منطق الطير

(وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ ) [سورة النمل] الآية 16 

سورة النمل ومافيها من علم في إدارة الدول والحروب

تفسير استخدام كلمة (عُلِّمْنَا) في الآية 16 من سورة النمل

سليمان الملك الذي ورث من أبيه داوود الملك يقول: (علمنا) من الذي علمه ولم لم يقل علمني ربي أو علمنا الله؟
الملك سليمان هو الرب بتسنمه ملك أبيه فهو الآمر الناهي لذلك هو لا يحتاج إلى رب (صاحب نعمة عليه أن يعلمه أو ينفق عليه فالرب هو ما فوق المرء مرتبه أعلى كرب الأسرة أو رب الدولة) ولذلك قال (علمنا)

تفسير استخدام كلمة (منطق) في الآية 16 من سورة النمل

منطق ولم يقل نطق أو قول كما حصل مع هارون (يَفْقَهُوا قَوْلِي (*) [ سورة طه] الآية 28 ) هنا للقول فقه أي معرفة من لغة إلى لغة آخرى أي أن هارون كان يترجم اللغة الى موسى لاختلاف اللغتين وهكذا يكون القرآن أقر أن فهم لغة مختلفه هي فقه القول.

وما بين كلام البشر ونطق الطير لغتان مختلفتان فلو كان فهما لنطق لقال علمنا فقه قول الطير ولكن الله دقيق في اللفظ والمقصد ولم تأتي هذه الكلمة (منطق) إلا مرة واحدة في هذه الآية الشريفة اذا ما معنى المنطق والذي على الملوك معرفته من هذا المنطق ولماذا؟

المنطق هو تلك الرسائل المرمزه المشفرة بين الملوك وبين الملك ورئيس الجيش أو رئيس الاستخبارات ولأن سليمان ملك فكان لزاما أن يعلم منهم ومن الخبراء تلك الرموز وطريقة التشفير والمراسلات السرية التي كان الحمام الزاجل يحملها لتبادل المعلومات السرية ولضمان عدم معرفة ايا كان رمز تلك الشفرات فيما لو وقع الطير بيد أحد صيدا أو لأي طاريء.

فالمنطق هو تلك الرسائل السرية التي هي كلمات كتبت في ورقة خفيفة صغيرة تربط برجل الطيور لتسافر بها من بلد إلى بلد  ليعرف القادة بأمور السياسة والحروب والعلاقات ويأخذون ما صدر بها ويستلمون الأوامر والإدارة.

المفسرون للأسف لعدم إطلاعهم على التأريخ وإدارة الدول والحروب جعلوا من اللفظ اعجازي في معرفة الملك سليمان لغة الطيور الكائنة وليس لغة الطيور المحمولة من جهات مختلفة لا يعرفها الا طرفا المراسلة فقط في اتفاق مسبق بينهما.

نظرة حول جملة (وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ) في الآية الكريمة 20 من سورة النمل

(وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ) [ سورة النمل] الآية 20 

فتفقد الطير: أول ما تقع عين المسؤول بداية عمله اليومي هي الأخبار التي تأتي من مراسلات الزاجل (الطير) فتفقدها واحتاج أن يعرف منها ما خفي عليه من رئيس الاستخبارات وهو الهدهد الذي كان يضع على رأسه خوذة العسكري وهي على شكل عرف الهدهد الذي نسب الطير لاحقا بهذا المصطلح فالهدهد هو رئيس الاستخبارات في حكومة الملك سليمان وعندما رأى العرب أن طيرا يشابه عرفه تلك الخوذة التي يلبسها الهدهد العسكري سمووا الطير بالهدهد.

ولما تفقد كل الرسائل المشفرة التي حملتها الطيور بحث عن عامله رئيس استخباراته الذي هو أيضا يعرف فك الشفرات فطلب الملك سليمان هذا العامل عنده فلم يجده حيث كان في مهمه قد أخذت منه جهدا ووقتا في متابعة ملف سبا مملكة بلقيس ولما عاد قال لسليمان 

من هو الهدهد وماهي وظيفته؟

فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (*) [ سورة النمل] الآية 22 

من الذي من الممكن أن يقول للملك أنه مكث غير بعيد اي في دولة مجاورة وجئتك من سبإ بنبإ يقين أي تأكدت من المعلومات بنفسي لأن اليقين لا يمكن تيقنه إلا أن يقف المرء عليه بنفسه ويتحسس الخبر 

فالهدهد هو رئيس الاستخبارات الذي قد يعلم ما لم يعلمه الملك نفسه فهو الذي تصله كل المعلومات السرية التي يخبر بها الملك ويعد التقارير اللازمة للأمر .

الخلاصة

اذا في سورة النمل إدارة للسياسة والعمل الاستخباراتي وتراتبية العمل وإدارة العلاقات الدبلوماسية مع الدول والهيكلية الإدارية للدولة والأجهزة الدفاعية والمخابراتية فيها وليس معاجز وكرامات وهذا هو قرءان الله الذي أنزله على محمد النبي ص  هو معارف وإدارة وتبيان لكل شيء ودستور حياة وليس خرق للسنن وتفسيرات عقيمة عجز العقل عن إدراكها فكانت معاجز!

فيديو مقال منطق الطير

أضف تعليقك هنا