لا تلوموا العربية!

بقلم: ريما الغضبان

مأساة شعوبنا

خانتهم الحياة، خانتهم الظروف، خانتهم الحروب، خانهم الفقر، وخانتهم الشعوب. هي قصةُ شعوبٍ عربية يائسة، شعوبٍ منهكة، واجتماعاتٌ تعقد دون أن يُحرك قادتها ساكن.

لم يكن يأتي لمخيلتهم أن الزمن سيدور يوماً، وما كانوا يشاهدون من مأساة شعوبٍ على شاشات التلفزة ستحلُ بهم يومأ. حلَ بهم الدمار، باتوا يُقتلون في كل ثانية، ينتظرون موتهم المحتم، أو اللجوء إلى دولٍ لعلًهم يلقون الأمان الذي يبحثون عنه، لكنهم لم يجدوا سوى الذل والإهانة وتمني العودة إلى الحرب لعلَها أرحم.

من أين نبدأ الكلام بعد أن عجز اللسان، أمام أمةٍ كانت مثال الشرف والإنسانية. وأصبحت لا تعرف من الإنسانية شيْئاً، سوى القلائل منهم. نحن لا نقصدُ الشعوب بل زعماء نصبوا أنفسهم وجعلونا نشعر بالخزي والعار. لم نعد نعرف العدو من الصديق، بتنا نقتُل بعضنا الآخر تحت شعاراتهم. يتمنا الأطفال، شردنا الناس، جعلنا الأمان حلمهم الأول، ناموا جياعا، في الشوارع تائهين، لعلًهم يجدون إنسانا.

هذا ما فعله بنا زعماء العار

هل نبدأ من العراق، إلى سوريا، فاليمن وإلى ما لا نهاية. فهم اليوم ونحن غدا، أو ما بعد غد. وهذا ليس سوى محصول ما زرعه زعماء هم للعار عنوان. يصارعون بعضهم بعضاً وراء شاشة التلفاز وهم تحت الهواء أحباب. لم نعد ندري من العدو علمأ اننا في الطفولة لم يرسخ في عقولنا سوى عدو واحد، عدو الأمة العربية هو الكيان الصهيوني الذي كان علينا القضاء عليه ولكن كانت حجة الزعماء لا نستطيع ” لا نستطيع فنحن لا نملك العتاد الكافي لمحاربة العدو”.

ولكن بعد أعوام، عم الخراب هذه الدول العربية. ومرت الأيام والسنون على حروب هذه الدول وما من نهاية تلوح بالأفق. ويبقى السؤال أما كانت هذه الأسلحة كفيلة بتحرير فلسطين؟ بأي ذنبٍ تشوهت صورة العربية؟ بأي ذنبٍ سُجنت العربية ضمن أسوار الذل والقتل والدمار؟ هم من شوهوا العربية من وراء الكواليس، يصفقون للإجرام من تحت الطاولة ويهاجمونه وراء الشاشات يهتفون للسلام وهم للجرم عنوان. ” بيقتلوا القتيل وبيمشو بجنازتو”. لا تلوموا العربية بل لوموا أمة عربية قادتها نيام في سبات عميق لا ندري متى يستفيقون منه؟ فالعربية هي ما خلدها التاريخ وليست ما يكتبه هؤلاء اليوم بالدم.

بقلم: ريما الغضبان

 

أضف تعليقك هنا