معالجة التعليم الديني

التعليم الديني في المدارس

تعاني بعض المجتمعات في الدول العربية والإسلامية من نظام التعليم الديني، وهذا ما نشعر به في لبنان منذ سنوات، وقد أصبحت مادة التعليم الديني في المدارس من أسباب الفرقة الدينية والمذهبية بين طلاب الوطن الواحد المتعدد في انتماء أبنائه الديني والمذهبي، ويعود هذا الأمر إلى أن كل مدرسة تُدرس طلابها كتاباً يرتبط بمذهب خاص ودين معين، ففي الوقت الذي يجب أن تجمعهم مقاعد الدراسة على العلم والمعرفة وترسخ وحدتهم الوطنية تأتي مادة التعليم الديني المتداولة لتفرقهم، فهم متعددوا المذاهب والطوائف.

فالمسلم يسمح له بالخروج من حصة تعليم الدين المسيحي، والمسيحي يسمح له أن يخرج من حصة تعليم الدين الإسلامي ناهيك عن المذاهب المتعددة التي يخرج منها من هو مختلف عن الآخر في المذهب، وهذه الممارسة تحدث الفرقة والتباعد بين الطلاب وتنعكس على أفراد المجتمع الآخرين، فتتحول مادة تعليم الدين إلى مادة للفرقة مع أن الدين كان وسيبقى مصدراً للتسامح والمحبة والتواصل والحوار والعيش المشترك، وهو حاجة ملحة لإثراء التفاهم والقيم الإنسانية.

وإن ما يحصل في هذا الأمر عن قصد أو غير قصد يساهم في نجاح المفردات”أنتم ونحن”التي تتحول إلى ممارسة يومية وعملية تشجع على الإنقسام والتنازع بين أبناء الوطن بدءا من المدرسة وصولاً إلى كل عناوين العمل والتعليم.

تعاظم مشكلة التعصّب 

وبناء على ما تقدم من المشكلة التي تتعاظم خطراً وتتكاثر ولكبح التعصّب الطائفي والمذهبي الذي يوقع الضرر في الأوطان باسم المذاهب والأديان ,المرتجى من الوزارات والمؤسسات التعليمية والتربوية والمواقع الرسمية الدينية دراسة تأليف كتاب لتدريس مادة الدين يركز فيه على المشتركات التي حملها الأنبياء والرسل من أخلاق فاضلة، وتعاليم دينية تدعو إلى الحوار مع الآخر ليصبح نموذجاً يحتذى في كل البلدان ولكل المدارس والمعاهد التي تعتمد مادة الدين في برامجها المدرسية.

 

أضف تعليقك هنا