تعلم أن تقول لا

شخصية الانسان المطيع في المجتمع

“انت شخص مطيع رضي الله عنك وارضاك ” ، هذه الجملة هي التي كنا نقوم بالمستحيل حتى تتلقاها مسامعنا ، فمذ كنا اطفالا لقنونا ان الطفل المطيع والذي يقول دائما نعم لمن هم اكبر منه هو الطفل المثالي المحبوب لدى الجميع ، اما المتمرد حاد الطباع ، فلا يحبه احد والكل يتفاداه.
لكن ومع مرور الزمن وبعد مرورنا بتجارب عديدة ،بعد ان انفتحنا على العالم الخارجي ،اصطدمنا بالواقع المرير ، فاكتشفنا ان ذلك الشخص الذي يقول دائما نعم للجميع ،متاح لهم في اي وقت حتى لو كانت تلك المهمة الموجهة له تفوق طاقته الاستيعابية يعيش تعيسا ،تحت ضغط المسؤوليات الملقاة على كاهله ، ويصبح عرضة للاستغلال فبمجرد ما يتبين للناس ان ذلك الشخص خدوم و متاح في اي وقت ولا يستطيع ان يرفض طلبا لاحد الا ويربطون معه صداقات حتى يستفيذوا من حصتهم في سذاجته ،فيمدحونه في مجالسهم لكنهم يستهزؤون ببراءته و لطفه خلفه .

ضرورة حرية الاختيار “نعم او لا”

للاسف هذا هو الواقع ،لذلك يا صديق لا يخدعك احدهم بمدحه لك باللطيف المطيع ، ما دمت لا تستطيع فعل مهمة تفوق طاقتك فمن حقك ان ترفض ، حتى لو كنت قد تعودت على قول نعم ويصعب عليك تغيير طبعك فتستطيع ان تتغير ،تعلم ابحث في الكتب والبرامج حتى تكتسب فن المواجهة و قول لا بكل بساطة لكل شيء يثقلك و يجعلك تتألم .
فهي حياة واحدة ستعيشها ، و العمر سيمر وسياتي اليوم الذي ستقف وقفة النادم والمتاسف على ايام اهلكت فيها صحتك الجسدية والنفسية فقط لارضاء الاخرين منتظرا كلمات الثناء منهم والتي احيانا لن تسمعها حتى ، فالتفت لنفسك قبل فرات الاوان .

كلمة “لا” لا تعني التمرد

وليكن في علمك يا صديق ان قول لا لا اعني به ان تكون متمردا متعجرفا ، لا تساعد من يحتاجك ، ولا تقوم بمسؤولياتك ، بل على العكس تماما فما اعنيه بقول لا هو رفض ما فوق طاقتك و لا يعود عليك بالنفع ،رفض الذل والمهانة ، رفض السيطرة والتحكم من طرف الاخرين ورفض كل ما يؤرقك و يبعد عنك النوم ، لذلك فتعلم ان تقول لا و لينعتك الاخرين بابشع الصفات فما دمت لم تظلم احدا ولم تتجرأ عليه فسلام على الدنيا وما فيها .

فيديو مقال تعلم أن تقول لا

أضف تعليقك هنا