وأد الجواهر

اكتشاف المواهب

كان قديما يقوم العرب بدفن البنات أحياء، ولكن عادة الدفن ما زالت مستمرة للأطفال حتى وقتنا هذا، فكل طفل يمتلك الموهبة ولا يسمح له بممارستها وتنميتها يكون كالبنت التي دفنت حية. فكل موهبة تحتاج إلى من يكتشفها ويهتم بها ويعمل على تنميتها، فهي كالجواهر الثمينة التي تحتاج إلى مكتشف يهتم بها، ويبحث عنها في كل مكان وعندما يجدها يهتم بها ويعرضها بالشكل المناسب الذي يحافظ عليها. وفي هذا المقال نستعرض العوامل التي تتحكم بالمواهب، فإما تحولها إلى جواهر مضيئة تظهر في المجتمع، أو يئدها كما كان يئد العرب البنات أحياء.

الأسرة

هي المكان الأول الذي تنشأ فيه المواهب فهي الحاضن الأول للموهبة، ويجب أن تكون الأسرة مؤهلة لاستقبالها وأن تكون على مستوى عال من الإدراك بكيفية التعامل معها. فالأسرة هي الملاحظ الأول لهذه الموهبة، وذلك لن يكون إلا إذا كان الأب والأم ذوي رؤية وبصيرة وإدراك لسلوك الطفل.

وهي التي توفر سبل وأدوات تنمية الموهبة لدى الطفل، ولن يكون ذلك إلا من خلال الإيمان بأهمية الموهبة لدى الطفل وأهمية العمل على تنميتها بتوفير كل السبل إلى ذلك.

 المجتمع

طبيعة المجتمع الذي تعيش فيه الأسرة الحاضنة للمواهب يحدد مصير هذه المواهب. فقد تكون فتاة لديها المقومات لأن تصبح بطلة أوليمبية في السباحة أو المصارعة، ولكن طبيعة تقاليد المجتمع تمنع ممارسة الفتاة لهذه الألعاب، فتحول دون ظهور وتنمية هذه المواهب.

 الظروف الاقتصادية

سواء للأسرة أو المجتمع من أهم العوامل المحددة لمصير المواهب. فهناك العديد من الأسر التي تمتلك أطفالا أصحاب مواهب، ولكن نظرا لدخل الأسرة المنخفض يخرج الأطفال للعمل في سن مبكرة وبالتالي لا يسمح ذلك بتنمية المواهب لدى الأطفال.

كذلك التكلفة العالية للاهتمام بالموهبة تلعب دورا هاما في تحديد مصير الموهبة، فيتطلب الاعتناء بالمواهب وتنميتها المبالغ الكبيرة التي لا تقدر أن تتحملها الأسرة وأحيانا الدول، فنجد أن أكثر دولتين مسيطرين على الميداليات في دورات الألعاب الأولمبية هما أميريكا والصين أكبر اقتصادين في العالم.

 النطاق الجغرافي

المنطقة الجغرافية التي توجد بها الأسرة تحدد بشكل كبير مصير الموهبة، ففي أغلب بلاد العالم الثالث تكون أغلب الخدمات متركزة في العاصمة دون باقي الأقاليم والريف، الأمر الذي يؤدي إلى صعوبة وصول الأطفال إلى الأماكن التي تسمح لهم بتنمية مواهبهم.

وفي النهاية أحب التنوية إلى أن الأسرة يمكنها التغلب على باقي العوامل، فلا تلتفت إلى المجتمع والقيود التي يفرضها في بعض الأحيان، وكذلك تبذل كل جهودها للتغلب على الظروف الاقتصادية الصعبة، وتحاول توفير مورد آخر للدخل يسمح للطفل بتنمية موهبته، وكذلك تتغلب على البعد الجغرافي بالبحث عن أماكن قريبة تسمح للطفل بتنمية موهبته أو السفر إلى مناطق بعيدة إذا لم توجد أماكن قريبة، فبمجرد إدراك الأسرة ووعيها بأهمية الموهبة تستطيع التغلب على جميع المعوقات التي تحول دون ظهور الموهبة إلى النور.

فيديو مقال وأد الجواهر

أضف تعليقك هنا