واقع العالم العربي والإسلامي

واقع لا نحسد عليه

يعيش عالمنا الإسلامي والعربي في تخبط وواقع مظلم وأليم لا يحسد عليه، عالم كله أزمات وتخبطات وصراع، الحقيقة تقال الاسم يوحي لناظره للوهلة الأولى بأنه عالم ملتحم ومتماسك لا أحد يجرؤ على زعزعة كيانه وضرب استقراره، لا بل وحتى الاقتراب منه فهو يجمعه الدين الواحد والرقعة الممتدة من المحيط الهندي شرقا إلى المحيط الأطلسي غربا، ومن البحر المتوسط شمالا إلى جنوب إفريقيا الاستوائية وسواحل المحيط الهندي جنوبا التي تكون 55 دولة.

إضافة إلى عامل اللغة العربية، يتحدث بها 26 دولة من مجموع الكيان الإسلامي، لكن ما إن تغوص في أعماق هذا الكيان حتى تغير وجهة نظرك فيه وسرعان ما تخيب ظنونك، وتنحبس أنفاسك فترى عمق التمزق والتفرق المذهبي، والشتات والتنازع والتقاتل. لا لشيء سوى للجلوس على خشبة الحكم لا يكاد بلد يخلو من القتال والتناحر.

فلا يكاد بلد لا يعاني من ويلات الحرب؛ المشكل في كل هذا أن الحكاية بما فيها تحت توصيات الغرب ولإرضاء رغباته وهو المستفيد الأول من كل هذا فتقرييا كل الانقسامات الحاصلة الآن في العالم الإسلامي والعربي خدمة للغرب واللوبي الصهيوني فهو ضد بعضه البعض فهذه دول تحتل دول تحت ذريعة المد الحوثي، وعدة ذرائع أخرى ودول تحاصر دولة لأتفه الأسباب، وأخرى تتوجس خوفا من أخرى وأخرى ضد أخرى.

تخاصم الدول العربية والإسلامية إرضاء للغرب

فالغرب كله ضد العرب والمسلمين وعينه على العالم الإسلامي والعربي والعرب عين للغرب على بعضهم البعض كأنهم أعداء لا أشقاء، إضافة إلى كل هذا نجد التخلف العلمي والاقتصادي، فجل الشعوب الإسلامية تعاني الفقر والحرمان في ظل أنظمة متسلطة مستبدة جائرة لا تعرف سوى تجويع شعوبها.

حال المجتمع الإسلامي اليوم وهو يحتضر يختصر ما آل إليه الإسلام في قلوب المسلمين فصار الإمام يزاول الإسلام كوظيفة. يعني مجرد إسلام سطحي مذهبي جامد، وهؤلاء شباب متشددون متحمسون لفكر ما متهورون والسبب يعود إلى إسلامهم الغير سوي وأولئك طائفة بعيدة كل البعد عن الإسلام فهم لا يعلمون عن الإسلام سوى الشهادة.

تفرق عالمنا الإسلامي بين تكتلات وتجمعات ومذاهب وطوائف وبين حكام دكتاتوريين مستعدين لفعل كل شيء سوى التنحي عن الحكم، هم يعرفون معنى التداول على السلطة والحكم لكن النظرية شيء والتطبيق شيء آخر. أما عن الشعوب الإسلامية فهمها الأول يبقى البحث عن لقمة العيش لا غير، أما هم التغيير فهو لا يطالها والحكومات تعمدت التجويع لإبعاد الشعب عن الواقع وعن السياسة والحكم فالشعب مغلوب على أمره نوعا ما، لكن هذا ليس ذريعة أبدا في ما يحصل له.

موقف الغرب من الإسلام

أما عن الجانب الغربي فهو يكاد يجهل حتى اسم الإسلام، ولا يعرف سوى مصطلح واحد ألا وهو الإسلاموفوبيا أو رهاب الإسلام فهو من أخطر وأبرز الظواهر التي تجلت على الساحة في الوقت الراهن والتي استندت على أسباب عدة نجد أهمها:

أولا: سبب تاريخي يرجع إلى الصراع بين الشرق والغرب خاصة الفتوحات الإسلامية فهذا أخذ صورة عن الإسلام أنه ضد الغرب وضد حضارتهم.
ثانيا: أخلاق المسلمين في الدول الغربية آخرها فرنسا وحتى داخل الدول الإسلامية هذا أعطى فكرة سيئة عن الإسلام للغرب.
ثالثا: جهل الأغلبية الساحقة من الغرب بتعاليم الإسلام الحنيف، فهم لا يعلمون منه سوى الاسم وفي اعتقادهم أنه دين قتل وعنف وإرهاب.
رابعا: تضارب أفكارهم. الغرب لا يرى في الدنيا معنى سوى معنى الربح والماديات عكس الإسلام الذي يراها دار اختبار وامتحان ودارا فانية.

في الأخير وفي اعتقادي أن المسؤولية مسؤولية الجميع، فلو حقا اجتمع العالم الإسلامي واقعا لا اسما سيتغير حالنا، وسيتغير حال العالم أجمع.

فيديو مقال واقع العالم العربي والإسلامي

أضف تعليقك هنا