بين يدي القصص القرآني

القرآن الكريم

بسم الله ، والحمد لله ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

أما بعد : فقد جعل  الله كتابه نورا وهدى ، يخرج به الناس من الظلمات إلى النور ، قال تعالى : “كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد”

وقص الله سبحانه في كتابه قصصا وصفها بأنها أحسن القصص ، قال تعالى : ” نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن ”

وحث ربنا سبحانه على تدبر كتابه : ” كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب “.

التدبر في كتاب الله

ومن تدبر كتاب الله سبحانه تدبر ما جاء فيه من القصص ، وما حواه القصص القرآني من حكم ، ودروس ، وفوائد في تربية الأفراد والأمم والمجتمعات ، وما فيه من تقرير الإيمان بالله سبحانه وإخلاص العمل له ، وبيان حسن التوحيد وعاقبته ، وقبح الشرك وعاقبته.

فيجب أن نفقه ما في القصص القرآني من أخبار ، ومعان ، وأنماط من المدافعات بين الحق والباطل .

ما أصاب الأنبياء في سبيل الله سبحانه ، ثم نصرهم الله وجعل العاقبة الحسنى لهم ، وكيف كان في ذلك من تسلية للنبي _صلى الله عليه وسلم_ وتثبيت لقلبه : ” وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين ”

وما فيه من تسلية للمؤمنين وتثبيت لقلوبهم ، وليعلموا أن ما أصابهم قد أصاب من قبلهم ، فيقتدون بهم في جميع مقامات الدين من التوحيد والقيام بالعبودية والدعوة والصبر والثبات وغيرها ، وليعلموا أن العاقبة لا شك للمتقين ، وأنه في نهاية المطاف النصر للحق وجنده ، والخذلان للباطل وأهله ، وأن قوة الإيمان مهما قل عددها وعدتها تغلب أي قوة كفرية بإذن الله سبحانه ، ظهر ذلك في قصة طالوت لما برزوا لجالوت وجنوده “فهزموهم بإذن الله” وظهر ذلك في غزوة بدر “ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون”.

تحدي القرآن لأهل الكتاب

وفي القصص القرآني تحد عظيم لأهل الكتاب ، فكثير من أخبار السابقين كانت معروفة مروية عندهم ، وفي ذلك تعجيز لهم ، وقطع لحجتهم على المسلمين ، واثبات لصدق الوحي المنزل على رسول الله _صلى الله عليه وسلم_

قال تعالى : “تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين ”

فلم يكن القصص القرآني مجرد سرد تاريخي ولكن عبرة وعظة وذكرى للمؤمنين.

قصص بين فيها ربنا سبحانه فضله ونعمه على المؤمنين “إلا آل لوط نجيناهم بسحر نعمة من عندنا” وقال تعالى عن أصحاب الكهف : “إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى وربطنا على قلوبهم” زادهم هدى ، وربط على قلوبهم ، وعصمهم من الفتن.

قصص يظهر فيها عدل الله في معاقبة المكذبين

قصص يظهر فيها عدل الله سبحانه في معاقبة المكذبين الظالمين “وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيئ لما جاء أمر ربك وما زادوهم غير تتبيب” وفي ذلك تخويف للظالمين والعصاة والمشركين والمتكبرين أن يصيبهم مثل ما أصاب من كان قبلهم ، هؤلاء أخذتهم الصيحة ، وهؤلاء أخذتهم الرجفة ، وهذا خسف الله به وبداره الأرض ، وهذا لم تكن له فئة ينصرونه من دون الله وما كان منتصرا

” أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم وللكافرين أمثالها”

قال الله سبحانه : “فاقصص القصص لعلهم يتفكرون”

فيديو مقال بين يدي القصص القرآني

أضف تعليقك هنا