علامة تجاريَّة وُلِدَت لكي تبقى

قبل البَدْء بالحديث عن خطوات إنشاء علامة تجاريَّة مُتَمَيِّزَة علينا التَّأكِيد على أمرٍ جوهريّ يلزم وجوده في بداية أيّ مشروع أو تنفيذ أيّ فكرة، ألا وهو “الإيمان”؛ الإيمان بذاتك وبفكرتك، وبالمشروع الذي أنت مُقْبِل عليه؛ فامتلاكك للأفكار وكلّ مُتَطَلَّبَات العمل لن يفيدك دون إيمانك بنفسك وثقتك بذاتك، فإذا امتلكت هذه المفاتيح مع التَّحَلِّي بالإرادة والعزيمة؛ فإنَّ الظروف كلها ستعينك على الوصول إلى ما تريد، وستُتَرجم أفكارك على أرض الواقع، فلا تنظر للمشروع على أنه جماد أو لعبة، انظر إليه على أنه تحدٍّ لذاتك، اختبار لإيمانك بأفكارك، وإلى أيِّ مدًى أنت قادِر على العطاء؛ فالمشروع ما هو إلَّا ترجمة لأفكار في مخيلتك.

والآن ما هي خطوات إنشاء العلامة التجاريَّة الناجحة؟

نجاح العلامة يَتَمَثَّل في قُدرتها الكبيرة على تكوين انطباع مُمَيَّز لدى الجمهور عند سماعها أو رؤيتها، ولا بُدَّ أن تكون جذَّابَة ومُؤَثِّرَة في الجمهور، فوضع لمسات من الفنّ والإبداع ليس سهلاً، لكنه ليس مستحيلاً؛ وفيما يلي بعض الخطوات المساعدة في الوصول إلى علامة تجاريَّة مُتَمَيِّزة:

الخطوة الأولى؛ تكوين رسالة وشكل مُمَيَّز: في هذه الخطوة من الأفضل دراسة سيكولوجيَّة العملاء أو الشريحة المستهدَفَة لجَعْلِ التصميم جذَّاباً وعصريّاً يستطيع إيصال الرسالة من خلاله، وينبغي دراسة تداخل الألوان بدِقَّةٍ؛ لِمَا لها من تأثير على الحالة النفسيَّة للعملاء؛ فالهدف بداية تكوين انطباع أَوَّلِيّ عند الجمهور.

الخطوة الثانية؛ التفرُّد: ونعني بذلك التركيز على ما يُميِّزنا؛ إمَّا من خلال تقديم مُنْتَجٍ فريدٍ من نوعه بالنسبة للشركات، أو تقديم مُنْتَجٍ موجودٍ لكن سيتِمُّ طَرْحُهُ بطريقةٍ مختلفةٍ وروحٍ جديدةٍ، فمن الأفضل هنا جعل ذلك هو الهُوِيَّة الأساسيَّة، فالتَّمَيُّز مثلاً قد يكون بِطَرْحِ مُنْتَج يُلَبِّي الحاجات الحاليَّة، أو يُحَقِّق الجودة أكثر من المُنْتَج المنافس، أو يُخَفِّض السِّعْر.

الخطوة الثالثة؛ القيمة المضافة في سوق الأعمال: كثيرةٌ هي المنتجات الجديدة التي تدخل الأسواق  كل يوم، ولذلك فإن دخول علامة تجاريَّة جديدة لن يكون بالأمر السهل، وكذا فإن تغيير عادات المستهلكين من خلال تطوير مُنْتَجٍ موجودٍ أيضاً لم يَعُدْ سهلاً، لذلك على الشركات اليوم أخذ القيمة المضافة بعين الاعتبار، أيْ أن تكون هناك إضافة مؤكَّدَة في حال اقتنائك لهذا المُنْتَج مثلاً: طرح منتجات جديدة في السوق صديقة للبيئة، وهذا أمرٌ فريدٌ، وخاصَّة في عالم تزداد فيه نسبة التلوث يوميّاً.

الخطوة الرَّابعة؛ الاهتمام بالتفاصيل: لا شك أنّ شكل المُنْتَج وتصميمه المُمَيَّز، والألوان الجذَّابَة تلعب درواً مهمّاً في المُنْتَج، لكنَّ التركيز على المضمون أمر جوهريّ لا ينبغي إنكاره؛ فالجودة والسِّعر، والخدمة المُقَدَّمَة تُشَكِّل باقةً مُمَيَّزة تستقطب العملاء؛ فارتياح العميل للمُنْتَج ضروريّ جدّاً لكسبه.

الخطوة الخامسة؛ اختيار طريقة تغليف المُنْتَج وبيعه: هناك العديد من الدراسات والأبحاث تشير إلى مدى تأثير شكل المُنْتَج على قرارات العملاء؛ فهناك 52%من العملاء يُغَيِّرُون قرارهم في شراء المُنْتَجات حسب شكلها وطريقة تغليفها، وإنَّ 90% يستخدمون الأشياء التي تُقَدَّم فيها المُنْتَجات، وقاموا بعمل تجارب أثبتت أنَّ تغيير طريقة تقديم المُنْتَج أدَّتْ إلى زيادة نسبة المبيعات 30% عن المُعَدَّل الطبيعيّ، لذلك اهتم بطريقة تغليف وبيع مُنْتَجك.

الخطوة السادسة؛ الانتشار في كلّ الأماكن: لما له من تأثير في نجاح العلامة التجاريَّة وثقة الناس بها، وزيادة فُرَص المبيعات والبقاء لمدة أطول في ذهن العميل، فنحن اليوم نرى العديد من العلامات التجاريَّة وأقواها موجودة في جميع أنحاء العالم، ولو كانت العلامة التجاريَّة مشهورة إلَّا أن هذا لا يمنعها من تكثيف الإعلانات عبر وسائل التَّوَاصُل الاجتماعيّ، وعلى الوسائل المرئيَّة والمقروءة والمسموعة.

الخطوة السابعة؛ دراسة تفضيلات العملاء: فقبل طَرْح أي فكرة في السوق يجب أن تقوم بدراسة جدوى للسوق، وللشريحة المستهدَفَة، وأنْ يَتِمَّ سؤال الجمهور عن تجاربهم وتفضيلاتهم، فهم الأهمّ لدى الشركة، ومن الضروري بمكان عَرْض نسخة تجريبيَّة من العلامة، وأخذ آراء العملاء، فهذا يُشْعِرُهم وكأنهم جزءٌ من مشروعك مما يُكْسِبُك ولاءهم.

وجود علامات تجارية للمنتجات أمر مهم في عصرنا الحالي

إنَّ بناء علامة تجاريَّة ناجحة سِمَةٌ مُمَيَّزةٌ لأيِّ مشروع يرغب بالنجاح والتَّمَيُّز، وأن يحظى بثقة الجمهور، فنحن اليوم في عالَمٍ مُتَغَيِّر ليس من السهل جعل العملاء يحفظون علامتك، ولكن ليس ذلك بالأمر المستحيل، وفي وقفة مع بعض الأسماء الكبيرة في عالم الأعمال على سبيل المثال: عند ذكر مشروب الطاقة نستحضر “ريد بول”، وعند اتِّخاذ قرار بشراء هاتف رمز الرفاهية والأناقة حتما سنذكر “أبل”، وبالتالي فالعلامة التجاريَّة ستمثِّلك، فهي رسالة إلى الجميع، تشرح ما بداخلك، مع التركيز على الصورة الفريدة والبسيطة، وأمامنا أمثلة كثيرة للعلامات التجاريَّة المشهورة لبعض الشركات في الحقيقة ليست بذلك الجمال والإبهار، بل بسيطة، بعضها يُعَبِّر عن حرف كبير، وبشكل معين، ولكنها ناجحة جدًّا لكونها تُعَبِّر عن المُنْتَج الذي تُمَثِّلُه.

كيف تروّج لمنتجاتك بشكل فعال وناجح؟ 

نعيش اليوم في عالم يَتَّسِم بالحداثة والتطور، وعلينا الاستفادة بشكل كامل من شبكات التواصل الاجتماعيّ والمِنَصَّات الإلكترونيَّة، وكل الأدوات التي تكسر الحواجز وتَمنح فرصةً أكبر للتواصل مع العملاء، وبالتَّالي سرعة الحصول على ردّ الفعل تجاه المنتج.

ومن أجل تكوين اسم وعلامة تجاريَّة تستحق المتابعة؛ عليك بالتسويق، فالتسويق مفتاح لنجاح الأفكار، فهناك آلاف الأفكار لم تظهر إلى العلن لغياب التسويق الجَيِّد لها، والكثير من الأفكار لم تَنْجَح لفشل سياسة التسويق، لذلك عليك بالتسويق لواقع مُنْتَجك بأفكار مبتكَرَة، فقط اقطع على نفسك وعداً مُوَجَّهاً إلى عملائك، والتزم بتنفيذ هذا الوعد، ودع عملائك يرون فيك مثالاً حيّاً لتحقيق قِيَمك والتزاماتك؛ من خلال شعارك ورسالتك، والتَّأكيد دوماً على أنَّ المضمون والمظهر صندوق متكامل لا ينجح جزء دون الآخر.

فيديو مقال علامة تجاريَّة وُلِدَت لكي تبقى

أضف تعليقك هنا