الجن هم خواص الناس وليس مخلوقات خفية!!

بقلم: عبد الكريم باسويد

الجن والإنس صفات للناس

الجن صفة تطلق على كل متوار ومستتر عن الخلق، وعندما نقرأ في القرآن (الجن والإنس) هل يقصد بهم الله الذي نعنيهم نحن من المخلوقات الخفية؟
لا اعتقد فالقصد أنهم منكم يابني آدم وإلا لما قرنهم بكم، وقال يامعشر فالعشره تدل على التداخل والترابط، والعشرة أي أنهم اوادم متوارون عنكم وسمو جن لاجتنانهم عن ابصاركم.
فمن هم هؤلاء الجن؟

ان كانت الانس صفة للناس لي يأنسون ويؤنسون بعضهم البعض فالجن صفة للناس الذين لايأنسون ولايختلطون بالانس بالغالب وهم متوارون ومستترين عنهم في بروجهم او في خيامهم او في قلاعهم او في قصورهم او مقراتهم ماضيا وحاضرا ومستقبلا وعرفهم القرآن تعريف اخر باسم السادات والكبرء اي الرؤسا والوزرا والعلماء الذين يوطدون لهم حكمهم اي بختصار هم خواص الناس.

من هم المخلوقات الخفية؟

اما الجن اللي نعتقد انها مخلوقات خفيه هؤلاء اسمهم (الجنة) بتشديد النون ومفردها جان (وخلق الجان من مارج من نار) وجمعهم جنة كقوله تعالى: (من الجنة والناس)، وقوله: (وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا وقد علمت الجنة انهم لمحضرون)، هنا الجنة الملائكة اي ان المشركين كانوا يقولون ان الملائكة بنات الله لعنهم الله وتعالى عما يصفون كقوله تعالى: (أفأصفاكم ربكم بالبنين واتخذ من الملائكةإناثا إنكم لتقولون قولا عظيما).

والجنة اعتقد انه حي من الملائكة منهم ابليس مثلا لما يقول الله (واذ قلنا للمائكة اسجدوا الا ابليس كان من الجن ففسق عن امر ربه) لايعني انه كان جني بمفهومنا…
كان اي انه كان من (سادة وكبراء) الملائكه ففسق عن امر ربه وهذا يتسق صفة على الاية اكثر من كوننا نعتقد انه جني وقال في اية اخرى: (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين) وقال:(الا إبليس استكبر وكان من الكافرين) ولكن ابليس كجنس هو جان لانه قال: (خلقته من طين وخلقتني من نار) اما كصفة فأنه كان من كبار الملائكة ففسق عن امر ربه وتكبر ورأى انه افضل من خلق آدم.

الجن خواص بني آدم

بينما الجن هم خواص بني ادم من(السادات والكبراء) واتت صفتهم كمستترين عن العوام لاجتنناهم عنهم ..وبمفهوم اليوم هم الرؤسا,والوزراء والكبراء من العلماء الذين يوطدون اركان حكمهم بينما الموالون هم الانس الشعوب الضعفاء وهؤلا جميعهم شركاء لهولاء في الحكم كقوله: (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به)
وكما قال نوح لقومه: (إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت فأجمعوا أمركم وشركاءكم).

دلائل الآيات أن الجن خواص الناس وولاتهم

قال سبحانه: (ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم)

اي ان خواصهم  استكثروا من عوامهم كموالاه وتبع (انا كنا لكم تبعا فهل انتم مغنون عنا من عذاب الله)

وقال سبحانه: (قال ادخلوا في أمم قد خلت من قبلكم من الجن والإنس في النار كلما دخلت أمة لعنت أختها حتى إذا اداركوا فيها جميعا قالت أخراهم لأولاهم ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا ضعفا من النار).

لاحظوا انها قالت اخراهم اي الانس قالت على الجن (ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا ضعفا من النار)، وقال سبحانه: (وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا ربنا آتهم ضعفين من العذاب).

  • الآية الأولى: اتوا بصفة الجن وقالوا اوليائهم من الانس فأتهم عذابا ضعفا من النار.
  • والثانية: اتو بصفة السادات والكبرا وقالوا اوليائهم فأتهم  ضعفين من العذاب.

حتى العذاب في الايتين يتساوى وصفه، (عذابا+ ضعفا من النار=ضعفين من العذاب).

وقال الله تعالى: (يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا لولا انتم لكنا مؤمنين, قال الذين استكبروا للذين استضعفوا نحنا صددناكم على الهدى اذ جائكم بل كنتم مجرمين ,قال الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل والنهار اذ تأمروننا ان نكفر بالله ونجعل له اندادا).

قال الطبري: كانوا أتباعًا لرؤسائهم في الضلالة (لِلَّذِينّ اسْتَكْبَرُوا) فيها، فكانوا لهم رؤساء بقولهم بل كنتم تمكرون بنا ليلا ونهارا ، وتغرونا وتمنونا ، وتخبرونا أنا على هدى وأنا على شيء ، فإذا جميع ذلك باطل وكذب إذ تُحَسِّنون لنا الكفر, وتدعوننا إليه, وتقولون: إنه الحق, وتقدحون في الحق وتهجنونه, وتزعمون أنه الباطل، فما زال مكركم بنا, وكيدكم إيانا, حتى أغويتمونا وفتنتمونا.

وقال الله سبحانه: (قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا)، وقال موسى عليه السلام: (رب بما انعمت علي فلن اكون ظهيرا للمجرمين)، وايات محاججتهم ومخاصمتهم عند بارئهم كثيرة.

الرسل لمعشر واحد

1ـ قال الله: (يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا).
2ـ وقال سبحانه: (يا بني آدم إما يأتينكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي).

  • في الاية الاولى قال منكم اي ان الجن من نفس جنس الانس
  • وفي الايه الثانيه قال اما يأتينكم رسل منكم يوحى ان الخطاب لفئتين من بني آدم ,الجن والانس.

علما ان الرسل من الانس وليس من الجن وحجة المفسرون في ذالك انه مثل مايقول الله: (يخرج منهما الؤلؤ والمرجان) فاللؤلؤ والمرجان يخرج من الماء الاجاج ولايخرج من العذب انما ضمهم جميعا ,كذا ضم الجن للانس بالرسل، ولكن ذالك لايتسق فقد قال الله في اية اخرى: (قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا) اي يوحي من خلال الاية ان الله لايرسل الا من جنس المرسل اليهم,ان لم يكونوا الجن والانس من جنس واحد.

الإنس يلوذون ويعتصمون بالجن

قال تعالى: (وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا) كلمة رجال من ترجل الرجل برجله بحد ذاتها تعود على بني ادم من الذكور، ويلوذون يعني يلجؤون ويعتصمون اليهم وغالبا هذا ينطبق على الامم والشعوب التي تلوذ وتعتصم بساداتها وكبرائها وتواليها في احكامها ومن ثم يرهقونهم سادتهم بطغيانهم!

انظروا الملائكة ماذا تقول: (قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن)، قال عدي بن حاتم ولكنا لانعبدهم يارسول الله يقصد (الرهبان والاحبار) من خواصهم قال الرسول صلى الله عليه وسلم: أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ويحلون ما حرم الله فتحلونه؟ قال: بلى! قال: فتلك عبادتهم.

الجن والإنس صفة لبني آدم

بحد ذاته قوله: (يامعشر الجن والانس) فالمعشر يدل على تكتل واحد والفارق ان هؤلا تبع لهؤلا وهؤلاء لايتخالطون بهؤلا فالعشيره فيها ابناء العشيره من الانس وفيها السادات والكبرا الذين يتوارون ولايخالطون ابناء العشيرة الا نادرا.

قال البراء ابن مالك:ولكننا سنحاربهم انسهم وجنهم، كيف يحاربالبراء جنهم ان لم تكن صفة لخواصهم !!

والله اعلم ان الجن والانس صفة لبني ادم وقد يدخل في صفة الجن كل من توارى عن الخلق من (الجنة) من باب (ان ابليس كان من الجن ففسق عن امر ربه)

الشيطان صفة

الشيطان ايضا صفة لكل مؤذي وضار وضال وصفة الشيطان تنطبق على ابليس وذريته وتنطبق على شياطين بني ادم من الانس والجن كقوله سبحانه: (وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون).

في الاية يوحى ان الشياطين من خواص بني ادم  من السادات والكبرا ومن عوامهم من الانس الموالين لهم يوحون لبعضهم بعض زخرف القول غرورا كقوله سبحانه: (إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا).

اي مجرمين عتاة عن الحق كقوله: (وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين وكفى بربك هاديا ونصيرا).

نفر من الجن

بالنسبه لنفر الجن الي في سورة الاحقاف هم نفر كهنه من خواص اليهود سمعوا القرآن فآمنوا وذهبوا الى قومهم منذرين من باب قولهم (قالوا ياقومنا انا سمعنا كتابا انزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم، ياقومنا اجيبوا داعي الله).

بالنسبه للجن الي في سورة الجن -والله اعلم- انهم نفر من كهنة خواص المسيحيين فقد ذكروا وقالوا: (وانه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا)، أما قولهم: (انا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا) اي تلمسنا خبر السماء.

فهؤلا الكهنه المسيحيين كانوا يتعاملون مع الجنة قبل البعثه وكانت الجنة تسمع اخبار السماء فتأتيهم بها، ومن ثم بعد البعثة تسكرت ابواب السماء، فاتوا الجنة الى كهنتهم فاخبروهم ان ابواب السماء اقفلت، وانهم يرمون بشهب فاخبروهم كهنتهم انه لاشك حدث امر عظيم على الارض اذهبوا وتقصوا ماذا حدث فذهبوا فاتوا لهم بخبر ان النبي صلى الله عليه وسلم انه بعث فذهبوا الكهنة يستقصون خبره فوجدوه يقرا القرآن فقالوا (انا سمعنا قرانا عجبا يهدي الى الرشد فامنا به وانا لن نشرك بربنا احدا).

والقصه مذكوره في السيره ولكن اساسها ان الجنة من آمنوا وقد يكونون الجنة ولكن لان الجن صفة في القرآن لبني ادم فاعتقد العكس، والله اعلم.

إن أصبت فمن الله، وإن أخطئت فمن نفسي.

بقلم: عبد الكريم باسويد

 

أضف تعليقك هنا