هل تستيقظ شعوب وحكومات الشرق الأوسط من نومها لمواجهة كارثة إنسانية تدق الأبواب؟

أزمة مائية خطيرة

أرض صحراء قاحلة، جموع من البشر يبحثون عن نقطة ماء، حروب وصراعات مدمرة على المياه، زراعات خضراء تتحول إلى رماد، ذلك المشهد سيكون حال منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إذا لم تستيقظ من نومها العميق وتنتبه إلى أن هناك أزمة مائية خطيرة تدق الأبواب.

ففي الوقت الذى يواجه فيه سكان منطقة الشرق الأوسط والشمال الأفريقي كارثة على الأبواب تتمثل فى ندرة الموارد المائية والتغيرات المناخية التي من المتوقع أن تؤدي لزيادة الاحتباس الحراري، وارتفاع درجة الحرارة ونقص المياه وبالتالي أزمة غذائية تضرب شعوب المنطقة، مما سيخلف مجاعات واسعة النطاق تأتي على الأخضر واليابس فضلا عن فوضى عارمة في شتى مجالات الحياة، ذلك فى حال إن تبقى فى تلك المنطقة حياة تصلح لمعيشة الآدميين.

تخيل الحالة

عزيزى القارئ: إذا لم تكن وصلتك الصورة كاملة فسأصطحبك في جولة نتخيل فيها المشهد التالي سويا، والذي سيصبح حقيقة خلال وقت فريب: استيقظت صباحا لم تجد ماء لتغتسل، وأيضا لتتناول فطورك وتطعم أطفالك، وبالتالي لن تجد طعاما باقي اليوم، وإذا خرجت للشارع ستجد حالتك مثل حالة ملايين غيرك، إذاً سيهرع الجميع ناحية نقطة المياه لإطفاء نار عطشهم، ستتوقف مظاهر الحياة اليومية التى تعيشها الآن، وسيصبح كل همك أنت وأسرتك هو كوب الماء وقطعة خبز لتظل على قيد الحياة.

فمؤخرا حذر المعهد الدولي لإدارة المياه من أن التغيرات المناخية في منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط، ستتسبب في مزيد من الإجهاد المائي لتلك المنطقة، وقد بلغت بالفعل 61%، مما سيترتب عليه تأثيرات اجتماعية واقتصادية وسياسية، وأيضا أمنية خطيرة للغاية، وأكد المعهد أن السبب الرئيسي لهجرة 90% من سكان الشرق الأوسط هو ندرة المياه.

أما منظمة “الفاو” فقد نوهت إلى أن نقص المياه سيتسبب بخسائر اقتصادية تقدر بـ 6 إلى 14 % من الناتج المحلي الإجمالي لدول المنطقة خلال عام 2050، وهي أعلى المعدلات حول العالم.

منتدى أمواج

ولكن الصورة ليست سوداء ومظلمة لتك الدرجة، فوسط كل تلك الرياح العاتية التى تهدد مركب الحياة يطل علينا “منتدى أمواج” نهاية الشهر الحالي بمدينة “برشلونة” الإسبانية الذى سيناقش التحديات التى تواجه قطاع المياه بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ودول منطقة البحر المتوسط، كذلك سبل التعاون بين تلك الدول خلال المرحلة المقبلة لمواجهة تلك التحديات.

ويهدف المنتدى إلى الوصول لحلول إبداعية ومبتكرة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة لشعوب المنطقة، وخلق حالة من الربط التنموي بين دول شمال وجنوب المتوسط، و من المقرر أن يشارك في المنتدي مجموعة كبيرة من الصحفيين ومسؤولي المنظمات الدولية كالاتحاد من أجل المتوسط والأمم المتحدة، وبنك الاستثمار الأوروبي ومؤسسة “ريفولف” والشراكة العالمية من أجل المياه، بالإضافة إلى عدد من صناع القرار على المستويين الإقليمي والدولي.

ويأتي المنتدى في وقت بالغ الصعوبة يمر على المنطقة من تصاعد للتوترات السياسية والأزمات الاقتصادية والانسحاب الأمريكي من اتفاقية باريس للتغير المناخي، مما سيضع المنتدى أمام مسؤوليات كبرى تستوجب وضع خطة عمل مع الصحفيين وصناع القرار لمواجهة تحديات ندرة المياه، والتغيرات المناخية ونقص الطاقة خلال الفترة المقبلة.

الآمال

ويضع الكثير من الصحفيين والمتخصصين آمال عريضة على المنتدى ليضع خطط تحرك خلال الفترة المقبلة، لنشر الوعي بضرورة التعاون الإقليمي والدولي بين دول شمال وجنوب المتوسط. الأخطار التى تطرق أبواب شعوب المنطقة وتهددها الحياة فيها. فالتحدي الأكبر الذي يواجه المجتمعات الشرق أوسطية هو نشر الوعي المجتمعي، وإحلال خطاب التعاون والتنمية والتطوير محل خطاب الكراهية والصراع.

فيديو مقال هل تستيقظ شعوب وحكومات الشرق الأوسط من نومها لمواجهة كارثة إنسانية تدق الأبواب؟

أضف تعليقك هنا