فرَض غير مألوف

صورة تخيلية افتراضية عن الإنسان 

افترضت فرضاً غير مألوف
وبحت لنفسي بهذا الافتراض
لأسلم من الانتقاد… وتساءلت
هل بالإمكان تخليق كائن.. بالاصطفاء؟
أسلمه بداخلي… أمكنه بالإرادة…
أمتعه بالامكان والمكان…. وانفض عنه
الأمر…. وأطلقه في طول مطلق….
وبعد أبعد …..عزلت داخله خارج داخلي..
واغتلت الأمواج السابحه .. والاهتزازات المؤثرة.. في واسع فضائه… لمنع الاصوات السابحة …بجهازي المصطنع .. جعلت من الضوء شتاتا.. فوتونات غير مترابطة… لتشتيت صورة
واقعة… من محيط خارجي إلى محيطه الداخلي
بداخلي…

صفات هذا الإنسان الافتراضي المُصطفى

 مثالي في أخلاقه

رسمته صورة.. شيدته صرحاً… زرعته أملاً.. قطبته معرفة… لأقطفه مثالياً… مكتملاً شعاعاً في ضوء مشع.. ليتمايز عن هذا وذاك…..
أريده مراهقاً حصوفاً… مهذاراً صريحاً… مقولاً في الحق…. نطوقا في الجموع… قاصرا في الباطل…زاهدا فيما لا يملك… مقداما في الصفوف..
مئثارا للغير…
وفي كهولته… مدراراً في الحكم… مبجلاً للأنفس..
كريما في عطائه…. متوسط المجالس.. مشار إليه
منه يؤخذ وإليه ينتهى….

عالِم بكل شيء

في رشده جامعا للقيم… ملماً بأنواع واصناف الرجال مميزا لهم خيارهم من اشرارهم
ومن حكم الحياة استقى، من دروسها اشتفى، من همها ارتوى، من فرحها وسرورها اكتفى، من جديدها رأى، من تعاستها اكتوى، من علمها انبرى.

اجتماعي

سيبقى هذا الانسان عصي، مهما وضعناه على طريقتنا و شروطنا المثالية، ويأبى التفرد عن محيطه، لأنه إنسان ولا يأنس بمفرده، لأنه مجموع
احاسيس ومشاعر يشاطرها مع نظائره من بني جنسه غير قابل للانفراد والتفرد والعزلة، كالوحوش الضارية القاطنة في الأمكان النابية.

هذا الكائن لا يستطيع العيش بمفرده، والابتعاد عن زمرته، كائن جبل على التآلف، على الاندماج، على التراحم، على حب الاستكشاف، على جمع ودمج الافكار والترابط فيما بينها وهذه ميزة تكاد تنعدم
فيما سواه من كائنات مرافقة له زمانا ومكانا.
ما أعقد بنيته وخلقته وتكوينه الذاتي.

عجز الإنسان وضعفه أمام قدرة الله تعالى 

والأعجب من ذلك قدرة هذا الصانع وبديع صنعه وإحكامه المتناهي خلقا له.

وعجزنا وضعفنا عنه علماً وإحاطة ومعرفة به وإدراكا له.
مؤمنين بقوله تعالى (صُنْعَ اللهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ)

فيديو مقال فرَض غير مألوف

أضف تعليقك هنا

أحمد سالم الغزواني

احمد سالم الغزواني
مهتم بالفلسفة وعلم الاجتماع
ادعو الى تحرير الفكر من الموروث والاستقلالية الفكرية.