الأثر الإشرافي بين الواقع والمأمول

يتساءل الكثير: ما معنى الأثر الإشرافي؟ لماذا هذا المفهوم على لسان كل مسؤول تعليمي؟

أحياناً نجدهم يقولون الأثر الإشرافي ضعيف، وأحياناً لا بأس به، وأحياناً يعودون بنا إلى عقود مضت كان المفتش ثم الموجه هو من يدير العملية التعليمية.

أسئلة تتبادر إلى الأذهان حول الأثر الإشرافي

ومن هنا يتبادر إلى ذهن المستمع:
ماهو الأثر الإشرافي الذي يتحدثون عنه؟
هل هذا الأثر الإشرافي شئ ملموس أم معنوي؟
هل بالإمكان قياسه وتقويمه أم تخضع لنفسية المقوّم وعلاقاته؟
هل فعلاً توصلو إلى أدوات قياس حقيقية لهذا المفهوم؟
لماذا هذا المفهوم يوجد كثيراً في أروقة الوزارة وإدارات التعليم؟

بصراحة بدأت أبحث كثيراً بين صفحات الكتب التي تحدثت عن الإشراف التربوي ومن خلال كتابات وتغريدات بعض المسؤولين على صفحات الإنترنت كما أجريت بعض المقابلات مع بعض خبراء الإشراف وطرحت عليهم هذه التساؤلات!

الاهتمام الكبير في مجال التعليم في المملكة العربية السعودية

ومن خلال ما سبق وجدت ما يلي:
العالم يشهد تقدماً علمياً مما جعل اهتمام الجميع على التعليم ولكي نواكب هذا التقدّم حرص كل مسؤول على التعليم للوصول إلى الوصول لهذا التقدم العلمي العالمي وانطلق هؤلاء القادة بفرض ضرورة مضاعفة الإهتمام التعليمي لعمليتي التعليم والتعلُّم وقد تم التركيز على الدراسات التعليمية والتربوية كما فُعّلت التقنية في تسهيل عمليتي التعليم والتعلُّم وأنطلقت الأقسام المعنية بالتخطيط وفق استراتيجية محدّده وهي استراتيجية التحوّل الوطني 2020 حتى تصل وبأسرع ما يمكن نحو الهدف الأسمى وهي رؤية المملكة العربية السعودية 2030 بكل قوة وبجودة عالية.

الإشراف التربوي ودوره في إحداث تعلّم فعّال

لذلك استخدمت وزارة التعليم جميع المصادر المتاحة لإحداث تعلّم فعّال وحيث أن الإشراف التربوي جزء لا يتجزأ في التعليم لوحظ أن الإدارة العامة للإشراف التربوي تسعى إلى إحداث تغيير كبير وملموس في التطورات والاتجاهات العلمية وهذا كله لم يأتي من فراغ بل من دراسات وفلسفات تربوية ونظريات علمية أثّرت تأثيراً مباشراً في مفهوم الإشراف التربوي الحديث.

فبدأ الإشراف التربوي يسعى نحو التجديد والإبتكار وتفعيل المبادرات والتجارب وطرح الخبرات التربوية في الميدان ومن هذه المبادرات المطروحة قياس الأثر الإشرافي وتفعيل الأساليب الإشرافية والتربوية وكل ذلك من أجل إحداث مخرج تعليمي ناجح بالدرجة أولى للمملكة العربية السعودية.

وبما أن المشرف التربوي هو جزء من ذلك الجزء الفعّال للعملية الإشرافية فقد تطويره وتدريبه في التخصصات المتنوعة.

الأثر الإشرافي والضعف المزعوم

ومن خلال ما سبق لوحظ أن مصطلح الأثر الإشرافي لم يكن ولادة يوم بل تواجده كان عبر السنين الماضية وأن الضعف المزعوم تواجد بسبب تغيير بعض المسميات واتساع الثقافات حتى وصل بالبعض بأن يقول أن المشرف التربوي بلا هوية ولا حدود نظراً لكثرة المهام والتكليفات الإدارية التي جعلته يسأم هذا العمل بل أدى هذا الفكر أن جعل المشرف التربوي يتوقف أحياناً أمام بعض المهام قائلاً ( أنا مشرف تربوي مختص وهذا الأمر إداري بالدرجة الأولى لذا فهو لا يعنيني).

ولم يعلم أن الإشراف التربوي هي عملية تعاونية يشترك فيها المشرف التربوي وإدارة المدرسة والمعلم، كما أنه عنصر يساعد في تحسبن عمليتي التعليم والتعلُّم، وأن الإشراف التربوي نظاماً متكاملاً في حد ذاته فيقول moorer أن الإشراف التربوي ( كل النشاطات التي تختص مباشرة وبصورة أساسية بدراسة وتحسين الشروط المتصلة بعملية التعليم والتعلم) (متولي،1983:صـ19)

النتيجة التي خلصت إليها حول الأثر الإشرافي

لذا خلصت أن الأثر الإشرافي هو أثر ملموس ويجب أن يتواجد في كل مدرسة.
والذي أكّد لي هذه النتيجة ما قان به فريق منظومة المؤشرات لقيادة الأداء المدرسي والإشرافي في إصدارها السادس بتفعيل مؤشر يرصده رؤساء الأقسام المختصين لقياس ذلك الأثر من قبل المشرفين التربويين خلال زياراتهم في المدارس رصداً كمياً ونوعياً والذي يحتفظ رئيس القسم بمسوّده تفضّل أن تكون بخط اليد للتبرير عند تصنيف المشرفين التربويين.

بعض التجارب التي ستعزّز وجود الأثر الإشرافي وتجعله ملموساً وفعالاً

ومن واقع تجربة وخبرة سابقة وملاحظة لما أراه في الميدان نقلت بعض التجارب التي ستعزّز وجود ذلك الأثر الإشرافي وتجعله ملموساً وفعالاً أمام الآخرين:

أولاً: يجب تطبيق بعض الأنشطة الإشرافية بطريقة توفر الوقت والجهد وكذلك توزيع المسؤوليات التي تشعر المشاركين والمعلمين بإنتمائهم لهذا التخصّص!

ثانياً: تفعيل الأساليب الإشرافية المتنوعة وبطريقة مخطط لها وليست عشوائية ومن أهمها وأولها الزيارات الصفيّه بنوعيها المفاجئة  والمخطط لها ونقل الخبرات داخل حجرة الصف تعليقاً شفهياً وكتابة ومناقشة الطلاب حول الدروس السابقة وتوقيع المشرف التربوي على سجلات وملفات انجاز بعض الطلاب ومتابعة حل الواجبات وأنشطة الكتاب. وتسجيل ملاحظاته في دفتر اعداد الدروس من استراتيجيات ومفاهيم.

ثالثاً: تفعيل التقنية في التعليم من خلال نقل التجارب والخبرات العلمية والتربوية للمعلمين عبر وسائل التواصل الاجتماعي المتنوعة من واتس آب وتليجرام وفيس بوك وصفحات التويتر والمدونات التعليمية وإحداث تأثيراً مباشراً وغير مباشر للمعلم ونقل هذه التجارب من المعلمين الخبراء والمتميزين في الميدان الى المعلمين الآخرين وخاصة المعلمين الأولى بالرعاية.

رابعاً: التأكيد على تفعيل المجتمعات المهنية حيث يتم تجميع المعلمين مع بعضهم خلال وسائل التواصل والظروف المتاحة مع مراعاة القرب المكاني والزماني. مع التأكيد لأهمية رؤساء ذلك التجمُّع المهني بالدرجة أولى كما تم تطبيق هذه التجربة في قسم الاجتماعيات في بيشه خلال السنتين الماضيتين بتفعيل شركاء التميّز…

خامساً: استقطاب المعلمين المتميزين والخبراء من المعلمين لتنفيذ برامج لزملائهم وخاصة للجدد كما تم تفعيله سابقاً في قسم الاجتماعيات في بيشة ( المعلم الرفيق)

سادساً: حث الزملاء على الدخول في المنافسات والمسابقات التعليمية العالمية ومنها جائزة التعليم للتميز ومساعدتهم في ذلك…

وهنا يصل الأثر الإشرافي الى أقصى حدوده فأصبح المشرف التربوي مؤثراً للآخرين وميسراً لمثل هذه المبادرات…

أخيراً

أتمنى أن أكون وفّقت لتوضيح مفهوم الأثر الإشرافي الذي يعد شبحاً لدى البعض ونقطة نقاش لدى البعض كما أتمنى أنني نجحت في توضيح بعضاً مما يحققه في الميدان حتى نصل جميعاً للغاية المنشودة وهي الرضا الوظيفي لكي ينتج لنا جيلاً هم حماة الوطن وبناة المستقبل ورجال الغد.
حفظ الله بلادنا من كل مكروه وأدام علينا الأمن والأمان والسلامة والإسلام.

فيديو مقال الأثر الإشرافي بين الواقع والمأمول

أضف تعليقك هنا

جمعان عبد الله الشهراني

جمعان عبد الله الشهراني

مشرف تربوي - السعودية