وسائل التواصل الاجتماعي وأثرها على المجتمع

أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً لا يتجزأ من حياة الكثير منا من بعد ظهورها وانتشارها السريع في المجتمع، ولا يقتصر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على فئة عمرية أو فكرية معينة بل إن الأمر متاح للجميع، كما أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت أيضاً وسيلة جذابة لا تقف عند حد معين، ودائماً في تجدد، وتشد إليها كل من يطالعها.

ولكن مع هذا التطور الكبير هل تصبح وسائل التواصل الاجتماعي مصدر لكسب الثقافة وتطوير الذات وتحسين العلاقات الاجتماعية؟ أم أن آثارها السلبية ستصبح ذات الطابع الغالب على هذا الظهور؟، وهل تصبح وسائل التواصل الاجتماعي على غير مسمى وتقطع صلة أقرب العلاقات ببعضها لينعزل الإنسان داخل الشبكة العنكبوتية ليكون علاقات أخرى جديدة وهمية متخفياً وراء شاشة الحاسوب أو الهاتف المحمول؟، وهل يصبح وجود الشخص ممسكاً بهاتفه ومتابعاً لوسائل التواصل الاجتماعي إدماناً؟
أسئلة كثيرة تطرح نفسها عن “وسائل التواصل الاجتماعي وأثرها على المجتمع“.

وسائل التواصل الاجتماعي وأثرها على المجتمع

الآثار الإيجابية

من أهم الآثار الإيجابية لوسائل التواصل الاجتماعي كالفيس بوك وتويتر وإنستجرام وغيرها أنك حر في التعبير عن رأيك وطرح أفكارك وإيصال وجهة نظرك والتناقش مع الغير في الأمور المشتركة، كما يمكنك تكوين مجموعات متشابهة في الهدف، وهذا ما حاول بعض الناس استغلاله كتكوين مجموعات طبية تناقش كيفية فهم الأمراض من بداية ظهور الأعراض وكيفية التصرف الصحيح والتعامل السريع مع المرض.

كذلك استغل رجال الأعمال وأصحاب المشروعات الكبيرة والصغيرة للترويج عن مشروعاتهم وعمل دعاية وإعلانات على هذه المواقع لجذب الأنظار إليهم، كما يمكنك البحث عن وظائف للعمل تطرحها الشركات التي تحتاج إلى عمالة، ويتم التفاهم حول الأجر ومعرفة نظام العمل وما إن كان هذا العمل يناسبك أم لا وأنت جالس أمام شاشة الحاسب أو الهاتف، أيضاً يمكنك التواصل مع الأطباء والفنادق ومعرفة وحجز المواعيد التي تناسبك.

كما أن من لم يهمهم كل الأمور السابقة فمجرد إضافتهم للأهل والأقارب والأصدقاء، ومطالعة صفحاتهم الشخصية وأخبارهم اليومية أمر يدخل السرور إلى قلوبهم، فسماع أخبار العائلة وإحساسك بالاهتمام والانتماء إليهم يجعلك سعيداً ومتحمساً.

الآثار السلبية

كما ذكرنا أن التكنولوجيا الحديثة و وسائل التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين، يستطيع البعض أن يبحث عن كيفية الاستفادة المثلى منه، واستخدامه كطريق إيجابي للتنمية الفكرية والمجتمعية، ولكن يظهر أيضاً الوجه السيء لوسائل التواصل الاجتماعي وأثرها السلبي على المجتمع.

حيث لوحظ أن وسائل التواصل الاجتماعي قد تغني بعض الأشخاص عن التواصل الحقيقي والمباشر مع الناس، ويحصرهم في غرفهم، وقد أشار بعض الباحثين في هذا الأمر أن الاندماج في العالم الافتراضي قد يسبب الرهبة من المواجهة والتعايش مع المجتمع الحقيقي، كما أن الانشغال الدائم بمطالعة التحديثات على وسائل التواصل الاجتماعي قد تقلل من الكفاءة والإنتاجية لدى الموظفين والعاملين داخل الهيئات وهذا أمر في غاية الخطورة.

أيضاً المثير للاشمئزاز هو أنك قد تتعرض للخداع والمساومة والصحبة السيئة والاستغلال من أشخاص آخرين يجيدون أمور النصب والخداع عبر الشبكات، وهذا الأمر تحاول الهيئات والحكومات السيطرة عليه ولكن مازال الأمر لا يتم السيطرة عليه كما يجب.

أيضاً لوسائل التواصل الاجتماعي أثرها الإيجابي والسلبي على أطفالنا، هذا السن الذي أدرك التكنولوجيا منذ نعومة أظافره.

فيديو مقال وسائل التواصل الاجتماعي وأثرها على المجتمع

أضف تعليقك هنا

أ. إبراهيم عبدالله العريني

الأستاذ إبراهيم عبدالله العريني

متخصص في الإدارة وتنمية الموارد البشرية

مدرب معتمد من المجلس الخليجي لتنمية البشرية

عضو معتمد من البورد العالمي لتنمية البشرية