التجديد المطلوب في الوعي الحسيني

الدور الرئيسي للمنبر الحسيني

لا يخفى على الجميع ان الدور الرئيسي للمنبر الحسيني هو خلق الوعي المجتمعي وتثبيت عقائد الإسلام، وترسيخ المفاهيم الإسلاميَّة وفكر أهل البيت – عليهم السلام- ، كذلك يركز المنبر الحسيني على البعد التربويّ الّذي يعمل على إعداد الإنسان فرداً ومجتمعاً، من خلال التطرّق إلى مختلف المواضيع المرتبطة بحياة النّاس ونقدها وتبيانها بالشكل الذي يصحح الانحراف او التقصير ان وجد ويزيد الاعتدال وينمي الصواب.

لقد مرَّ المجلس الحسيني بعدة مراحل اختلفت باختلاف المجتمع وتطوره والظروف الموضوعية التي عاشتها الامة، فمنذ بداية عهد الائمة – عليهم السلام – الى يومنا هذا عالج المجلس الحسيني الكثير من الآفات الاجتماعية والنفسية التي اجتاحت المجتمع، وذلك حسب الفكر الموجود ، ففي عهد الائمة كانت المجالس الحسينية مقتصرة على بيوتات الاتباع المقربين خشية من الجهاز الحاكم آنذاك الى ان توسعت في عهد الدولة الفاطمية في مصر والحمدانية في حلب والبويهية في بغداد واخذ المجلس الحسيني اشكالا متجددة اختلفت عن تلك المجالس السابقة ، حيث ادخلت هنا مراسم النياح واللطم والعويل ، ثم تطور الامر لتاخذ شكلا من تعنيف النفس ومواساة دماء الحسين وخصوصا في فكر الدولة الصفوية التي استخدمت المجالس الحسينية كاداة اعلامية في نشر التشيع .

أثر وسائط النقل والاعلام والطباعة

وبعد دخول وسائط النقل والاعلام والطباعة والمرئيات شهدت المجالس الحسينية انتقالة نوعية في مراسم العزاء واقامة الشعائر الحسينية فتلاقحت الحضارات وتعارفت الاساليب التي تحيي شعائر الحسين حتى طغت تلك الشعائر الروحية الجسدية اكثر من الشعائر الفكرية واصبحت العاطفة هي المسيطرة على المجلس الحسيني مما افقده اثره المطلوب في نشر الوعي الحسيني الاصلاحي في الامة، ومما زاد الامر سوءا تلك الشعائر الطائفية التي مزقت النسيج الاسلامي واضعفت الامة الاسلامية بخطابها التفريقي المتطرف والمتشدد .

فضلا عن الاسلوب الذي لا يمكن ان يستسيغه المقابل او يتقبله مما افقد تلك الشعائر الاثر التربوي الاصلاحي المطلوب ، وبالتالي نرى التاثير اصبح عكسيا، مما يتطلب الوقوف ودراسة الحالة التي يعيشها المجتمع اليوم ، لذا كان لابد من تجديد الخطاب الحسيني بالطريقة التي يتقبلها الشاب ولا ينفر منها ، وربما المحاضرات الدينية لم تستطع لحد الان ان تستقطب الشباب او تجعلهم يستمعون لها على اقل تقدير دون السير وفق تعاليمها ، مما تطلب اسلوب متجدد للشعائر يتوافق مع التطور الفكري للمجتمعات ويكون ذا مقبولية عند العديد من المجتمعات الاسلامية والشبابية بالخصوص من اجل انقاذ تلك الشريحة من مهاوي الانزلاق الخلقي وفتن الانحرافات الكثيرة.

مرجعية السيد الصرخي الحسني التوعيوية التربوية

ولعل ما يتم تداوله اليوم من قبل اتباع وانصار مرجعية السيد الصرخي الحسني بطرح القصائد التوعيوية التربوية باسلوب “الراب” هو اسلوب توعوي متجدد يتوافق مع الاسس التربوية الصحيحة بالخصوص ما تتناوله تلك القصائد من كلمات ومنهج فكري توعوي جدير بالتفات الجميع ودعمه وجعل المجلس الحسيني مجلس تربوي حقيقي .

وبالرغم من الاعتراضات التي واجهها “الراب المهدوي” او ” الراب الاسلامي” من قبل بعض ممن تناول الامر بسطحية دون تعمق لمجرد ان “الراب” اميركي او انه جديد وغير مطروح او انه اسلوب رقص عند الغرب، فكيف يتم ادخاله للمسلمين! ، لكنه لم يلتفت اطلاقا الى كلمات القصائد واسلوب الطرح والتنظيم الجميل للمجلس مما يعطي نظرة واقعية على اسلوب تجديدي مؤثر ولا يخرج عن الاطر الشرعية الصحيحة .

ان هذا الاسلوب كفيل بجذب الشباب ووضعهم في الطريق الصحيح والطريق المخصوص لدور المجلس الحسيني التوعوي وانقاذهم من براثن المخدرات والكحول والمقاهي التي اصبحت اوكار لقتل شباب الامة، فتحول الراب الغربي الى راب اسلامي او راب مهدوي مؤثر فكريا وتربويا واصبح وسيلة ناجعة من وسائل الاصلاح الحسيني المنشود.

فيديو مقال التجديد المطلوب في الوعي الحسيني

أضف تعليقك هنا