عزائي فيك…… أنت

أبي

اشتاقت نفسي للذي منحها بعد ربي الحياة

اشتاقت نفسي لأبي الذي وراه الثرى عن الحياة

اشتاقت نفسي للذي كان لي غاية ومبتغاه

اشتاقت نفسي إلى مرشدي وهداي عندما تضيع من قدمي الخطاة

اشتاقت نفسي إلى سماع وقع كلماتك وأنت تقول اتركيها لله

اشتاقت نفسي إلى المنارة الفكرية التي طمحت’ أن تثني علي حين أغرد حولها دون محاباة

اشتاقت نفسي إلى تسبيحك بمدحي بعد أن يضنيني فكرآ ومناجاة

اشتاقت نفسي لنظراتك الغامرة بالحب وأنت تقول أنتِ أم أبيها ومناه

اشتاقت نفسي إلى حضنك الذي ارتمي فيه فينسيني مآلات الحياة

اشتاقت نفسي إلى سكب همومي بين ذراعيك وصوتك الحنون تقول: ابنتي لا تكسرها أزمة وإنما هي كبوة

اشتاقت نفسي إلى الحديث معك واثرائك برؤى وفكر البساطة فحواه

اشتاقت نفسي للذي كان يبدد شكوتي حلولاً منتقاة

اشتاقت نفسي إلى العودة بك للحياة فبعدك لم تعد الحياة حياة وإنما هي جثة منية تطوق إلى رؤياك بالوفاة

فوداعاً أبي فقد ترك فراقك جرحآ وألمآ لم يضمد أنينه إلا الملاقاة

وداعاً يا من نزع روحي من جسدي ثرى الموارة

وداعاً يا من أذقنا سعادة الأيام 

وداعاً يا من وضع لنا لبنة الأحلام

وداعاً يا من آثر لنفسه الجهد لكي يصنع لنا جنة حقة خالية من الأوهام

وداعاً يا من تحل ذكراه الأولى التي هي ليست ذكرى لأنك ما زلت لنا وجوداً نأبى ألا ننساه

وداعاً يا من عزائي فيه أنت فبعدك كل الوجوه عندي تلاشت وصغرت الجباة

فيديو مقال عزائي فيك…… أنت

أضف تعليقك هنا

د.فاتن سعيد

دكتورة في الفلسفة اليونانية