذين الواقعين يصنفه البشر حاليا في صنف المريض النفسي، فسبحان الله حين نمسى وحين نصبح. ألم يلاحظ من قالو بهذا، إن اليوم يعيش بين هذين اللحظتين وينتقل من نهار إلى ليل ليعيش لحظة ضوء ولحظة ظلام ومثله الإنسان.
أليست هاتين لحظتين يكون لدى الإنسان شعور بأحدهما ولا يشعر بالأخرى إلا إذا حلم وهو نائم، فالإنسان لا يشعر بنومه إلا عندما يحلم والحلم هو الشيء الذي يتذكره بعد النوم، ذلك لأنه رأى فشعر وتذكر. اللهم إننا آمنا بك وبملائكتك وكتبك ورسلك وقدرك وآمنا باليوم الآخر، في النهاية أتمنى أن يكون القارىء الكريم قد فهم ما أقصده باللحظتين والواقعين.

فيديو مقال لحظة بين واقعين

أضف تعليقك هنا