صناعة النخب إشكالية تؤرق المشهد السياسي في المغرب #المغرب

اشكالية النخبة السياسية

تعد نظرية النخبة السياسية من أهم الإشكالات التي اهتم بها فلاسفة علم الاجتماع السياسي، وبالرغم من اختلاف تعريفات هذا المفهوم باختلاف الرؤى والزوايا، إلا أن جل النظريات السوسيولوجية تجمع على أن “النخبة” هم مجموعة من الأشخاص الفاعلين والأكثر نقاشا ومعرفة، لما يتمتعون به من قوة وقدرة في التأثير على المجتمع بشكل ايجابي وحضاري.

الساحة السياسية في المغرب

في المغرب عموما تعرف الساحة السياسية غياب حقيقي لمفهوم النخبة الحقيقية والتي لها تأثير واقعي وايجابي على الدينامية السياسية مما عاد بالسلبية على المنتوج السياسي أيضا، فالنخب السياسية تمر من فترة فراغ وفجوة كبيرة في التعامل بين السياسي والمواطن، ناهيك عن ضعف الحمولة الإيديولوجية لهذه النخبة في التعاطي وتحليل الملفات السياسية والإجتماعية والتفاعل معها.

علاوة على أن هذه النخبة السياسية في المغرب تتخد مسالك متشعبة ومتعددة ومتقاطعة لا من حيث ثقافتها المرجعية التي تؤسس عليها خطاباتها الحزبية دون الإدراك أكثر باديولوجية الحزب وخفاياه، أو من حيث ضعف الأدوار التي يمكن أن تلعبها داخل النسق السياسي والاجتماعي، بحيث يقتصر دور هذه النخب على المشاركة فقط في الندوات دون ترك المجال لهم بابداء أرائهم ومقترحاتهم، فالنخبة الحقيقية هي القادرة على اتخاذ القرار وصناعته والتأثير في مجريات الأمور سياسيا واجتماعيا واقتصاديا، وليس دورها فقط هو المشاركة في تلميع المشهد السياسي كميا وعدديا.

المشكلة الحقيقية للنخبة السياسية في المغرب

إن الإشكالية الحقيقية للنخب السياسية بالمغرب تتجلى في التمييز من داخل الهياكل الحزبية بين ثلاث درجات، الأول هو الأمانة العامة والثاني المكاتب السياسية وأخيرا اللجان الإدارية. فكل هذه الأحزاب تميزت باستمراريتها مدة كافية من الزمان دون أخد الإعتبار لهذه النخب ومشاركتها في إبداء الرأي وصنع القرار.

إن واقع الأحزاب السياسية وتركيبتها في المغرب ترتكز على الهرمية والإحتكار الحزبي، وهذا ما زكاه أيضا عبد الرحيم العطري في كتابه «صناعة النخبة في المغرب»، واعتبر أن الأحزاب هي عبارة عن مجموعة من الأطر الذين يقتسمون دواليب الهرمية الحزبية، من امانة مركزية ومكتب سياسي ولجنة مركزية، ولذلك تظل المراكز الهامة مقتصرة فقط على هؤلاء الأشخاص، فالنخبة اذا ما تم ترقيتها الى مستوى مركزي قد تستلم منصب الإستوزار في الحكومة وهذا ما يخشونه مالكوا هذه الأحزاب والمخزن.

سمة الأحزاب المغربية 

إن غالبية الأحزاب المغربية تعرف نمطا وراثيا في تسليم المناصب واحتكار عائلات نافذة مركز السلطة والقرار مما جعل النخب السياسية ترجع للوراء ويبقى دورها فقط هو الإنتساب للحزب والشعار، ولعل في هذه الأحزاب قيادات يناهز عمرها الخمسين دون ان تفسج المجال للشباب او النخب في اتخاد القرار وصناعته مما يؤكد أن الأحادية هي من تحكم الحزب.

وفي ظل تدجين النخب السياسية من طرف الأحزاب أصبح لزاما على هذه الأحزاب تغيير وجهة نظرها حول نخبها، وتأهيل المؤسسة الحزبية كمدخل للديموقراطية الحقيقية وبخاصة مع قانون الأحزاب الجديد، فإن الإصلاحات الأخيرة كفيلة بتوسيع وتوضيح مجال وهامش تحرك النخبة السياسية ودعمها للوصول الى مركز القرار.

فيديو مقال صناعة النخب إشكالية تؤرق المشهد السياسي في المغرب #المغرب

أضف تعليقك هنا