حب السعادة!

رحلة البحث عن السعادة الحقيقية

نفعل ما نريد ولم نكن لنريد مانفعل فى أغلب الأحيان، ولا نسعد بما عندنا ونتمنى ماليس لنا، ونشقى بما لم يكن لنا، لنعلم أن السعادة قد قدرت بما قدر لنا حتى ولو كانت على غير هوانا، فالمهم أن نرضى لنسعد. نرى كثيراً السعادة فى عيون غيرنا ولا نعلم هل هي حقيقة أم زيف؟ وهل حقاً تغلبوا على ما يؤلمهم واستطاعوا أن يقاتلوا فى دنيا مليئة بالتحديات وينتصروا عليها؟ أم تبلدت مشاعرهم لدرجة اللامبالاة المتناهية؟

في رحلة البحث عن السعادة الحقيقية نواجه الكثير من المفاهيم التى يجب أن ترشدنا إلى الطريق السليم، منها السعادة هي أن تتخلص مما يؤذيك بكامل إرادتك، وأيضا الفرحه الحقيقية برحلة الحياة لتصل إلى مايرضيك الله به.

هل يتغير مفهومنا عن الحب والسعادة؟!

ومن هنا لماذا نشكو عندما تمر علينا التجارب المؤلمة؟ هل بسبب ضعفنا أم بسب عدم اكتمال نضج مشاعرنا في تلك المرحلة ومرورنا بتجارب مماثلة سابقاَ، هنا يأتي دور النضج العقلي المؤثر على مشاعرنا فما كان يؤلمنا في السابق لم يعد كذلك وما كنا نكرهه أصبحنا نتقبله حتى ولو لم نعد نشعر معه بالراحة.

للأسف تتغير مفاهيمنا عن الحب والسعادة وطعم مشاعرنا التي نعيش بها، فالكره والحب أصبحا مجرد صورة أو منشور على مواقع التواصل الاجتماعي وكذلك الحزن والفرح أصبحا مجرد حالة على برامج الدردشة، وعزاؤنا مجرد مكالمة أو رساله ولا عزاء لمن لا يتواصل على الميديا.

ولأنك ترى الكون بما هو قائم بداخلك فإن كان فرحاً وسعادةً فالأرض والسماوات لن يسعوك، وإن كان حزنا فغم الكون لن يكفيك لهذا لا تشغل بالك بتصرفات ومشاكل الغير المحولين لحالتك المزاجية، فسعادتك لنفسك وحزنك من نفسك فالحزن سيزيد من اللون الأبيض فوق رأسك وتجاعيد وجهك من غير تخفيف لألمك، اربط سعادتك وفرحك بما هو أرقى وأسمى؛ بالصلاة بالقرأن و بحب الخير للغير دون شرط أو قيد، حي على الفلاح دائماً كفيل بأن يجعل حياتك كلها سرورا.

اربط سعادتك بما هو أرقى وأسمى

هنا يجب أن نتحدث عن قصة حب يجب أن نتذكرها حينما نتوه عن أنفسنا وتحطمنا أحلامنا، حينما ترهقنا الآلام و نضل طريقنا لنفقد بها كل ذكرياتنا الجميلة، حب مجرد ومنزه عن الشرك والحزن والشك؛ حب رب العالمين سبحانه لعبده ورسوله محمد  ـ صلى الله عليه وسلم ـ عندما أصبح الحزن فى حياته ـصلى الله عليه وسلم ـ عام بأكمله وليس يوماً أو شهراً وذلك لفراق أكرم الخلق خير المعين وأيضاً خير من سانده في رحلة حياة أمة بأكملها ـ العم والزوج فى عام واحد ـ حيث كانا مصدرين مهمين من مصادر القوة والدعم الروحي لإتمام رسالة رب العالمين، عندها أراد رب العالمين أن يفرج الكرب ويزيل الهم عن قلب عبده وحبيبه فأهداه رحلة الإسراء والمعراج التي أضاءت التاريخ الكوني علماً ومعرفة وانكشف بعدها ماهو خير وأبقى.

يعلمنا الله بالألم فى أقسى الظروف ما لا يمكن أن نتعلم بغيره لنرجوه لهذا قال سبحانه وتعالى: (إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون )، ويعلمنا بالكره مالا يمكن أن نتعلمه بغيره وهو الخير ولكننا لا نتخيل ولا ندرك ذلك فى وقته لذا قال سبحانه وتعالى: (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ )، فصبر كصبر يعقوب على كل ما يمر بنا من آلام وأسى وحزن لهو الأجمل فقال عز وجل (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ).

فيديو مقال حب السعادة!

أضف تعليقك هنا