المنظومة الأخلاقية العالمية والإسلام

مع تنامي وتضخم وتزايد المفاهيم والقيم والمعاهدات والمواثيق الأخلاقية الإنسانية العالمية بين الجنس البشري، والذي تعدى إلى العلاقات بينه وبين الحيوان والنبات والبيئة، وسن القوانين المتوافق عليها دوليا لاحترام هذه القيم والمثل، بل ويسن العقاب الرادع لمن يخترق تلك المواثيق.

يواجه الإسلام المفهوم والذي يقدمه مفسروه مأزقا ضخما جدا في تقديم مشروعه الذي يدعي مقدموه أنه نظام صالح لكل زمكان، هذا المأزق يضطر المدافعين للوقوع في حفرة عميقة سحيقة مع أول مواجهة بالقيم التي يقولون عنها اسلامية وبين تلك العهود الإنسانية.

المخالفة الصريحة لما يدعونا إليه إسلامنا وتقديمه للعالم بصورة خاطئة

ففي الحين الذي تقول القيم الانسانية بوجوب الصدق والعدل والمساواة وعدالة توزيع الثروة وحكم الأمة على نفسها وعدم الاعتداء على أي نفس كانت إنسان أم حيوان أم نبات أم فطر أو بكتيريا حتى،  وإفشاء التصالح النفسي والسلام مع النفس ومع الكون والارتقاء بجودة الحياة وتوفير الرفاه والسعادة، نقدم مشروعنا الإسلامي فيه حلية العبودية ووطء الإماء بل ومخالفة صريحة بما يدعونا به إسلامنا.

التضاد بين مايأمرنا به الإسلام وبين مانتصرفه من أفعال

وادعائنا أن ديننا دين التسامح والمحبة في إرغام المشرك على الدخول في الاسلام بالسيف أو دفع الجزية أو القتل والكافر على الإسلام أو القتل واسترقاق نساءهم وأطفالهم بعد القتل والسفك، كما ونقتل كل من يخرج من دينه ويلتحق بالاسلام ثم إذا ما فكر بالرجوع لدينه قطعنا عنقه.

والأدهى والأمر هو تضاد المنظومة الأخلاقية في التعامل مع أهلنا في ضرب الزوجات والأطفال لتأديبهم ومع الآخر في عدم الابتسام في وجهه والتجهم له ومضايقته في الطرق وغيبته والوقيعة فيه ولعنه وسبه والاكثار من القدح فيه، وإن دخلت بيته ووجدت لديه ما تعتقد أنها أدوات لهو عنده فكسرها في اعتداء سافر صارخ على ممتلكات الغير بل حلية السرقة لما أطلق عليه مجهول المالك أو أملاك الدولة الغير عادلة، والطامة الكبرى هي البذاءة والسلوك المشين وحليته إن كان مزاحا.

الإسلام بريء من الصورة القبيحة التي يقدموه بها أصحاب الفهم الخاطئ

أي دين يبيح القتل والانتهاك والسلب والغنائم من الحروب ووطء النساء المسبيات دون حق أو إذن والسرقة والغيبة والتفسيق والبهتان والكذب على الآخر المخالف بل البذاءة والسفالة في المزح!

هل سنصمد أمام جبل القيم والأخلاق الفاضلة التي تفشيها المنظومة الدولية مقابل كل هذا العته من الفهم للدين بشكل غير لائق ولا حتى إنساني؟

الحل لنستطيع الصمود أمام المنظومة البشرية

بكل الشكل القبيح الذي نقدم أنفسنا الآن به للعالم لا نستطيع الصمود ولا التضاد ولا الندية كدين اسلامي نقول عنه دين تسامح ونقدم عكس ذلك أمام المنظومة البشرية.

نحن في معضلة عقلية فهمية صخمة وعلينا مراجعة مفاهيمنا للشريعة ووعي مقاصدها الواضحة في كتاب الله وليس في التراث والروايات حتى نستطبع الصمود والحوار مع تلك القيم الانسانية وإلا فسنفتضح أننا من أكثر الأمم والديانات خطرا على البشرية الآنية على الأقل.

فيديو مقال المنظومة الأخلاقية العالمية والإسلام

أضف تعليقك هنا

علي البحراني

علي البحراني