الغباء النووي

الغباء النووي

على غرار مسمي القنابل النووية، كان عنوان المقال إشارة إلى مدى حطورة الغباء البشري، وحينما كشفت الأبحاث العلمية أ،ه يمكن تصنيع الغباء، بل ويمكن تمكينه في أي مجتمع في منافذ وضع السياسات و اتخاذ القرارات , لذا في حروب الوعي وحروب الأجيال الرابعة و الخامسة و المرتكزة على التقدم العلمي ة استخدامه كأداة تدميرية مان الغباء من أشد الأسلحة خطورة علي أ] مجتمع حين تمكنت الأبحاث العلمية من معرفة نهج صناعته و خطوات انتاجه بل وأيضا كيفية تمكينه ووضعه في منافذ وضع السياسات للمجتمعات واتجاذ القرارات ..حينها يصبح التدمير بأيدي الأغبياء لشعوبهم و مجتمعاتهم قد يزيد علي دمار القنابل النووية وقد يصل إلي حد انقراض و فناء تلك الشعوب مع مرور الوقت و انتقال عدوي الغباء و نموه…

صناعة الغباء

قام مجموعة من العلماء بوضع خمسة قرود ضمن قفص في وسطه يوجد سلم وفي أعلاه بعض الموز، وفي كل مرة يحاول في أحد القرود أن يتسلق السلم لإحضار الموز، يقوم العلماء برش الماء البارد على باقي القردة، ولم يتطلب الأمر الكثير من الوقت حتى بدأ القردة يقومون بإنزال ومنع وضرب أي قرد يحاول أن يتقرب أو يتسلق السلم لإحضار الموز.

بعد ذلك، قام العلماء باستبدال أحد القرود بآخر جديد على القفص، وحينها أول ما فعله القرد الجديد هو القيام بتسلق السلم للحصول على الموز، ولكن القردة الباقية قامت بإنزاله ومنعه من القيام بذلك على الفور، وبعد قيامه بعد محاولات أدرك القرد الجديد أن هذا الفعل ممنوع على الرغم من عدم وجود أي سبب واضح لذلك بالنسبة له.

وعند استبدال قرد آخر بثاني جديد على القفص، تكرر ما حدث مع القرد الأول السابق، أي عندما تسلق القرد الجديد الثاني السلم قام باقي القردة ومعهم حتى القرد الجديد الأول بضربه ومنعه من صعود السلم للحصول على الموز.

وفي النهاية، تم استبدال جميع القردة الأصلية واحد تلو الآخر بقرود جديدة بحيث لم يبقَ أي قرد تعرّض للماء البارد في السابق، ومع ذلك استمر جميع القردة الجديدة بضرب ومنع أي قرد يحاول تسلق السلم للحصول على الموز، أي أنّ القردة الجديدة قامت بمعاقبة كل من يحاول التقرب من السلم على الرغم من أنهم لا يملكون أي معرفة واضحة عن السبب الذي يمنع ذلك.

من هذه التجربة يتضح أانه باستخدام خطوات معينة يتم إنتاج أغبياء وحينما يتسع المقياس علي مستوي الشعوب يصبح الأمر أيسر حيث يتم التنفيذ علي مستوي المدارس في العمليات التعليمية و بخاصة مع ثقافة التلقين يصبح الأمر أيسر فأيسر …

خطورة الغباء

القانون الخامس: الشخص الغبي هو أخطر أنواع الناس

(كارلو م. شيبولا واحداً من أشهر الباحثين في الغباء كان أستاذاً في تاريخ الاقتصاد في جامعة كاليفورنيا في بيركلي)
طبقا للقانون الخامس لقوانين الغباء الخمسة – يعتبر الغباء أو الأغبياء هم الأشد خطرا في أي مجتمع علي أبنائة لأنهم غير قابلين للمثول بتهمة “الغباء ” أمام المحاكمة القانونية فليس هناك قانون يعاقب علية كتهمة لذا فهو المرض الذي يتسم بالزئبقية لا تستطيع الامساك به…

هل يمكن تمكين الغباء و الأغبياء؟!

أما عن تمكين الغباء في اي مجتمع فالمهمة يسيرة حينما يكون النظر إلي الامور مشوشة بالنظرة العاطفية للامور لحاد المبالغة كإضطراب في التفكير النقدي للامور كما يتضح في المثال القادم و الذي يكون علي هسئ فزورة ..

مثال عن تمكين الأغبياء

تخيل بأنك تقود قطار لا تسطيع ايقافة لسبب عطل ما و فجأة وجدت من علي بعد مجموعة من الأطفال  تلعب علي طريق السكة الحديدية في مسار القطار و طفل يلعب علي جانب الطريق في المنطقة الآمنه البعيده عن مسارة وامامك أحتمالين لا ثالث لهما إما  ان تقود في طريقك و حينها ستقتل المجموعه التي تلعب علي القضبان أو تأخذ الطريق الجانبي و تنحرف عن الطريق و تدخل المنطقة الآمنه و تقتل الطفل الذي يلعب فيها ..فأيهما الاحتمالين ستختار ؟؟!!

أغلب الإجابات إن لم يكن كلها تأتي بأن يتم التضحية بواحد مقابل انقاذ المجموعه قياسا علي العدد , وهنا يتم الحكم علي الأمر حكم عاطفي غير منصف تقيس علي العدد و نتناسي بأن الطفل الذي كان يلعب في المنطقة الآمنه هو أذكاهم في حين المجموعه كانت مجموعه من الأغبياء و تلك النظررة حينما ننظر الي الأمور بعيدا عن التشويش العاطفي عن التفكير ..فحينما نقرر التضحية بالذكي مقابل انقاذ الأغبياء هكذا يتم تمكين الأغبياء حينما يكون النظرة إلي الأمور في الحياة الواقعية -بعيدا عن المثال التخيلي التوضيحي- مشوشة بالنظرة العاطفية بمقياس كمي غير عابئة بالنظرة المنصفة و االمجردة بالمعيار الكيفي يتم دوما التضحية بالأذكياء مقابل اتاحة الفصة لعيش الأغبياء في حين يتطلب التحكيم السليم بمنطق سليم عدم التضحية بمصير الأذكياء مقابل انقاذ الأغبياء أي كانت أعدادهم..

استغلال الغباء في حروب الوعي وحروب الجيل الخامس

بنظرة مختصرة و مثال توضيحي موجز عن استغلال الغباء في تدمير الأمم و الشعوب لإتساع المجال و تشعبة في تلك النقطة يمكن توضيح كيف يمكن تمكين الأغبياء في أي مجتمع و بخاصة في منافذ وضع و اتخاذ القرارات في أي مجتمع حيث يتكفل حينها الأغبياء بما يلي من توجيه مجتمعاتهم نحو هلاكه…
موظف بدرجة جاسوس: المهمة الخاصة بي هتكون إيه بالظبط؟
المدير الموجه للموظف: مهمتك أن لما تعمل انترفيوهات للتوظيف.
لما يتعرض عليك شخصين واحد مؤهل للوظيفة و واحد غير مؤهل و غير مناسب للوظيفة …إختار غير المؤهل فقط و ببساطة…

من المثال السابق رغم انها مهمة بسيطة للموظف الموكل بإختيار المتقدين للعمل إلا انها مع مرور السنين و بالتراكمية يصبح الهيكل الإداري معبأ بشبكة من الأغبياء سيعاني منها المجتمع بالكامل حتي يصل إلي مرحلة حرجة حينما يصبح الغباء الثقافة العامة لدي الموظفين و كأن الغباء أصبح شئ بديهي و غيرغريب حينها ينهار المجتمع تحت وطأة تراكم المشكلات التي خلقها الأغبياء علي مدار الأعوام السابقة في كل مناحي الحياة حيث الإنهيار المفاجئ للهيكل الإداري بالكامل و الذي كان مثل البالون المنتفخ حتي وصل لمرحلة الأنفجار المفاجئ..

ختاما

الغباء الانساني منبع كل الشرور و المغذي لكل الأمراض المجتمعة كالعصبية و الحروب الأهلية و الطائفية …ولا علاقة للغباء بمستوي الدراسة , والمرحلة الحرجة لانتشار الغباء حين يتحول من طبيعته الموقفية المرتبطة بالتصرف في موقف معين بطريقة تتسم بالغباء إلي طبيعة و سمة عامة في كل تصرفات الفرد يصبح حينها الغباء مثير للغثيان في تصرفات الأفراد في المجتمع.

فيديو مقال الغباء النووي

أضف تعليقك هنا

نور حسام الدين مرسي

صيدلي يعمل في مجال الدعايه الطبيه وكاتب مقالات ومهتم بمجالات البيع والتسويق علوم النفس والاجتماع والتنمية البشرية والتطوير