نظرة خاطفة

بقلم: رحمة التيس

نظرة إلى أعماق العالم

نظرت في صورة خفية غن العالم إلى تفاصيل بنائه، فرأيت كائنا بشريا في أعماق أسراره، أرنو إلى البحر و السماء فتتراءى لي الزرقة، أرنو إلى الورود فتتبعثر الرؤى بين الأحمر القاني و الأصفر الفاقع، أما إذا نظرت إلى أعماق العالم رأيت السواد لكنه سواد خفي.

إنه سواد الظلم و الاستبداد، سواد التمييز و العنصرية، سواد الفقر و الجوع، سواد الباطل و الرذيلة، سواد الكٱبة و القهر، سواد العبودية و الرق وسواد مجتمع ينظر إلى المرأة و قد انحدرت عن العالم لتمضي حياتها بعيدا، في العالم الخفي.

نظرة بعض المجتمعات إلى المرأة

أمالمرأة في مجتمعي فهي في صورة من السلبيات، المرأة لاتنتج، المرأة هب والدة الشر، هي مكروهة، هي أم المشاكل و المعضلات و الأخطاء، هي مقترفة الذنوب و السيئات حتى على وجه الظلم، ولو نجحت امرأة لزعموا أن الرجل يفوقها فاسترفقتكم فقلتم انها كاذبة و ليس لها من ذلك في شيء.
فاستهزأتم بها و سخرتم من أفكارها، المرأة في نظركم انسانا الا في حالة نجاح عند القيام بأعمال بسيطة و مملة في سبيل افتخاركم بامتثالها و خدمتها لكم، في سبيل مصلحتكم اذن.

عذرا، إنكم قبل كل شيء لم تنظروا إلى عقلها بل نظرتم إلى جسدها و حتى إن نظرتم إليه و تعلقت هي بأمل نظرة خاطفة إليه زعمتم أن ذلك العقل بات غير ضروري في نظرتكم إليها و واجهتم المرأة باحتقاركم لها. نعم ، نظرة خاطفة فقط تكفي و ذلك الشعور الطفيف يكفي أيضاً.

رسالة إلى المرأة

إني لم أطالب بالتسوية مع المرأة في جميع ميادين الحياة و إنما طالبت بتغيير نظرتكم إليها، فهذه كل مطامحها و آمالها…
ايتها المرأة، وقاك الله شرا من احدهم، كوني قوية، لا تستسلمي، تشبثي بآمالك و صارعي في معترك الحياة و الواقع الأليم، كوني عدوا للسواد الذي تعيشين فيه.

اعملي و اعلمي… كوني لنفسك أفضل شخص بأفضل عقل، افرضي شخصيتك حتى وان آلمك ذلك، ثقي بأنك يوما ما ستنتصرين و حافظي على عزيمتك… ان هؤلاء طريقهم منعرج: ضيق ومحدود،، اما أنت فانك تسبحين في الآفاق، حرري نفسك من قيودهم و انطلقي الى الحياة… “و لا تنسي أن تناضلي من أجل نظرة خاطفة”.

بقلم: رحمة التيس

 

أضف تعليقك هنا