الاعتراف للآخر بالتفوق

إذا أردت أن يلبي لك شخص غريب عنك رغباتك، وإذا أردت أن يبذل قصارى جهده لمساعدتك، فأنت بحاجة لأن تقول له شيئاً يجعله يشعر أنه أعلى منك منزلة وأرفع شأناً بشكل أو بآخر، فالحقيقة أن كل من تقابلهم يشعرون بأنهم أفضل منك بصورة أو بأخرى كما يقول إبراهيم الفقي بكتابه سحر الكلمة.

طرق مختلفة لتكسب الآخرين إلى صفك

اعترف للآخرين بتفوقهم

والطريق الوحيد لقلب هؤلاء هو التأكيد على ذلك الشعور وإظهار اعترافك به، فعليك مثلاً أن – تطلب النصح من أحدهم، أو أن تطلب رأيه في أمر ما أو تطلب عونه بطريقة تبرز مقدرته، وسوف يبذل كل ما في وسعه ليمد لك يد العون.

وإذا أبديت الاستعداد فحسب للاعتراف بأن الآخر متفوق عليك في جانب أو آخر وطلبت مساعدته، فسرعان ما ستكتشف أنك قد أفدت منه فوائد عظيمة بفعل هذا السلوك ويمكنك استخدام هذا السلوك ويمكنك استخدام بعض العبارات التي تساعدك على ذلك، مثلاً “هلا مددت لي يد المساعدة في هذا الأمر؟”، “هلا أفدتني ببعض من نصائحك الحكيمة؟”، إنني أعلم أنك خبير في هذا المجال، وسأكون ممتناً إذا أعطيتني بعض الإرشادات”، إن مثل هذه العبارات تساعدك على استهلال المحادثة مع الغرباء الذين تحتاج لمساعدتهم دون أن تشعر بغضاضة من ذلك، وتجعله يبذل قصارى جهده لمساعدتك.

وكل شخص يملك مميزات ومجالات يتقن ويبرع فيها، وقد يكون فعلاً أميز منك في بعض المجالات وأنت أميز منه في مجالات أخرى، وما يضيرك أن تؤكد على تميزه عليك، وترى بعد هذا الاعتراف منك بتفوقه على كل هذه المميزات من تفانيه في خدمتك، وبذله كل ما يستطيع ويعرف عن طيب نفس فقط لإرضائك، كل هذا يكون عند اعترافك بأنه متفوق عليك.

نموذج يبين أهمية الاعتراف بالتفوق للآخرين  

وأعرف مديراً لأحد الشركات فوجدت أنه محبوب جداً لدى موظفي الشركة والعملاء على حد سواء، فسألت عن سبب كاريزميته، فقال لي أحد الموظفين بأنه دائماً ما يستشير الموظفين، ويأخذ برأيهم ويشعرهم بغرورهم بعباراته السحرية التي لا تقاوم مثل “ما رأيك بالموضوع الفلاني”، أو “هلا أفدتني عن طريق خبرتك بعلاج مثل هذه المسائل ما هي أفضل الخيارات لحل مثل هذه المسائل”، وغيرها من الجمل التي تؤكد على أن الآخر متفوق عليه على الرغم من منصبه كمدير للشركة، وهو لم يكن يسرق أفكار موظفيه بل دائماً ما كان ينسب إليهم الفضل بهذه الأفكار الرائعة، وفعلاً كان الموظفون يؤدون عملهم بأحسن وجه، وكانت الشركة تحقق إنجازات رائعة في عهد توليه لإدارتها.

تعلَّمْ من الآخرين

وكما يقول جون مكسويل بكتابه الفوز مع الناس بأن: “كل شخص نقابله يمكنه أن يعلمنا شيئاً”.

وكما يقول لويس آرمسترونج بأن: “هناك بعض الناس الذين إذا لم يعرفوا، لا يمكنك أن تخبرهم”.

فإذا كنت تتعامل مع الناس ما هو توجهك الذهني بالنسبة للتعلم منهم؟

هل أنت تتوجه توجه الغطرسة فتقول إنه لا أحد يستطيع أن يعلمني أي شيء؟

أم توجه السذاجة، فتقول شخص ما يستطيع أن يعلمني كل شيء؟

أم توجه قابلية التعلم فتقول كل شخص يستطيع أن يعلمني شيئاً ما؟

وكما يقول أفلاطون بأنه “عندما يصبح التلاميذ مستعدين، سوف يظهر المعلم”.

فلكي تتعلم من الآخرين، اجعل التعلم رغبة وشغفاً، وقدر الناس، وطور العلاقات التي تنطوي على إمكانية النمو، وحدد نقاط تميز ونقاط قوة الناس.

وكما يقول رالف إيمرسون بأنني لم أقابل أبداً أي شخص لم يكن يتفوق علي في أحد الجوانب، واطرح الأسئلة.

وكما يقول جون مكسويل بأن التغيير هو دائماً الهدف من التعلم، لا يمكنك أن تحقق النمو بدون تغيير، والقادة الناجحون متعلمون، والتعلم عملية مستمرة، إنها نتيجة للانضباط الذاتي والمثابرة.

وكما يقول جوته بأنه: “لا تترك يومك يمر أبداً بدون تأمل عمل فني جميل، والاستماع لمقطوعة موسيقية رائعة، وقراءة كتاب شيق”.

وكما يقول سيدني هارس بأن الشخص الناجح يدرك أنه ما زال أمامه الكثير الذي يجب أن يتعلمه، حتى عندما يكون خبيراً في رأي الآخرين، أما الفاشل فيرغب في أن يعتبره الآخرون خبيراً، قبل أن يتعلم بما يكفي لمعرفة مدى ضآلة ما يعرفه.

أو كما يقول جون مكسويل بأن: “إحدى مفارقات الحياة أن الأشياء التي تجعلك ناجحاً في البداية نادراً ما تكون هي تلك التي تبقيك ناجحاً، فتوجه توجهاً ذهنياً بالتعلم مدى الحياة”.

وكما يقول ديف أندرسون خبير الإدارة بأن: “التكبر هو السبب الرئيسي للفشل في الإدارة”.

وكما جاء في المثل الصيني، طوبى لمن يسخرون من أنفسهم، فتسليتهم لن تنقطع أبداً، والمعرفة هي العدو الأكبر للتعلم، فاجعل أصدقاءك معلميك، وامزج متعة الحوار بفوائد التوجيه كما يقول بالتسار جراسيان، وكما يقول جون وودن بأن: “كل ما نعرفه تعلمناه من شخص آخر، فاعترف للآخر بأنه متفوق عليك إذا أردت أن تجعله يحبك”.

فيديو مقال الاعتراف للآخر بالتفوق 

أضف تعليقك هنا