“أمواج التنمية المستدامة” تطلق صيحة للتعاون بين دول البحر الأبيض المتوسط

دعوة جديدة للتعاون بين دول البحر المتوسط قبل فوات الآوان

17 مفتاح يمكن أن نستغلهم بشكل متميز لنفتح باب التنمية، وندخل إلى عالم التقدم والنمو والتعاون مع العديد من دول العالم، تلك المفاتيح هي أهدف التنمية المستدامة “SDGs”، التي تتنوع بين دعوة جميع البلدان الفقيرة والغنية والمتوسطة الدخل، للعمل لتعزيز الازدهار مع الأخذ بالاعتبار حماية كوكب الأرض.

وتدرك هذه الأهداف بأن القضاء على الفقر يجب أن يسير جنباً إلى جنب مع الاستراتيجيات التي تبني النمو الاقتصادي، كما تتناول مجموعة من الاحتياجات الاجتماعية بما في ذلك التعليم، والصحة، والحماية الاجتماعية، وفرص العمل، مع معالجة تغير المناخ وحماية البيئة ففي 1 يناير 2016، أدرجت الجمعية العامة للأمم المتحدة أهداف التنمية المستدامة الـ 17 في خطة التنمية المستدامة لعام 2030.

فهي سلسلة ممتدة من الأعمال التي تهدف لتحقيق تعاون إيجابي بين جميع دول العالم، يهدف إلى التنمية الاقتصادية و المجتمعية، بعيداً عن العنف والتطرف والصراعات التي للأسف أصبحت محتدمة فى عالمنا الآن، أي بصورة أكثر بساطة نتحول من عالم متصارع إلى عالم متعاون مترابط، يجمعه اتحاد المصالح الاقتصادية والتنموية، فبدلاً من أن تمسك سلاحاً لجارك يمكنك أن تمسك فأسَك لتزرع الأرض، وتعطيه قطعة ثمار من محصولك، ليرد هو ويعطيك قطعة آخرى قد زرعها في أرضه.

هل يؤثر الإعلام في عملية التنمية المستدامة؟

ينشغل الإعلام ليل نهار بصراعات ومناقشات سياسية، وتراشق بالألفاظ يميناً وشمالاً، ومشاكل وأزمات طاقة، ومياه، واقتصاد، وبيئة، وفقر، وبطالة تضرب العديد من الأماكن حول العالم فبدلاً من أن نتحد ونضع أيدينا في يد بعض لنحلها، بالعكس يخرج علينا البعض ليل ونهار في دعوات للحرب والمؤامرت والصراعات التي يبدو أنها من صنع الخيال!

عرض نموذج عن عدم التعاون 

خلال فترة طفولتي كان هناك حصة الحساب فى مدرستي، وكان هناك مثل تقوله لنا مدرِّسَتُنا أن “أحمد” يزرع فى أرضه محصول القمح ويستورد الذرة وكان يدفع مقابل استيراد محصول الذرة 10 جنيهات، وكان جاره “يوسف” يزرع الذرة ويستورد القمح ويدفع مقابل ذلك 7 جنيهات، فلو قام “أحمد” باستيراد الذرة من “هاني” لكلفه ذلك 3 جنيهات فقط لقرب المسافة بينهم وانخفاض تكاليف النقل وفقدان كمية من المحصول نتيجة التلف فى الطريق، وإذا قام “يوسف” باستيراد القمح من “أحمد” لكلَّفه ذلك 5 جنيهات لنفس السبب، أي أن الجميع ازدادت مكاسبهم، وانخفضت مصاريفهم، وتحقق لهم مصلحة مشتركة، فكلاهما سيكون حريصاً على محصول الآخر ويحميه، ويعمل على تقديم النصح والإرشاد له، بالإضافة للتعاون والصلات الإنسانية المميزة بين الطرفين، ولكن كان سؤالي دائماً لماذا لا يتعاون “أحمد، ويوسف” ليستورد كل منهما ما ينقصه من الآخر ويصدر كلاهما فائضه للآخر؟!

الآثار التي تترتب على الدول العربية إذا لم تتعاون في كافة الأعمال التنموية  

ما عرضته سابقاً هو جزء من حصة مدرسية، ولكن القادم على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لن يكون كذلك، ففي حال لم تتعاون تلك الدول وتتحد لمواجهة تغيرات مناخية تدق الأبواب من نقص للمياه وإهدار للطاقة يزداد يوماً بعد آخر، سيكون ذلك مشهد دراماتيكي يدفع ثمنه شعوب تريد العيش في سلام واستقرار وتعاون، ويصبح الجميع فى مواجهة شحٍّ مائي، ودمار اقتصادي، وحروب على المياه، وصراعات على الغذاء، أي سنعود لنرى مشاهد واقعية للعصر الحجري على أرض الواقع نعيش فيها، ولن يستطيع أحد وقتَها أن يفلت من آثارها المدمرة أو يقول “هذا لا يخصُّني”.

الدور الذي تفرضه عملية التنمية المستدامة على الدول العربية  

فبالتأكيد قد آن الأوان لنضع أيدينا فى أيد بعض لمواجهة ذلك السيناريو المخيف، والذي يمكن أن يكون الإعلام والصحافة عاملاً مؤثراً فى تحقيقه، بل عاملاً حيوياً، فبدلاً من التركيز على الصراعات والمشاحنات السياسية يمكن أن نخلق إعلاماً تنموياً حقيقياً هادفاً، يشكل رأياً عاماً فعالاً بين شعوب ودول المنطقة.

أعتقد أننا يمكن أن نشاهد تجربة واقعية مميزة على ذلك بالتحديد في 29 أكتوبر المقبل بمنتدى “أمواج” بمدينة برشلونة الإسبانية، الذي سيضع بذوراً لخلق حالة من المسؤولية الاجتماعية اتجاه قضايا المياه والطاقة، وتشكيل وعي مجتمعي فيما يخصّ تقاسم الموارد الطبيعية، لإحداث تغيير حتمي خلال الفترة المقبلة، وأيضا إبراز الدور الذي يمكن أن تلعبه الصحافة في تحقيق ذلك.

ولكن يظل السؤال الهام يدور فى ذهني لماذا لا يتعاون “أحمد ويوسف” معاً، ويحقق كلاهما استفادة له ولأسرته، فبدلاً من أن يتصارعا يمكن أن يعيش كلاهما فى سلام ووئام ويتقاسما ثمار الفاكهة المزروعة في الأرض الطيبة؟!

فيديو مقال “أمواج التنمية المستدامة” تطلق صيحة للتعاون بين دول البحر الأبيض المتوسط

أضف تعليقك هنا