لمسات حانية -صناعة الأمل

طفلٌ يتربعُ على عرشِ الأملِ

في قلبِ كلِ إنسانٍ طفلٌ يتربعُ على عرشِ الأملِ يبحثُ عن نافذةٍ تُطِلُ على عالمهِ الخاص الذي ما فَتِئَ يُفتِشُ عنه بينَ أوجاعِ وأوهامِ وأحزانِ الحياة، ذلكَ العالم حيثُ البهجةُ هيَ مفتاحُ كل ما تعنيهِ الكلمة من أبجدياتِ الحياةِ الممتعة، صناعةً للمستحيلِ في زمانٍ ومكانٍ لا يجدانِ طعماً لأيِ أمل، ونحن في خُطانا الحثيثةُ لاكتشافِ تلك الأغوارِ النائيةِ سنحاوِلُ جاهدينَ أن نضئَ لذلك القلبِ درباً مشرقاً يحمِلُ وقعَ نبضاتِهِ إلى برِ الأمانِ ويُحيلُ الصِعابَ التي جابهتهُ في مسيرتِهِ إلى دروسٍ نافعةٍ لن يخشى قهرها إن واجهتهُ مرةً أخرى.

لمسات الخير

ونحن هنا نضعُ اللمساتِ الحانيةِ بأكفِ رحيمةٍ تزرعُ الخيرَ في أرضٍ مازالت تواقةً إلى من يضعُ فيها البذورَ الصالحةَ لتحصُدَ تلك الكف أنواعاً شتى من ثمارِ البِرِ والحق، وإنها لفرصةٌ ثمينةٌ أن تكونَ هذه اللمسات تواصلاً بنَّاءً لزرعِ الثقةِ من جديدٍ في نفوسٍ قد أضعفتها الظروفُ القاسيةُ وشتتتْ بريقَ الأملِ عن طريقها السنينُ العجاف التي قاستها مرارةً وشقاءَ عمر، لكننا عبرَ هذه الزاوية التي تعيش من أجل الإنسان سنخوضُ في كل ما هو في صالحهِ إيقاظاً للهممِ وتحريكاً لما تبقى من دماءِ الحياةِ الراكدةِ في ذلكَ الجسدِ الذي نامَ في سباتٍ عميقٍ بلا شعورٍ يبعثُهُ من  غفلتِه وبلا لمساتٍ حانيةٍ تصنعُ فيهِ الأملَ من جديد.

وفي كل فكرةٍ في هذا المشروعِ الإنساني الذي قررنا أن نخوضَ غِماره سيكون الحرص للوصولِ بالهدفِ المنشودِ إلى مرسَاه هو الوازِعُ الذي سيرشِدُنا لبلوغِ قمةِ الفكرة وتأصيلِ معناها، بقيمٍ لا تقعُ فريسةً لأطروحاتِ الباطلِ الشاردةِ عن سطرِ الواقعِ والحقيقةِ. وإنما تُذعِنُ لهُ تلك الأطروحات بقوةِ المنطِقِ الذي سيقودُها للتصديقِ عليهِ والثقةِ بجدواه، وقبل هذا سندعو الله أن يلهمنا التوفيقَ والسداد لنصِلَ إلى مبتغانا من الخيرِ والرشاد، فما من عمل يُرجى له النجاح وتؤملُ فائدتُه إلا والله سبحانه هو غايته التي صيغتْ من أجلهِ لنيلِ رضاهُ والفوزُ بعفوهِ ومغفرتِه.

أضف تعليقك هنا