السلام مولود يجب أن ينجب

بقلم: حبيب عمر

قاتلة السلام: هي تصنيفات مصغرة ومصطلحات يومية نطلقها دون أن نشعر ونحن لا نعلم أنها مصطلحات تؤرق سلامنا داخليا وخارجيا، تلك المصطلحات والتصانيف المصغرة تجعل منا أقساما عديدة.

التصنيفات التي ينتمي لها الناس

وكلما انقسمنا كلما أصبحنا نبحث عن ولاء ما، ولابد لنا من ولاء، فتصانيفنا  هي أديان و جنسيات و ألوان و أعراق و أندية كروية و مذاهب تفرعت من الأديان والعديد من التصانيف و الأنماط، فتتحرك عواطفنا بما يتناسب مع افكارنا لستسيغ نمطا ما فنبعث بولائنا للون ما او عرق ما او حتى دين بما يتناسب مع خصائصنا و مع افكارنا وعواطفنا فننحقق هدف الانتماء  وهذه سجية وليست هي المعضلة، فلابد للاشياء ان تنتمي لتنصنيف معين.

فالاديان، و الاعراق، والالوان، و المذاهب، و الانساب و الطبقات المعيشية  هي تصانيف أوجدت وفق عوامل ما و أسباب ما وانتمت اليها البشرية حسب ما يتوافق مع العواطف و الافكار.

لماذا لاننعم بالسلام؟

لكننا  لا ننعم بالسلام، لازلنا لا ننعم بالسلام، ولن ننعم بالسلام ما دمنا نعارض اختلافنا. لن ننعم بالسلام ما دمنا لن نتقبل اختلاف التصانيف وتعددها لن ننعم بالسلام مالم نعزز قيم التعايش مع مختلف التصانيف، اللتي وضعتها عوامل الحياة.

لو امعنا النظر في الحروب لوجدناها غالبا بين تصنيفين ما ولست أقصد تلك الحروب الدولية فقط انما يندرج تحتها تلك الحروب الناشئة مابين فئات من البشر، ولو انهم تقبلو اختلاف تلك الفئة عنهم لما شعرو بالحقد و الكراهية تجاههم و لما نتجت عن تلك الكراهية اندلاع حرب يفقد فيها من يفقد.

كيف نستطيع أن ننجب السلام؟

فلو اسقطنا تلك التصانيف ووصنفنا انفسنا تحت تصنيف واحد و هو البشرية، وامعنا النظر في كون هذا المصنف الذي أبغضه سواء دينيا او عرقيا او أيا كان تصنيفه.
لو أمعنا النظر في كونه بشرا، كونه إنسانا يشعر بما نشعر به، و يتألم كما نتألم و ينعم بكامل الخصائص البشرية لشعرنا بأنه جزء من كياننا  لشعرنا بأنه ينتمي لتصنيفنا.

فلو صنفنا أنفسنا أننا بشر، لوجدنا أن المسلم بشري و المسيحي بشري و اليهودي بشري و البوذي بشري و الذي لا يحمل دينا هو أيضا بشري  و الاسود و الابيض وذو المذهب المتفرع من دين ما هو ايضا بشري.

فهم منا ونحن منهم لاننا ندعم (قاعدة البشرية) وهي التصنيف الاعظم الذي يجمعنا رغم تعدد تلك التصانيف التي تجلعنا اكثر فرقة وابتعادا عن تحقيق السلام.

فلكي ننجب سلاما على كل تلك الافكار و العواطف و التصانيف ان تتزاوج معنويا وتتقبل اختلافها فالبشرية هي تصنيفنا الاعظم كما صنفنا المولى “فنحن بنو آدم”.

أنجب داخلك سلاما فرديا وسننجب سلاما مجتمعيا عالميا.

بقلم: حبيب عمر

 

أضف تعليقك هنا