الوهم

حرية الاختيار

بعد الإعلان عن ذلك الحدث المنتظر لا مثيل لاختيار وجهة مناسبة تتناسق مع إرادتك و التي تحدد لك المستقبل الزاهر و المنير .سيأتي ذلك و تختار الوجهة و تتجه على سبيل اتباعها أنها الهدف الأسمى و لكنك لا تعرف خبايا سبيلها . ستمضي الأيام و تعرف حينها أنك تتوهم بمخططاتك و أهدافك و تجد نفسك في دوامة الحيرة.

عندها لا حيلة للرجوع و لا سبيل للتقدم عدا الوقوف و التأمل في الدهر كيف ينقضي لأن السبيل معبد بالموانع الصعب تخطيها . لكن بعد التفكير المطول ستدرك أن الوجهة التي اخترتها بارادتك ستشملك لما بقي لك من حياة ،لأنك حينها ستدخل سباق البحث عما ستُهدي لك هذه الوجهة . أيا كان ستعلم أنه لا مثيل للاستمرار في قضية استهليتها وإن كان التوقف ليكون لقضية أفضل .

وهم الفشل

بينما كنت متكئا على سريري المهترئ في غرفتي الواحدة و العشرين التي لطالما عُرِفت بغرابتها كونها في مؤخرة الرواق ، قلت في نفسي ماذا لو أنني أخطأت الاختيار و اتبعت منهم قَبْلي و ذهبت في طريق لا يعنيني . مرت تلك اللحظة و لازالت تلك الفكرة مستولية على رأسي و مكثت لمدة و أنا حائر منها بالرغم من أنني كنت متيقنا أنني اتخذت دربا يناسبني .

لابأس أقنعت نفسي في تلك الفترة أنني وُفّقت في الاختيار لكن هذه الفكرة جعلتني كمشجع يشاهد فريقه يتكبد أمَر الهزائم وما يزال يقنع نفسه أن فريقه الأفضل . و بقيتُ لفتره محتارا خائفا من فكرة ربما ستقتل روح الأمل في نفسي . تمضي الأيام و يتكرر هذا المشهد الموحش و يتكرر ذلك الوهم الذي يُضَيّق الدنيا علي و يجعلني أشك في نفسي ، أدركت حينها أنه يجب أن أقنع نفسي في كل مرة أنني على حق مهما كان .

ربما لم أتوقع يوما أنني سوف أقحم نفسي في هراء كهذا ، ربما تهورت في اتخاذ قراري و أوحشت مخيلتي لكن مهما كان وقت و سيمضي وقد أغير المسار إن رأيت خللا في ما أفعله الآن . لكن حين أفكر أنهار من خطأ ارتكبته بتسرع و هذا لن يهديني ما أرضاه ، لاعلينا فهي مشيئة الله و لا كلام فوق كلامه تعالى .

فيديو مقال الوهم

أضف تعليقك هنا