معهد الفضاء المدني و مساق آليات التواصل و الإتصال

عرف المغرب منذ اعتلاء العاهل المغربي لكرسي العرش دينامية مهمة على عدة مستويات: اجتماعية، اقتصادية و سياسية تكللت، ابان ما سمي بالربيع العربي، بالخطاب الملكي الذي دعا فيه الملك محمد السادس لمراجعة دستورية شاملة.

بعض المبادئ العامة التي صيغت على أساسها الوثيقة الدستورية في المغرب

و في هذا الصدد تم إقرار مجموعة من المبادئ العامة التي صيغت على أساسها الوثيقة الدستورية لعل أهمها، على سبيل المثال لا الحصر:

  • مبدأ التفريع (الأقرب إلى المشكل الأجدر بإيجاد الحل: و بالتالي تعدد مستويات اتخاد القرار و نهاية عهد الدولة المركزية –الإرث اليعقوبي).
  • العدالة و التضامن بين الجهات و الوحدات الترابية، الديمقراطية التشاركية (انتهاء التفويض المطلق لممثلي الأمة من خلال الانتخابات و بروز آليات جديدة لتدبير الشأن العام من خلال العرائض –الفصل 136 و 139 من الدستور- و الملتمسات في التشريع –الفصول 13-14-15 من دستور 2011).

الدورة التي أقامها معهد الفضاء المدني

الهدف من الدورة

من هذا المنطلق قام معهد الفضاء المدني بدورة تكوينية عن بعد بهدف المساهمة من موقعه في تأطير و تكوين نشطاء من المجتمع المدني باختلاف انتمائهم، مجالات اشتغالهم و جنسياتهم حيث تم التركيز بالأساس على سبل تفعيل آليات الديمقراطية التشاركية و التواصل الفعال للمجتمع المدني في تنزيل السياسات العمومية و تدبير الشأن العام. و قد شارك في المنتدى مجموعة ممثلي و ممثلات منظمات المجتمع المدني من مختلف الاعمار و مختلف البلدان العربية من بينها المغرب.

بعض الآراء والنقاشات التي طرحت

وقد شهد الملتقى تقاسم اراء قيمة مستوحاة من التجارب الميدانية للمشاركين في العمل الجمعوي، تم اغناءه بفتح نقاش واسع اتضح من خلاله مدى الوعي بأهمية اختيار اهم الاليات للتواصل كممثلي المجتمع المدني مع مختلف الفاعلين المؤسساتيين والفئات المستهدفة كالمواطنات والمواطنين و/أو الفاعلين الاقتصاديين.

على ماذا ركز المشاركون؟

و قد ركز المشاركون على الارتقاء بالأدوار المنوطة بهيئات المجتمع المدني باعتبارها قوة اقتراحية، من جهة، و جماعة ضاغطة خبيرة، من جهة أخرى. من هذا المنطلق تم التركيز على تملك مجموعة من الوسائل والاليات التي تمكنه من لعب دوره في مسلسل البناء المشترك بعيدا عن الجدال الغوغائي المفضي إلى الصراع والقطبية.

أهم الآليات التي يجب على كل فرد إتقانها خصوصا نشطاء المجتمع المدني

من بين اهم الاليات التي يجب على كل فرد إتقانها خصوصا نشطاء المجتمع المدني باعتبارهم  وسيط وباعتبار دورهم المهم في تقييم السياسات العمومية بشكل علمي باستعمال التكنولوجيا الحديثة, و شكل حضاري, وديمقراطي.

أولاً:فن المناظرة

التمكن من تقنيات فن المناظرة التي تتجلى في اكتساب الثقة بالنفس, معرفة الخصم بشكل جيد خصوصا نقط ضعفه لمواجهته بنصوص حجاجية قوية لا قناع الجمهور و ذلك بشكل سلس مرح و ليس استفزازي و خير مثال على ذلك المناظرة السياسية بين اوباما ورومني  اثناء حملتهم الانتخابية و قصة سيدنا ابراهيم مع النمرود.

ثانياً:مهارة التفاوض

اكتساب مهارة التفاوض من اجل الوصول للهدف الاسمى و الذي اعتبره برناردشو كفن تقسيم الكعكة ينصرف بعدها كل من الحضور معتقدا  انه حصل علي الجزء الاكبر, وهذه المقولة لها معنى و احد الى و هو اننا في بعض الاحيان نضطر للتنازل بعض الشي من اجل الوصول للهدف الاسمى للقضية  قيد التفاوض ايمانا منا ان التفاوض من اجل الهدنة او ما يرضي الطرفين بطريقة ذكية و خير مثال على ذلك الحوار الاجتماعي بين النقابات الممثلة وطنيا و ممثلي المجتمع المدني مع  الجهاز الحكومي.

ثالثاً:الحوار

يعتبر الحوار من بين أهم دعائم الديمقراطية في العالم حيث تم التوافق انه الية من اليات التواصل الفعال التي تعطي الفرد, الحكومة, او حتى الدول فيما بينها  فرصة قيمة لمعرفة الاخر, اهدافه او طريقة تفكيره  بشكل يمكننا من الوصول الى الحل . فالحوار لا يعني الاتفاق لكن  على الاقل يتم اكتشاف ما لا يمكن رؤيته بشكل افقي لتفادي ما وقع بالعراق و افغانستان حيت تم اعتماد اسلوب التدخل الامني و الذي كانت له اثار و خيمة على الافراد و المجتمعات.

باعتماد هذه الاليات نكون قد حققنا واحد من اهداف التنمية الا و هو التواصل و عملنا على تقوية دعائم الديمقراطية المواطنة التي يشارك فيها جميع مكونات المجتمع المدني من اجل تنمية مستدامة للمجتمعات اي كان نوعها.

فيديو مقال معهد الفضاء المدني و مساق آليات التواصل و الإتصال

أضف تعليقك هنا