التعايش قوة ذاتية

تتغاضى عن الحماقات العوجاء في الوسط المحيط، لأن أفعالك تنبع من نوايا سليمة، لا يغريك التباهي، ولا تزدري المتباهي، (كن ذاك الرجل ما استطعت، وإن لم تستطع، فلا تكن عوناً لما سيأتي).
الزمن كفيل بانكماش كل منتفش.. عجلة الحياة دورانها موجع على الفارغ.
الحياة لا تعاش بصراع دائم، لا تحيا الحياة إذا لم تُقم منكسراً، أو تلقِ بالاً لمنسيّ يفرح بالسؤال عنه.
أخبر أولئك الذين يلحقون، يتمنون، يبتهجون (أو بها جميعا) بالضرر الواقع بالغير مهما يكن. 

الحياة مسرح كبير ليس فيها مركزاً أولاً واحداً

الحياة مسرح كبير ليس فيها مركزاً أولاً واحداً أوحد، بل تحتمل منصات أولى لكل فن، أكثر من أرهقوا أنفسهم هم الذين بحثوا عن المركز الأول على مسارح لديها المركز الأول يشمل السابق واللاحق ومن وقف بالإبداع وقفة شروق شمس، تجد الحياة تحتفل بعظيم عاش قبل ألف عام وكأنه بيننا اليوم، ولا غرابة أن تنصف الحياة مبدعاً جاء متأخراً مع من تقادم، ألم يُقال لك أن: (الحياة تنصف الجميع في النهاية) والناس طبعاً لا يفعلون ذلك.

ويمكن بصورة أخرى، بحيث تكون عراباً لشيء ما، وفي مقاعد الجماهير الأولى لشيء آخر، لولا اختلاف المواهب والقدرات الذهنية واللغوية والعلمية والعملية لفقدت ميزة التنوع. 

‏التسامح وقبول المخالف والمختلف

‏التسامح وقبول المخالف والمختلف علامة فارقة من مواليد الحضارة وتقارب الأمم، في دول العالم الثالث (أشخاص العالم الثالث عشر تقريبا !) النزعة للاقتتال أقرب من التبسم؛ صار الإنسان بدائياً عداونياً، مرة يتذرع بالدين وأخرى بالعرق وثالثة بالطائفية ومرات بالعادات والأعراف وأمور لا حصر لها، ينكرون كل علامات التقارب، وركزوا على نقاط الخلاف، أجابوا نداء العنصرية، حركوا مخالب الأحقاد، الإنسان في تلك البقاع بحاجة للتدجين الإنسي حتى يعود للفطرة الإنسانية الأولى. 

أين أصبحت القوة؟

ميزان القوة لم يعد في يد القدرة على الردع (وإن كانت مطلباً أحياناً)، القوة أمست في عقل المتعايش مع كافة الأذواق النرجسية والنزعات الأنانية ودعاوى الفرقة، وفي قلب يحتوي جموع من المتوهمين. 

إن القوة اليوم أيضاً، تكمن في قلب هين لين وعقلٍ نابغ، يؤثرا الاجتماع على أن يكونا في محط الأنظار، أو البحث عن دور رئيس أو حتى رئيس في مفازة مقفرة، إن الناس هنا (ليس كلهم بالتأكيد ولكنها سمة غالبة) إذا استقوى بعضهم بعد أن قد عاش الهوان

في فترة ما، وربما لشعوره بالنقص حيناً، أو يريد ما يُكمل شخصيته عند المطالعة في المرآة بكونه شديد بأس، يقاوم بما يستطيع ومالا يستطيع كل محاولة صاعدة نحو العلا… ليقل أنا، أنا الأنانية، أنا موجود!

يستمر الصراع ولا ينقضي الدين في هذه المجتمعات.

فيديو مقال التعايش قوة ذاتية

أضف تعليقك هنا