أنا والسرطان والألم

في حديث ما بين جبران وماري..

في أحد الرسائل قال:

غيابي عنك لا يعني أنني نسيتك أو أتناساكِ، بل الغياب يعني أن هناك جبل سقط عليَّ، فمنعني عنك.

ما الخبر الذي تلقاه الرجل؟

يوم الأحد الموافق 18/8/2016، الساعة 8:30، هو آخر يوم كنت أحيا فيه مثل بقية الناس..

في ذلك اليوم في غرفة ضيقة، قال الطبيب بملء فمه أنت مصاب بالسرطان وهذا نوع نادر!

خذ قرارك، نبدأ العلاج من الغد أم ماذا؟

بدون تردد قلت: لا

وتركته ورحلت، تمشيت على قدمي لمدة ساعتين صامتاً.

ما القرار الذي اتخذه الرجل عند معرفته بحقيقة مرضه؟

لا أنكر كسرة القلب والألم، ولكني تذكرت عندما أنزل القبور لدفن أشخاص.

تذكرت أن الرحيل هو سبيل الحياة، وليس هناك مفر.

لذلك قررت ألا أتعالج، وأستمر بدون علاج في معركة ما بين شخصين، وليس هناك أي مساعدة من الخارج.

وبالفعل بدأنا القتال، هو يهاجم وأنا أحتويه.

أتركه يضرب، وأنا استقبل وأصمت.

لأني أحب مقولة “بسمارك” عندما قال: “انتصارك في الحرب يبدأ بتلقي الضربات والصمت لأنك في لحظة غرور خصمك بالنصر ستضربه ضربة قتيل ينتهي بها”.

ما مدى معاناة مرضى السرطان؟

كلما أتى لي الألم مسرعاً أقف على قدمي، أبتسم في عيون الناس، أضحك بشدة حتى يظن الناس أني سليم وعفي

ولكني بالداخل مكسور باكٍ، وأقف على قدمي…

يظن من حولك -أو بالأخص من تحب- أنك تتهرب منه، أو لا تريد محادثته أو لا تريد حتى أن تكمل حياتك معه.

يا من تحبون المصابين بالسرطان..

اعلموا أنه أكيد يحبك، ويريد تكملة عمره معك، ولكن..

  • لا يتحدث لأنه متألم، ولا يريد أن يؤلمك معه.
  • هو عندما يسمع صوتك يبكي لأنه يريد أن يكمل حياته معك ويخاف أن يأخذه السرطان منك.
  • مريض السرطان مهما كان قوياً فهو يريد أن يشعر بالأمان وأنه دائماً خائف.

عندما يحب يخاف أن تتركه، ويكون حمل ثقيل عليك.

اعلم أنه من يتجاسر ويظهر قوته رغم ألمه.

إنه باكٍ كل يوم لوحده ليلاً من الألم.

وفي النهاية قارئي..

نصيحة لك..

متْ وأنت واقف على قدميك.

استقبل الألم وأنت واقف على قدميك.

وأنا أحارب وسأموت كفارس لن يترك الميدان، ويموت وهو مشهر سيفة معلناً استمرار القتال…

فيديو مقال أنا والسرطان والألم

أضف تعليقك هنا

محمد بهاء الدين

محمد بهاء الدين