حياة

ثم استيقظ من نومه باكيا، فقد للحظات إحساسه بالواقع، ولكن عندما وضع يده على وجه اكتشف أنه كان بالفعل يبكي، لم يكن مجرد كابوس اخر…
حدث نفسه: أيبكي الرجال يا أنت؟
وهذا ماجعله جهش فى البكاء أكثر وأكثر، يبكي كابوسه، يبكي حسرته على نفسه، يبكي الأيام، يبكي حبها الضائع ومستقبله المظلم، كان يبكي وكأنه يبكي الحياة…

قصة حب

بداية تعلق مصطفى بحياة

فلاشباك …
شاب فى العشرينات من عمره يدخل هذا المكان للمرة الاولى لا يعلم لما اتى ولكنه كان يتابعها منذ فترة وعلم انها تذهب لهذا المكان للاسترخاء لم يكن القرار سهلاً ولكنه قرر اليوم ان يتحدث اليها ويخبرها بمكنون قلبه يعلم انه ليس بامرهين ان تحب شخصاً فى السر وانت لا تعلم نتيجة هذا الحب يوما ولكن مشاعرك تزداد يوماً بعد يوم لم يكن مجرد اعجاب بوجه جميل ولكنه كان اعجب بافكار بكلمات .. بحديث .. عشق كلماتها التى تخرج من قلبها فتشعر انها ترى الحياة من عينك لا يعلم هل التواصل بينهما حقيقى ام انه مجرد تشابه افكار !!

يلمحها تجلس فى ذلك الركن كان راها فى صورة لها من قبل يبدو انها تعشق هذا المكان .. كانت غارقة فى شاشة اللاب توب تشعر انها معنا بجسدها فقط وكان رحها تحلق فى مكان اخر اقترب منها بهدوء كان يريد الا يقطع حبل افكارها وقف وراها وحاول قراءة شيئاً مما تكتب ولكن اشعة الشمس انعكست على الشاشة فمنعته من ذلك ..

الحوار الأول الذي جرى بين مصطفى وحياة

تنحنح بهدوء ولكنها لم تشعر فبادر قائلاً : مساء الخير.
نظرت له كمن خرج من حلم: مساء النور .. ونظرت له نظرات تشبيه.
فبادر بمد يده: انا مصطفى وانتى حياة مظبوط ؟؟
رفعت حاجبها تعجبا: معلش انا اعرفك ؟؟
فرد سريعاً : الحقيقة لا دى اول مرة نتقابل بس انا متابع كل كلامك على الفيس البوك وحبيت اقولك انى من اكتر المعجبين بيكى قصدى بكتاباتك، واحمرت وجنتيه فجاءة.
ابتسمت فى خجل : مرسى ربنا يخليك.
ممكن اقعد معاكى شوية لو مش هيضايقك.
ظهرت الحيرة على عيونها ولكنها وافقت فى النهاية …

الحب سلاح ذو حدين

الان …
وقف ينظر من نافذته كاننت تطل على البحر لقد اختار هذا المكان بعناية رغم انه كان غالى الثمن لكنه كان فقط يريد ان يستيقظ على هذا المنظر يشعر بان البحر هو الصديق الوحيد الباقى له لم يمل يوماً شكواه ولم يخبره يوماً انه مخطى كان ان انفعل انفعل البحر معه وهاجئت امواجه اما ان فرح كان يجده دوماً سعيداً من اجله ولكنه الان حزين .. حزين كما لم يحزن من قبل لم يكن يعلم يوماً ان الحب سلاح ذو حدين قادر على منحك كل اسباب التثبث بالحياة وقادر على سلبك كل سبل الحياة .. لم يمنح قلبه يوماً للحب لم يكن يعير الحب اهتمام كان يجده شئ هين لا يستحق لذا وكانما اراد الحب تلقينه درساً لن يتمكن من نسيانه يوماً ..

مصارحة مصطفى بحبه لحياة، وقبولها وترحيبها بهذا الحب

فلاشباك …
لم يكن القرب منها بالصعوبة التى تخيلها كانت سلسلة جدا بسيطة رغم افكارها التى تكبرها باعوام ورغم جنونها الجامح احيانا الا انها كانت طفلة تعشق الحياة وتعشق كل ماهو جميل لم يعتقد يوماً انه يقع فى حب تلك الشخصية العنيدة المتناقضة حد الكمال ولكنه عشقها لم يبخل عنها يوماً باهتمامه لم يبخل فى مشاعره لم يتبع معها اسلوب الغموض كان واضح جداً فى حبها فمنذ اللحظة الاولى لم يخفى اعجابه بها وعندما تاكد من مشاعره بعدما اقترب منها صارحها بمكنون قلبه ووجد منها القبول والترحاب …

قرار حياة بالانفصال عن مصطفى

ولكن الحياة دائماً تاتى بما لا تشتهى قلوبنا فتوجعنا فى المكان الذى اصبح نقطة ضعفنا وكانها تتحدانا …!

فذات ليلة غاب فيها القمر وتجمعت السحب كانت احدى ليالى ديسمبر الباردة بعدما اوصلها لبيتها اتاته رسالة نصها ” بحبك وانت متاكد اد ايه انا بحبك بس مش هاينفع اكمل لاسباب تخصنى انت تستاهل احسن منى بكتير ” صعق من محتوى الرسالة حاول الاتصال بها ليفهم ماذا حدث لم تجيبه كان كالمجنون كانت سعيدة منذ دقائق معه كانت تمسك بيده وكانها تتمسك بالحياة لم يبدو عليها انها تشتهى الرحيل لم يتجادلوا لم تكن بينهم اى مشاكل من اى نوع .. ماذا حدث وماذا فعل كى تتركه بعدما كان يستعد للتقدم لخطبتها ..؟

قرار مصطفى بمواجهة حياة لمعرفة سبب الانفصال

حاول كثيراً البحث عنها وفهم ما حدث ولكنها اغلقت جميع الابواب فى وجه فلم يستطع الوصول اليها .. انعزل وظل على حاله ايام فشهور .. وفى الشهر الثالث قرر ان الحل الوحيد هو الذهاب لبيتها ومواجتها امام اهلها حتى وان لم تكن تريد العودة ولكنه حقه ان يفهم لما هجر بتلك البشاعة وبالفعل تحرك نحو منزلها كانت الساعة الرابعة عصراً يعلم وانها لابد ان تكون فى المنزل وصعد وبحث عن شقتها كما وصفتها له ودق الجرس ففتحت له الباب سيدة فى الخمسينات تقريباً من العمر فتكلم بصوت مرتعش بعدما خذلته جرأته : انا متاسف بس هى حياة موجودة ؟؟!

لقاء مصطفى مع والدة حياة

فابتمست السيدة وسالته بحنان: انت مصطفى !!
فظهرت علامات الفرح على وجه: هى حياة حكت لحضرتك عنى
فاجابت بهزة من راسها: انا كنت مستنياك تيجى بس انت اتاخرت هى اكدتلى انك هتيجي
لم يفهم مصطفى ماتشير اليها السيدة ولكنها دعته للدخول فدخل

كان منزلهم متواضع مريح هادئ لم يكن يتدخل كثيراً فى تفاصيل حياة حبيبته لكنه كان يريد كل شئ فى وقته غابت السيدة وعادت تحمل مظروف اعطته له قائلة : حياة طلبت منى اديك ده هتفهم منه كل حاجة هسيبك تقراها وهاعملك حاجة تشربها

النهاية المفجعة (مضمون الرسالة التي تركتها حياة لمصطفى)

كانت علامات الدهشة تعلو وجهه ولكنه فتح المظروف سريعا “حبيبى مكنتش عارفة ان الحياة هتدينى الحب اللى كنت بحلم بيه فى اخر ايامى ومكنش عندى الجرأة الكفاية انى احكيلك واجرحك فى اخر لقاء بينا كنت وصلت لاقصى درجات المرض حاولت اضغط على نفسى عشان متاخدش بالك يومها حاولت اصرحك لكن كانت عندك احلام عينك  كانت مليانة حب واحلام خفت اوجعك وجعك كان هيخلص عليا حبيت قبل ما امشى اسيبلك ذكرى حلوة قلت يمكن لما اختفى تكرهنى ويبقى سهل تنسانى بس رهنت انك تيجى تدور عليا هنا وعشان كده سيبتلك الجواب اللى طالما بتقراه فانا مت من فترة .. انا كنت مولودة بمرض نادر فى قلبى وكل الدكاترة كانت بتقول انى لازم اموت من زمان لكن ربنا سابنى عايشة عشان اقابلك وادوق معنى الحب وتبقى الذكرى الحقيقة فى حياتى عارفة ان يمكن جرحى دلوقتى اكبر من يوم هجرى ليك بس سامحنى مكنش ينفع اشوفك مجروح منى .. يارب تسامحنى ليا طلب عارفة انك هاتكون قده خد بالك من مامتى .. حبيبتك حياة”

حديث والدة حياة عن حياة لمصطفى

اغلق المظروف كانت الام قد عادت ومعها فنجان قهوة نظر لها بعيون تملاءها الدموع وخرج صوته ضعيف : لماذا ؟؟

جلست الام فى مواجته وهى تبكى : هى كانت حياة شبه اسمها البيت ده كان منور بيها انت معشتش معها اد ما انا عيشت ربنا كرمنى انها كبرت وشوفتها بعد ما بقت عروسة كنت زى اى ام نفسى افرح بيها بس كنت بحمد ربنا انها جانبى لحد ما دخلت حياتها كل حاجة بقت احلى وفى يوم روحنا للدكتور كنا بنطمن فى نفس اليوم اللى قابلتك فيه بليل يومها عرفنا ان ايامها معدودة واننا لازم نستعد كان همها كله انت مكنش فارق معاها انها هاتموت اد ماكان فارق معها وجعك حاولت اخليها تحكيلك عشان تستعد رفضت ونزلت قابلتك ومرضتش تحسسك باى حاجة وبعد شهر فى معاناة مع المرض ربنا خد امانته ..

الحزن الشديد والبكاء الذي أصاب مصطفى ووالدة حياة

كانت الام تحكى والدموع تغطى وجهها كان يسمع والدموع تفلت من عيناها لم يعى بنفسه ترك الام وحيدة وجرى .. اخذ يجرى كالمجنون كمن راى شبح كمن فلت من الموت جرى كما لم يجرى فى حياته حتى وصل للبحر وانهمرت دموعه اضعاف كان هواء ديسمبر يضرب وجهه بقوة ولكنه لم يبالى لقد اخذت حياة ماتبقى من حياته ورحلت …

مايعيشه مصطفى بعد مرور سنة على الفراق

الان …
اليوم وقد مر سنة على فراقها لازال يبكى غيابها كذلك اليوم المشئوم لازال يراها فى احلامه لازال يتنفس رائحتها لقد عمل بوصيتها واخذ يذهب لولدتها اسبوعيا حتى يخفف عنها وحدتها وغياب حياة ولكن حالها لم يختلف كثيراً عنه .. لم يعتقد ان يتذوق السعادة والجرح فى آن واحد لم يعتقد ان يقع فى الحب يوماً وان يتركه الحب وحيداً فى منتصف الطريق …

لقد اعادته حياة للحياة وهاهو الان وحيد لا يعرف كيف يعيش الحياة بدون حبيبته حياة ..

فيديو مقال حياة

أضف تعليقك هنا