سياسة الطفس

ما هي سياسة الطفس؟ ما المقصود بالسياسة؟ وما المقصود بالطفس؟
كلمتان متناقضتان، لكنهما تجتمعان عند بعض الأشخاص، عند بعض المؤسسات، عند بعض الحكومات.

أبدأ بمعنى السياسة لغة: من ساس القوم أي أمرهم ونهاهم. والطفس في اللغة: طَفَسَ ِ طُفُوسًا: فَطَسَ أي مات، أو مات من غير داء ظاهر. أي أن الطفس بمعنى الموت بدون سبب وكأننا نعني عند قولنا ” سياسة الطفس ” سياسة الموت.

السياسة سبب لحياة الشعوب والطفس موتهم

نعم سياسة الموت، وعند تعريف سياسة الطفس كمصطلح مركب أقول: هو أسلوب ووسيلة تستخدم لتجعل الانسان ميتا وهو يتنفس، وهو يمشي، ميت حي. هي أن تفكر وتعتقد شيئا وتأتي لتعبر عنه فيأتي الطافس ويطفسك طفسا فلا تستطيع أن تنطق ببنت شفة.فتموت وانت حي مثل أفلام الزومبي، وهي أفلام الاحياء الاموات، او الاموات الاحياء، لأن السياسة سبب لحياة الشعوب، والطفس موتهم، فيجتمعان لا يفترقان.

أمثلة عن الطفس

سؤال يدور في ذهني، ما هو الطافس؟ أو بتعبير أدق، من هم الطافسين؟ ومن أول من مارس هذه السياسة؟
كلها أسئلة تدور في ذهني منذ أول طفسة في حياتي.

– أمي هل سأذهب معكم للزيارة؟
– الأم: طبعا لا، اجلسي لا خروج لك اليوم. باللهجة العامية: انطفسي أو انكتمي أو انطمي.

– أبي عند تقديمي وجهة نظر بالنسبة للعريس المتقدم لأختي،
– الأب: لا تتدخلي فيما لايعنيك. باللهجة العامية: انطم، انخرس، انت من متى بتفهم الخ من العبارات البذيئة.

– زوجي أريد أن أخرج للمشي مع صديقتي في الحديقة.
– الزوج: طبعا لا. وباللغة العامية: اقعدي في بيتك، بدك تفضحينا!

– أبي: لا أريد الزواج من ابن عمي.
– الأب: يضرب ويشتم ويتهم الخ.

– الطفل: ماما، ماما، ماما، ماما، ولا مجيب. إلى أن يذهب صوته وهو ينادي أمه.
– الأم وبعد أن قارب الطفل على الانتحار وهو ينادي باسمها: أخفض صوتك، كم مرة قلت  لك ألا تصرخ، مع شتم وضرب وقرص للطفل.

الطفس أضحى مشهداً يومياً

مشاهد بسيطة أراها يوميا، وقد أراها في اليوم عدة مرات، وأشعر بالطفس وأشعر بالقهر. لا نستطيع أن نعبر عما في داخلنا، ونلجأ كثيرا للكذب كي لا نعرض لهذه السياسة الجارحة القاهرة.
مواقف كثيرة تغير مجرى حياتنا، تزيدنا نضوجا وعقلا، فننظر للطافسين نظرة اخرى، نظرة تزيدنا ثقة بالنفس، نظرة تحدي، نظرة اعتبار لما يحدث، تجعلني أتمنى اننا ولدنا ناضجين، واثقين، متحدين.

لا تطفسوا أحبابكم

ليتنا لم نطفس، ليتنا بقينا أبرياء، وقلوبنا بيضاء، ليت حياتي لم تتغير. أرجو ألا تطفسوا أبناءكم، ولا بناتكم، ولا زوجاتكم، ولا أمهاتكم. دعوهم يعبروا عن دواخلهم، فهو مجرد تعبير. لن يسبب تعبيرهم ولا تصرفاتهم دمارا للكون، ولا زلزالا للأرض .سيكون مجرد مشاعر ودواخل انسانية، وعلينا استقبالها بإنسانية.

فيديو مقال سياسة الطفس:

أضف تعليقك هنا