أسوأ بقعة في العالم

الشرق الأوسط

“إنها منطقة سيئة من العالم، منطقة معقدة من العالم “، دونالد ترامب قاصدا منطقة الشرق الأوسط. حسناً. لن أقف مهلاً وأصرخ لقد أخبرتكم بهذا مسبقاً، نعم ترامب برغم اختلافي الكبير معه ولكنه صدق هذه المرة فكلماته هذه بالفعل تعكس نظرة العالم لنا.

أخبرتك مسبقاً أني لست بائسا ولست داعياً للتشاؤم وسأعيدها عليك مجدداً عساك تفهم. أنا لست بائسا أنا واقعي ” يوتوبيا رواية نشرت عام 2008 خطت بقلم الراحل الدكتور أحمد خالد توفيق رحمه الله. تدور أحداثها في المستقبل القريب. يوتوبيا هي مستعمرة أنشأها الأغنياء وكانت أشبه بحصن يحميهم من العامة الفقراء، ببساطة رفعت الحكومة يدها عن الشعب، حسناً لم يعد هناك حكومة، هناك فقط يوتوبيا ومستعمرات مشابهة يقطنها الأغنياء، والباقون يتقاتلون على الفتات يتقاتلون لأجل الحياه لا أكثر، وحياتهم ليست حياة على أي حال.

ولكن ما لفت انتباهي هو تلك المشاجرة، مشاجرة بين جماعتين. المشاجرة التي نتج عنها مقتل شخص وإصابة أخرين. أتعرف علام كانوا يتعاركون؟! سأخبرك الأن.. لقد سالت دماء البشر لأجل جثة كلب، بالفعل كلب ميت كلا الفريقين يريد أن يظفر به كوجبة عشاء. ولكن هذه ليست المأساة ياصديقي، بل الأكثر مأساوية أن الفاسدين لم يمنحونا حق الرفاهية في التقاتل على كلب، بل ذبحوه وباعونا إياه!.

الفاسدون وبيع الوهم

الفاسدون لن يتركونا، لن يبنوا الحصون ليختبئوا منا، لن يتخلوا عنا، هذا مؤكد، لأن الفاسدين يبيعون الوهم ولكي تربح تجارتهم لابد من وجود شارين مستهلكين ولهذا لن يتخلوا عنا لأننا الشارون، نحن المستهلكون، نحن المستغفلون، نحن الضحية.. يوماً ما زميل لي في العمل قص علي قصة طريفة، قصة مفجعة بقدر طرافتها.
حدثني أن خاله الذي يعمل سائقا على إحدى شاحنات النقل وفي أحد مرات سفره جلس في استراحة لتناول الطعام ولكنه بمجرد أن ذاق الشوربة وضع ملعقته ونادى على مقدمها وأمره في لهجة صارمة أن يأخذ وجبة اللحم من أمامه ويستبدلها بوجبة بحرية..

فسألته: لماذا؟! فأجابني في تفاخر: لأنها كانت وجبة من لحم الحمير. فسألته السؤال المتوقع الذي ينتظره ليتفاخر أكثر بخاله: كيف اكتشف قريبك هذا؟! نظر لي بتحاذق وصمت ثوان كأنه على وشك إخباري بسر عسكري استراتيجي عميق ربما يكون سبباً في انطلاق الحرب العالمية الثالثة ونطق: لقد كانت الشوربة مسكرة والشوربة المسكرة هي بالطبع شوربة لحم الحمير.

حقاً لا أعلم مدى صدق تلك المعلومة عن شوربة لحم الحمير، ولكن يبدو أن خال صديقي كان متمرسا في أكل لحم الحمير! ولكني وقتها تذكرت كم مرة تناولت شوربة مسكرة وكم مرة أخبرني مقدموا الوجبات أنهم يضيفون السكر إلى اللحم لتكون عملية السواء أكثر سرعة، ولست موقنا من هذه المعلومة أيضاً.

تصدير لحم الكلاب

لكن ما أثار انتباهي حقاً هو رد فعل خال زميلي، لم يصرخ في الناس محذراً، لم يطلب الشرطة، حتى أنه لم يرحل، بل بكل بساطة استبدل الوجبة، يبدو أنه لم يكن بمزاج جيد ليتناول لحم الحمير ذلك اليوم. ربما الأمر أصبح عادياً. منذ أيام طالبت عضوة برلمانية بذبح كلاب الشوارع وتصديرها للدول آكلة الكلاب! ماذا لو تمت الموافقة على هذا الطلب؟! ماذا لو أصبح عندنا فائض من لحم الكلاب؟!.

السؤال الأهم: بفرض أنه تم الموافقة على هذا الطلب، بفرض أنه أصبح عندنا فائض من لحم الكلاب، إذا في أي سوق سيباع؟! في الحقيقة هذا السؤال يهمكم أنتم، ولا يهمني فلقد طلبت مسبقاً من زميلي في العمل أن يعرفني على قريبه لأستفيد بخبرته.

_أستاذي أحمد خالد توفيق نحن في العام العاشر من إصدار رواية يوتوبيا ونأكل لحم الحمير ولحم الكلاب والدجاج الفاسد أيضاً وليست هناك يوتوبيا!

فيديو مقال أسوأ بقعة في العالم

أضف تعليقك هنا